سوق دراو للجمال بمحافظة أسوان من أقدم الأسواق وأشهرها علي الإطلاق في مصر.. ويضم أبناء أسوان وأبناء القبائل المختلفة من جميع المحافظات وهي تعد شريان الحياة لأهالي المنطقة ويقع سوق الجمال بالمدينة علي بعد حوالي 40 كيلو متراً شمالاً شرق السكة الحديد حيث ان الغالبية العظمي من سكان المدينة ومركز دراو يتاجرون في الجمال أو يقومون بتربيتها وكانت تجارة الجمال في السابق مربحة ولكن أصبح تاجر الجمال اليوم يعاني بسبب ارتفاع سعر الدولار الذي أثر علي تجارة الجمال ما ترتب عليه قلة الاستيراد الذي أدي بدوره إلي ارتفاع سعر الجمل علي التاجر وسعر اللحوم الجملي علي المواطن. يقول الشيخ عثمان النعيم سوداني الجنسية: تجارة الجمال تجارة قديمة بقدم شعبي مصر والسودان. لأن الجمال تأتي عن طريق السودان وتدخل مصر عبر الحدود المصرية السودانية. ويستنفع منها أهالي الشعبين في الربح المادي والتجاري والسفر وغيرها. مؤكداً أن تجارة الجمال تغيرت عن السابق ولم تعد تجدي بسبب زيادة الإجراءات الجمركية والرسوم المفروضة وتحكم الدولار في سعر السوق بين السودان ومصر. مؤكداً أن الدولار أصبح خسارة علي التاجر السوداني والمصري أيضاً. يقول ياسر دياب موظف بشركة النصر للتصدير والاستيراد والوكيل عن التاجر السوداني: إن ارتفاع سعر الدولار أثر بشكل كبير.. حيث كان تجار الجمال يستلمون من منفذ أرقين 4 آلاف جمل كل أسبوع قبل ارتفاع سعر الدولار أما الآن وبعد ارتفاع سعر الدولار قلت كمية الجمال التي يستلمها التجار وأصبحت 3 آلاف جمل فقط. مشيراً إلي ارتفاع سعر الجمل الصغير من 5 آلاف إلي 10 آلاف جنيه أما جمل الذبح ارتفع من 10 آلاف إلي ما بين 18 ألفاً إلي 19 ألف جنيه وبالتالي أدي ذلك إلي ارتفاع سعر كيلو اللحوم الجملي من 55 إلي 110 جنيهات. تابع ياسر: تجار الجمال يعانون الأمرين عندما يقوم معهد بحوث صحة الحيوان بأخذ عينات الدم من الجمال حيث يتم أخذ عينة عشوائية من 10% من كمية الجمال التي دخلت من منفذ أرقين ويتم إرسال العينة إلي القاهرة ولو حدثت أي مشكلة يضطر المعهد بأخذ العينة مرة أخري. ويمثل عبئاً علي التجار لأن الاستلام يكون من منفذ ارقين يوم الاثنين وتقطع الجمال مسافة 80 كيلو مشياً علي الأقدام لتصل إلي محجر أبوسمبل يوم الثلاثاء صباحاً ويتم أخذ العينة وترسل إلي القاهرة لتصل العينة القاهرة يوم الأربعاء وبعد استلام نتائج العينة وإجراءات التحصين الجمركية الخاصة بها يتم الإفراج عنها الأربعاء مساء وبعد الإفراج عن الجمال من محجر أبوسمبل وجزء لسوق "الكورتينا" بدراو الذي خصص لبيع الجمال يومي السبت والأحد فقط وجزء منها يسافر إلي القاهرة حيث يتعاقد السودانيون مع تجار سوق إمبابة يوم الجمعة أما إذا تأخر التاجر عن موعد سوق إمبابة بسبب روتين أخذ العينة فإنه يتكبد تكلفة أكل ورعاية الجمال. يقول الحاج عياد أبوعمار تاجر جمال: نستلم كميات الجمال القادمة من الحدود السودانية صباح يوم الاثنين من كل أسبوع ثم ندخل بها عقب ذلك إلي محجر أبوسمبل يوم الثلاثاء. ونعاني خلال هذه الفترة من تأخر العينة التي تسحب من الجمال وأحياناً يتم حجز الشحنات بالكامل لمدة 15 يوماً في حالة الاشتباه في جمل أو اثنين. مشيراً إلي أنه خلال هذه الفترة تحتاج الجمال إلي مرعي وأكل وهو غير متوافر لكل كميات الجمال المحتجزة. بجانب معاناة شرب الجمال من المياه الموجودة في مدينة أبوسمبل باعتبارها مياه غير صالحة للشرب لأنها مياه آبار. لافتاً إلي أنه كل أسبوع تفاجئ بفرض رسوم جديدة تصل أحياناً 25 أخري 50 جنيهاً عن كل رأس من الجمال. يقول عدلان عبدالعزيز تاجر جمال سوداني الجنسية: أتاجر في الجمال من عام 1987 ولكن تجارة الجمال أصبحت متعبة عن السابق وغير مجدية. وذلك لأن المصروفات علي الجمال وتجارتها ازدادت سواء من الجانب السوداني والمصري عبر الحدود. موضحاً أن الرسوم الجمركية تصل إلي 298 جنيهاً علي الرأس الواحدة. وهناك رسوم أخري تسمي برسوم "عبور" أثناء مرور الجمال عبر منفذ أرقين الحدودي الشرقي. وتسدد خلالها مبلغ 70 جنيهاً علي الرأس الواحدة. بجانب دفع رسوم في المحاجر البيطرية خلال فترة تواجدها لفحصها طبياً. مؤكداً أن الرسوم والإجراءات ازدادت تعقيداً عن سابقها ما دفع عدداً كبيراً من التجار إلي العزوف عن التجارة في الجمال بسبب الأ ضرار التي لحقت بها. أضاف أن سعر الجمل يحدد حسب سعر السوق وحجم الجمل فأسعار الجمال تتراوح من 8 إلي 10 وتصل إلي 15 ألف جنيه. موضحاً أن التاجر يجلب تجارته من السودان بالجنيه السوداني. ويبيع جماله داخل مصر بالجنيه المصري. إلا أن الدولار هو من يتحكم في فرق السعر بين العمليتين المصرية والسودانية. ومع ارتفاع الدولار ارتفعت أسعار الجمال الواردة من السودان.