* يهل علينا موسم الخير كل عام منذ أن أمر الله خليله إبراهيم عليه السلام بأن يؤذن في الناس بالحج. أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تتوق لأداء هذه الشعيرة العظيمة من شعائر ديننا الحنيف وهي الركن الخامس من أركان الإسلام.. الحج شعيرة تفردت دون غيرها من الشعائر بأن الله جل وعلا حين فرضها علي أمة محمد - صلي الله عليه وسلم - اشترط أمراً مهماً لأدائها ألا وهو القدرة علي أداء تلك المناسك سواء كانت هذه القدرة مادية أو جسدية لذا فالفقير وغير القادر بدنياً لا يجب عليهما الحج.. ولكن علي الرغم من ذلك نلحظ نحن أبناء مصر خاصة ان الفقراء في بلدنا وهم كثر.. يجاهدون مجاهدة كبيرة في سبيل ايجاد نفقات الحج أو العمرة علي أقل تقدير من أجل زيارة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة.. راجين من الله العفو والمغفرة آملين أن يعودوا من تلك الرحلة المباركة كيوم ولدتهم أمهاتهم. * من هنا فإن من قدر الله له أداء هذا المنسك العظيم فإنما اختاره الله تعالي وأعطاه هذه الفرصة العظيمة بادائه فريضة الحج لتكون فرصة لمحاسبة النفس عليما اكتسبت خلال الفترة السابقة.. لذا فعلي كل حاج مَنَّ الله عليه بهذه النعمة ان يغتنمها فهي فرصة قد لا تتكرر في حياته مرة أخري. الكل يعدل من سلوكياته قبل الحج الي ما هو افضل بعد اداء الشعيرة فكل إنسان في مجاله يعرف السلبيات التي تصدر منه سواء الظاهر أو تلك التي بينه وبين الله عليه أن يعود لضميره يحكمه في كل خطوة يخطوها ولايتركه مغيبا كما كان الحال سابقا.. علي حجاج بيت الله الحرام ان يرجعوا أناساً آخرين غير أولئك الذين ودعناهم قبل عدة أسابيع.. فإذا ما حدث هذا التغيير في سلوكيات مَنْ أدي الفريضة فإن حجه بذلك يكون مبرورا ومن ثم يكون الجزاء الذي حدثنا عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". * تقبل الله من حجيج بيت الله الحرام وكتب لمن لم يحالفه النصيب في الحج هذا العام ان يكون من حجاج العام القادم ويكتب لي عودة إلي تلك الديار المقدسة إنه ولي ذلك والقادر عليه.