كعادتها كل عام لا تتذكر مديريات التربية والتعليم صيانة وترميم المدارس إلا قبل بدء العام الدراسي بأيام قليلة وأحياناً كثيرة بعد بداية الدراسة. الأمر الذي يتسبب في ارتباك العملية التعليمية وتأجيل الدراسة ببعض المدارس ونقل طلاب إلي مدارس بديلة. ما يزيد من معاناة أولياء الأمور نتيجة لبعد المكان أو لصعوبة المواصلات. علاوة علي أن ضم الطلاب إلي مدارس أخري يضاعف من كثافة الفصول الدراسية ويقلل من استفادة الطلاب العلمية. علاوة علي انحسار الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية بتلك المدارس.. المشكلة تفرض نفسها بقوة مع بدء عام دراسي جديد والكل يتساءل لماذا تتجاهل مديريات التربية والتعليم وهيئة الأبنية التعليمية ثلاثة أشهر كاملة أثناء الاجازة الصيفية تكون خلالها المدارس مغلقة فيها بالضبة والمفتاح؟! مديرية التربية والتعليم بمحافظة الوادي الجديد قررت غلق 44 مدرسة مع بداية العام الدراسي الجديد ونقل طلابها إلي مدارس بديلة بحجة تطويرها ورفع كفاءتها منها 16 مدرسة لم يتم الانتهاء أساساً من عمليات الطرح والبت والترسية علي المقاولين والشركات المنفذة و10 مدارس لعدم استكمال بناء الأسوار الخارجية. يقول عاطف زغلول "ولي أمر" إن صيانة المدارس قبل بدء العام الدراسي مشكلة مزمنة فشلت معها كل الحلول وحاولنا بكل السبل مع مديريات التربية والتعليم وهيئة الأبنية التعليمية أن تكون الصيانة أثناء الاجازة الصيفية كما كان من قبل دون جدوي ويضاعف من المأساة أن مدة الصيانة ثلاثة أشهر تمتد في بعض الأحيان إلي عام كامل نتيجة لتقاعس المقاولين وتعثر الشركات أو لعدم توافر سيولة مالية وطوال العام يعاني الطالب وولي أمره الأمرين بسبب بُعد المدرسة عن المنزل. أضاف ميسرة حريف مدير التخطيط بمديرية التربية والتعليم أن وزارة المالية هي السبب نتيجة لتأخرها في اعتماد المخصصات المالية لعمليات الصيانة والإحلال والتجديد التي تأتي غالباً في نهاية شهر اغسطس من كل عام ومديرية التربية والتعليم بالوادي الجديد تعتبر هي الأولي علي مستوي الجمهورية في عمليات الطرح والترسية وغالباً تنتهي الصيانة في الوقت المحدد لها تماماً. مشيرا إلي أنه تقرر صيانة ورفع كفاءة 13 مدرسة هذا العام بتكلفة 19 مليون جنيه منها 4 بالخارجة و4 بالداخلة و3 ببلاط ومدرسة بكل من باريس والفرافرة وسيتم نقل طلابها إلي أقرب مدرسة لمحل إقامتهم علي أن تكون الدراسة خلال الفترة الصباحية فقط بجميع مدارس المحافظة ولن تكون هناك فترات مسائية نهائياً!! أضاف أنه تقرر نقل تلاميذ مدرسة ناصر الابتدائية بنين إلي مدرسة ناصر الإعدادية ونقل تلاميذ رياض الأطفال إلي مدرسة الوادي بنات بذات المربع التعليمية ونقل 50% من طلاب مدرسة الزهور للتعليم الأساسي إلي مدرسة الزهور القديمة و50% إلي مدرسة محمد متولي الشعراوي للتعليم الأساسي بنفس الحي أيضا. كما تقرر نقل طالبات الصف الأول والثاني بالثانوية بنات بالخارجة إلي مدرسة البساتين والثالث بنوعية العلمي والأدبي إلي مدرسة نجيب محفوظ. كما تقرر ضم طلاب مدرسة الخارجة الإعدادية المشتركة إلي ملحق خاص بمدرسة الثانوية للبنين. بينما سيظل طلاب مدرسة الخارجة الثانوية الصناعية بنفس المدرسة وستتم صيانة جناح بعد جناح حتي لا تتأثر العملية التعليمية. خصوصاً أن الدراسة تعتمد علي النظام العملي أكثر من النظري. أما بقية المدارس فسيظل بها الطلاب أثناء الصيانة. قال المهندس عادل فوزي النقيب مدير هيئة الأبنية التعليمية بالمحافظة إن خطة الصيانة للعام 2016/2017 ل 11 مدرسة انتهت بالكامل بنسبة 100% ولا توجد أي مشكلة بتلك المدارس نهائياً. مشيرا إلي أن هيئة الأبنية التعليمية بريئة تماماً من المشكلة. حيث ان دورها يكون قاصراً علي إعداد المقايسات الفنية وتسليمها لمديرية التربية والتعليم قبل انتهاء شهر مايو من كل عام والمديرية هي المسئولة عن عمليات الطرح والترسية والإسناد ومن ثم إخطار الهيئة للإشراف الفني فقط وهي غير مسئولة عن الإجراءات الإدارية التي تتم. أوضح أن تأخير الطرح يرجع لعدة أسباب في مقدمتها أن التمويل يصل للمحافظات مع نهاية شهر يوليو وتستغرق عمليات الطرح القانونية في مناقصات عامة مدة لا تقل عن 45 يوماً في الوقت الذي تحظر فيه جميع القرارات الوزارية طرح أي عملية قبل وصول الاعتمادات المالية المطلوبة. مشيرا إلي أن خطة العام المالي الجديد التي تضمنت 13 مدرسة بدأت بالفعل أعمال الصيانة التي تستغرق ما بين 3 و6 أشهر والدراسة في غالبيتها ليست بحاجة للتعطيل نتيجة لاتساع المساحات داخل المدارس وستتم صيانة مرحلة مرحلة بكل مدرسة دون أن تتأثر العملية التعليمية نهائياً. أما المدارس الصغيرة فسيتم نقل الطلاب إلي مدارس ملاصقة تماماً ويجب علي الجميع المشاركة في تحمل الأمر. خاصة أنه سيتم الانتهاء منها خلال شهر واحد فقط.