انتهت اليوم المهلة التي منحتها كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين لقطر لتنفيذ البنود ال 13 ولم يظهر في الأفق أي استجابة لهذه المطالب المشروعة.. وما زالت التدخلات الإقليمية في الأزمة بين قطر والدول الأربع.. فكل من إيران الشيعية والحالمة بإحياء الامبراطورية الفارسية وتركيا السنية الحالمة بإحياء دولة الخلافة وفي القلب منها الإخوان في صف قطر وتقوم بإزكاء الصراع وكل هذا يصب في مصلحة كل من الدولتين. التدخل التركي ربما مستنداً إلي التحالف التركي القطري المعلن.. أما إيران فانتهزت الفرصة من نشوب الأزمة لتحقيق نصر دبلوماسي في لعبة الشطرنج بين طهران والرياض المستفيد من هذه الأزمة وكافة الأزمات الواقعة في الوطن العربي هي إسرائيل التي تتوسع في الأقصي وتحتك بقطاع غزة في إطار التأديب. ماذا سيسفر عن هذا الصراع.. طرحت "الجمهورية" علي خبراء الدبلوماسية والاستراتيجية مجموعة من الأسئلة حول ما السيناريوهات المتوقعة لأزمة قطر مع الدول العربية؟ هل ستحدث مواجهة أم يتم التفاهم؟ هل ستظل الأزمة إلي أن يتم اتفاق القوي الكبري علي مستقبل الشرق الأوسط؟ وهل المنطقة مقبلة علي حرب إقليمية؟ ** المستشار طه الخطيب المحلل السياسي: الدول المختلفة في منطقة الخليج والدول المتداخلة معها في ازمة الخليج.. تركيا.. إيران.. مصر لا تفضل قرار الحرب وبالتالي نستبعد وقوع مواجهة عسكرية في منطقة الخليج. وحتي نفهم ماذا يحدث الآن في منطقة الخليج تري ان مصر دولة تم الاعتداء عليها من العديد من الدول واجهزة المخابرات الدولية وتمتلك المستندات التي تدين كلاً من تركياوقطر في كل جرائم الارهاب التي مورست ضد مصر سواء في شمال سيناء أو الواحات ولأن مصر دولة غير معتدية وتدير الملفات الخاصة بأمنها القومي بهدوء وتسلك طرقاً لمحاسبة ومعاقبة المعتدين. كانت الخيارات أمام دول الخليج في عام 2014 مساندة مصر ضد محاولات قطر ولكن فشلت لاستمرار قطر في غيها ومناصبة مصر العداء. وفي عام 2017 بدأت مرحلة جديدة بأن هناك من سيحاسب علي دعم الارهاب في المنطقة.. وكانت الحسابات صعبة فمن سيتم محاسبته اولاً تركيا أم مصر.. وقع الاختيار علي معاقبة قطر في المرحلة الأولي أو تراجعها عما تقوم به. الغريب في الامر ان حدث تداخل في الأزمة.. فإيران التي تحارب الإرهاب بجانب الدولة السورية بدأت بالباس قطر الثوب الوطني والدفاع عن قطر والادعاء بحمايتها ومحاسبة دول الخليج التي تحاصر قطر.. وقامت وسائل الاعلام الايرانية الممولة والمدعومة من طهران الدفاع عن قطر كدولة وطنية. يفسر لنا المستسار طه الخطيب تصرفات إيران بأنها تأتي من العمق الايراني والتكوين الجيني للدولة الفارسية هو من بدأ يتحرك في الاقليم بعد اشتعال المنطقة واللعب علي التناقضات بها اي علي الخلافات العربية العربية.. والخليجية الخليجية.. والخليجية العربية. ونضيف ان مصر من خلال مجلس الامن الخميس الماضي ووجهت تحذير للدولة الايرانية بان تدخلاتها في المنطقة تتزايد وتحاول اشعال الفرقة والتناقضات وخلق المشاكل في المنطقة العربية وكذلك رفض رئيس البرلمان دكتور علي عبدالعال حضور اجتماعات المعارضة والمقاومة الايرانية المنعقدة في باريس لان مصر لا تناصب ايران العداء وعلي ايران تحديد خياراتها في المنطقة علي ضوء وجود الدولة المصرية في الاقليم العربي والشرق الأوسط. ويذهب بنا المستشار طه الخطيب