استمرت قطر في اتباع سياسة التصعيد في أزمتها مع الدول العربية الأربع وواصلت محاولاتها لتدويل الخلاف رغم وجود إصرار عربي للحل الإقليمي قدمت الدوحة شكوي رسمية لمنظمة التجارة العالمية ضد جيرانها في الخليج لمقاطعتها تجاريا وذلك بعد رفض مجلس منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو" طلبها بإدانة دول المقاطعة. أعلن ممثل قطر لدي منظمة التجارة العالمية علي الوليد آل ثاني أن بلاده تقدمت بشكوي إلي المنظمة ضد المقاطعة التجارية التي تفرضها عليها السعودية والبحرين والإمارات.. جاء في نص الشكوي المزعومة أن هناك محاولات من قبل الدول المقاطعة لفرض "عزلة اقتصادية" علي الدوحة. وحرمانها من التجارة في "السلع والخدمات وحقوق الملكية الفكرية". ووفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية. يعتبر تقديم طلب "إجراء مشاورات" مع الدول الثلاث الخطوة الأولي في النزاع التجاري بين الدول وبموجبه تمهل الدوحة الدول المشتكي ضدها 60 يوما لتسوية النزاع أو مواجهة دعوي قضائية أمام المنظمة قد تؤدي إلي عقوبات تجارية. في الوقت نفسه رفض مجلس منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو" إدانة مصر والسعودية والامارات والبحرين وذلك خلال جلسة استثنائية بناءً علي الشكوي المقدمة من قطر. قدمت وفود كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر خلال الجلسة ورقة عمل مشتركة تضمنت الإجراءات التي تم اتخاذها بالتعاون مع مكتب الإيكاو الإقليمي بالقاهرة. من أجل تعزير السلامة الجوية فوق المياه الدولية بإقليم الشرق الأوسط. والتي تضمنت فتح 9 مسارات جوية إضافية لتخفيف الضغط علي المسارات الحالية فوق المياه الدولية. يأتي ذلك بينما ذكر مصدر مطلع أن شركة الخطوط الجوية القطرية من المتوقع أن تسير رحلات عبر ثلاثة ممرات طوارئ جوية فوق المياه الدولية خلال أيام بعدما بحث اجتماع قادته الأممالمتحدة يوم الاثنين الماضي الممرات الجوية التي يمكن للدوحة تسيير رحلات عبرها في أعقاب نزاع مع جيرانها. من جانبه قال وزير الدولة للشئون الخارجية بالإمارات أنور قرقاش إن فشل دولة قطر في تسييس ملف المنظمة الدولية للطيران المدني "الإيكاو" يعد إنذارا مبكرا ينذر بفشل توجهها الكارثي لتسييس الحج. في سياق آخر قدمت لجنة فرعية في مجلس النواب الأمريكي تحليلا مفصلا لأصول الأزمة القطرية الراهنة فيما أشار معظم المتحدثين إلي التناقضات في السياسات القطرية. واصفين إياها بالبيئة المتسامحة مع تمويل الإرهاب والداعمة له. وناقشت اللجنة الفرعية لمجلس النواب الأمريكي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. في جلسة استماع. السياسة الخارجية القطرية ودعم الدوحة للإرهاب. ووصفت رئيسة اللجنة ايليانا روس ليتينن قطر بالبيئة المتسامحة مع تمويل الإرهاب قائلة إن الدوحة تمول منظمات إرهابية في العالم فضلا عن العديد من الجماعات المتطرفة في سوريا. ونقلت روس ليتينن عن كاثرين باور المسئولة السابقة بوزارة الخزانة. أن السعودية والإمارات سعتا إلي دفع الدوحة لاتخاذ إجراءات ضد ممولي الإرهاب ولكن ذلك لم يحصل. فيما أشار جوناثان شانزر نائب رئيس البحوث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في شهادة مكتوبة للجنة الفرعية إلي أن قطر دعمت بشكل مفتوح الجماعات الإرهابية. معتبرا أن هذا الدعم للجماعات الإرهابية يبعث علي القلق مع وجود قاعدة أميركية في قطر ليصف هذا التناقض بأنه مجنون. ومن جانبه أعرب ماثيو ليفيت من معهد واشنطن عن قلقه من توفير الدوحة منبرا للمتطرفين لنشر أيديولوجيتهم من خلال قناة الجزيرة. قال مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام ان اجتماع وزراء إعلام الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب غدا بجدة يهدف لدعم موقف شعوبها الرافض لدعم الدوحة للإرهاب والتدخل في شئون البلدان الأخري. وأضاف مكرم ان هناك تفاهما تاما بين القائمين علي الإعلام في مصر والإمارات والسعودية والبحرين بشأن الأزمة مع قطر.. موضحا أن اجتماع الغد سيناقش أساليب التعامل الإعلامي مع الأزمة في ظل وجود مؤشرات علي أن مدتها الزمنية قد تطول بعض الشيء. أضاف بأن الاجتماع سيناقش أيضا التعامل الإعلامي مع بوادر الحوار مع قطر في حال ظهورها بشرط أن يقوم الحوار علي منطلقات سليمة قائمة علي تلبية الدوحة لقائمة المطالب المشروعة للدول الأربع. وذكر أن الاجتماع سيناقش ملف قناة الجزيرة القطرية وسيرد علي افتراءات البعض بأن غلق القناة في الدول الأربع هو اعتداء علي حرية الرأي.