إلي الموقف التركي من ازمة قطر مع اشقائها العرب ويقول.. تركيا تتمتع بعلاقات تجارية واقتصادية وسياسية مع دول الخليج خاصة الامارات والسعودية وقطر فإنها تلعب دوراً معاكساً حيث انها تريد ان تتخلي السعودية والامارات عن معاقبة قطر في نفس التوقيت تدعم قطر لادراكها بان صاحب المصلحة الرئيسية والأولي في معاقبة قطر هي الدولة المصرية.. ونظراً لمعاداة تركيا للدولة المصرية تقوم باللعب علي التناقضات التي ظهرت بين دول الخليج وتحاول استغلال اتفاقية الدفاع المشترك بين دول الخليج وتركيا.. علماً بان تركيا لها نفس الاتفاقية مع المملكة السعودية.. وحاولت فتح نقاش مع السعودية لانشاء قواعد علي الاراض السعودية. ولذلك يري المستشار الخطيب ان الازمة في الخليج مستمرة ومتصاعدة وغير قابلة للحل في الوقت الحاضر إلي ان تقوم بريطانياوامريكا بتصنيف الدول الداعمة لجماعة الإخوان علي انها دولة داعمة للارهاب.. وهذا يؤكده تصريحات مندوبة أمريكا في مجلس الامن التي ادلت شهادتها امام لجنة الشئون الخارجية والدفاع بالكونجرس التي قالت فيها ان من مصلحة أمريكا زيادة الضغوط علي كل من السعودية وقطر لمحاسبتهم عما قاموا به في الماضي وهذا يصب في مصلحة امريكا. وكذلك إيران في مصلحتها في العمق الفارسي للدولة ان تزداد الصرعات والتناقضات العربية العربية والخليجية الخليجية لتستمر في التدخل والعبث في المنطقة العربية.. اما تركيا فهي دولة عابثة مارقة وشبه مشلولة وتبحث عن ادوار سلطانية واحلام امبراطورية لتعود لموطن قدم دون وعي لنتائج خطواتها. كما يري طه الخطيب ان الجميع تدخل في ازمة الخليج عدا اسرائيل وذلك للحفاظ علي مصالحها مع الدولة القطرية ودعماً للتوجهات الجديدة في الاقليم من علاقات متزايدة بين اسرائيل والسعودية. هناك اصرار سعودي اماراتي علي تنفيذ قطر جزء من ال 13 بند.. اما مصر فلن تتراجع عن تسليم قطر المطلوبين المقيمين علي الاراضي القطرية.. ومحاسبة المؤسسات والشركات البالغ عددها 11 مؤسسة قطرية الممولة للارهاب في كل من مصر وليبيا.. وربما يلوح في الافق عدم تراجع من قبل امريكا والسعودية والامارات عنتنفيذ هذين البندين حتي لاتندرج تحت بند الدول المتسترة علي التمويل للارهاب وفي حالة عدم تنفيذ قطر البنود المطلوبة منها سيتم حصارها بشكل اكبر. لواء محمود زاهر الخبير الاستراتيجي: طالما سيظل العرب علي اختلاف فيما بينهم وكذلك المسلمين منشغلين بعضهم علي بعض فسوف يتم تحقيق المحاور الصهيونية الثلاثة ببساطة وهي- تقسيم المنطقة بسهولة وتحولها إلي صراعات بينه واستنزاف ثروات المنطقة وكذلك الموقع الاستراتيجي ومن هنا يبدأ المحور الثالث وهو تأمين دولة اسرائيل ومنحها فرصة للتوسع وهذا ما يحدث بالعقل.. فالصراعات دائرة واسرائيل آمنة وتتوسع في المسجد الاقصي وتجور علي الشقيقة سوريا وتحتك بقطاع غزة في اطار تأدبسي. ولا يستغرب لواء زاهر من موقف كل من ايرانوتركيا في ازمة قطر لانهما يستهدفان في المقام الاول المملكة العربية السعودية وهذا الاستهداف له اسس تاريخية ثم يترتب عليها اسس واهداف عسكرية وحصارية للمملكة السعودية. اما البند الثاني لتواجد كل من تركياوايران في قطر هو الاستباق بينهما وتأجيل ما بينهما من صراع ينبني إلي ما يعد تحقيق المبدأ الاول وهو حصار السعودية. بتوقع اللواء محمود زاهر ان تطلب قطر مهلة جديدة او اعادة ترتيب الاوضاع وفي حالة موافقة الدول الاربعة علي التأجيل ستتأكد قطر من انها ضاغطة عليهم ويمكنها من المساومة وعدم الاستجابة إلي المطالب الثلاثة عشر المطلوبة منها. وفي حالة رفض الدول الاربع فلابد مع رفضها ان تعلن العقوبات الجديدة والتي تسرب منها البعض وفي هذه الحالة سيكون التصعيد في المنطقة بالكامل ثم المنطقة الخليجية وقطر تصعيداً خطيراً. ويؤكد لواء زاهر انه ليس في نية مصر والسعودية والامارات والبحرين ايصال الامر إلي مواجهات عسكرية متعددة الاطراف ولكن الطرف القطري الذي سيصبح مكوناً من قطروتركياوايران وبعض الدول الاجنبية والاوروبية ذات المصلحة العظمي فيما يحدث ستهدد دائماً بالصراع العسكري وذلك للضغط علي دول المنطقة بالكامل وخاصة الاربع دول المقاطعة لقطر. وليس معني تهديد الدول المساندة لقطر بالقتال انها جادة في القتال ولكنها ستضع الاختيار العسكري علي السطح وكأنها تهدد به خاصة اذا ادركنا ما بين كل تلك الدول المساندة لقطر وقطر ذاتها من نشوب صراع عسكري. فالهدف هو نوع من الضغط العسكري السياسي لتعميق الصراعات والانقسامات داخل المنطقة العربية والاسلامية وهذا يصب في مصلحة ومساندة المحاور الاستراتيجي الصهيونية في المنطقة. ويضيف لواء زاهر انه من المتوقع ايضاً ان يتم تحويل قطر لثورة لتغذية الارهاب وتحويل الجزء الاكبر منه إلي ليبيا وما تبقي منه يظل مدعوماً داخل سوريا واليمن ليظل تشديد الحصار الاجرامي علي منطقة الخليج وانتقاله إلي مصر من خلال ليبيا وربما السودان. ويري لواء زاهر انه لابد من ادراك انه رغم ما بين تركياوإيران من اختلافات ايديولوجية ومذهبية سوف يؤجل الصراع إلي حين الوصول للسعودية.. وخلال هذه الفترة يستفيدان من قطر مادياً واستراتيجياً بتثبيت احترامها في إطار قواعد عسكرية وهذا ما ترمي إليه استراتيجياً امريكا والصهيونية العالمية منبع الشرارة الاساسية في الصراع التركي الايراني نابعة من قطر.. مع تحويل جزء كبير من المعني الإرهابي وفي القلب منه الاخوان لليبيا والسودان فيصبح من المرجح تعميم الصراع في المنطقة وهذا هدف استرتيجي للصهيونية بقيادة أمريكا وتوسيع إسرائيل علي حساب المتصارعين. ويبقي موقف الاتحاد الأوروبي من الازمة والذي يتأثر بهذه الصراعات ويتدخل فيها ليحصل علي نصيبه من كعكة وكلن في نفس الوقت سيكون في حالة يقظة لما يحدث في ليبيا من عمليات إرهابية تؤثر عليه وهذا يصبح عاملاً في محاولات دولية لكسر الصراع الدولي داخل المنطقة والخاسر هم من ابتلعوا طعم الصراع البيني عربياً وإسلامياً. وسيبقي هناك دول تضع أمنها القومي الذاتي في المقام الأول في مواجهة اليأس من تحقيق التكاملية العربية والإسلامية كمنظومة للأمن القومي.. ويتبقي هناك مجهودات لرأب الصدوع وعدم بلوغ المنطقة لصراع مسلح علني تحت أي مسمي في المنطقة ومن الدول التي تسعي لذلك مصر. ** السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الاسبق: يقول لا يمكن المقارنة بين التحرك التركي تجاه قطر لانه يتم في إطار تحالف استراتيجي بينهما معلناً ورسمياً في إطار مخطط واضح يتناقض كلياً مع المخطط الايراني. فإيران تتحرك في إطار مواجهتها مع السعودية وتنتهز فرصة نشوب هذه الازمة لاحراز نصر دبلوماسي في لعبة الشطرنج الخطيرة بين طهران والرياض في شبه الجزيرة العربية. فهناك مشروعان مختلفان وقطر تحاول الاستفادة من التناقضات بين القوي الاقليمية والعربية. ويعتقد السفير هريدي انه لا توجد تغيرات حاسمة وجذريه في المشهد الإقليمي في الشرق الأوسط بمعني أن يظل الأمر كما هو لحين إتفاق روسياوأمريكا علي مستقبل الشرق الأوسط. كما يستبعد أي مواجهة عسكرية أو حتي التلويح باستخدام القوي العسكرية لأنه لن يكون من الحكم التلويح بهذا ومن يستخدمه هو الخاسر الأكبر. وقبل الحديث عن سيناريو هام بعد انتهاء المهلة الممنوحة لقطر علينا الانتظار لانتهائها حتي نتحدث عن ما بعدها. ويجب ادراك كما يقول السفير هريدي أن الأزمة العربية القطرية هي مظهر من مظاهر الصراع علي الشرق الأوسط بمعني آنها ليست المعركة الرئيسية وانما معركة فرعيه في صراع طويل الأمد.. وعندما نتحدث في هذا فنحن لا نتعامل مع محود قطر فقط وانما محور قطرتركيا الاخوان.. والطريقة المثلي للتعامل مع الأزمة هو عدم التصعيد.. ووضع قطروتركيا في موقف الدفاع وتعزيز التحالف الرباعي بكل معانيه وتغيير منهجيه التعامل مع سوريا وفي سوريا وطالما مصر لم تستعد دورها الاستراتيجي والتاريخي في المنطقة ستظل المنطقة مضطربه والسبب محدودية الرؤية المصرية لدورها في الشرق الأوسط. 1⁄41⁄4 لواء الدكتور محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق: الأصل في أزمة قطر هو مشروع الشرق الأوسط الكبير والمؤامرة الكبري علي المنطقة.. ايران تمثل البعبع أو العفريت الذي يخيف العرب.. حتي تتواجد القواعد الأجنبية فلابد من تجسيد الخطر والآن الخطر تمثله ايران كما يروج هذا. اما تركيا فهي الدولة التي تدعم حلف الناتو بالقوي البشرية وفي مشروع الشرق الأوسط الكبير هي اداة التنفيذ. فالشرق الأوسط الكبير اهدافه السيطرة علي الدول العربية كسوق غنيه بالمال.. واقامة الدولة اليهودية النقية ويتم هذا بالحرب بالوكالة.. والحصار الاقتصادي من المؤسسات المالية الدولية.. والحرب النفسية بجميع صورها الذي يخوض الحرب بالوكالة اجهزة مخابرات دولية امريكية وبريطانية وتركية وقطرية والذي يقوم بالتمويل كل من قطر والسعودية وتركيا هي من يقدم الدعم الاداري والفني والجهة الضاغطه علي الدول العربية هي ايران هذا ما يتم علي الأرض الآن.. وفي الأزمة بين قطر والدول الاربع الهدف الذي يريد الغرب وامريكا الوصول إليه هو تفكيك دول مجلس التعاون الخليجي وبالتالي تم صناعة أزمة قطر للوصول لهذا الهدف من أجل اعطاء فرصة لاقامة قواعد عسكرية اجنبيه كل دول حسب رؤيتها لمن يدعمها. ولا يجب تصديق كل التصريحات واخذها محمل الجد.. فحديث تركيا عن ارسال 100 ألف مقاتل لقطر.. يثير تساؤلاً هل امريكا تسمح بغزو قطر في وجود القاعدة الامريكية عديد ومركز القيادة الامريكية. المصالح هي التي تدير الأمور فليس مستغرباً من لعب كل من تركياوإيران لصالح قطر ولصالحهما. يري لواء الغباري أنه سيظل التصعيد السياسي في أزمة قطر الحالية.. لان الغرب يحافظ علي قطر كممول للإرهاب في العالم للحرب بالوكالة في الشرق الأوسط.. يتضح ذلك من عدم قيام أمريكا باتخاذ اجراءات لمنع تمويل الإرهاب ولم تطبق علي قطر حتي قانون غسيل الأمور وتركت للعرب التصعيد ضد قطر لتبرير ما حصلت عليه من أموال تفوق 400 مليار دولار اثناء زيارة ترامب للسعودية. ويصف ان ما يحدث لا يعدو ان يكون حوارا سياسيا أما بيت القصيد هو عدم تنفيذ قطر لمطالب الدول الأربع.. ولا يجب الأخذ في الاعتبار الحديث عن مقاتلين اتراك أو من الحرس الثوري الإيراني لأنه السؤال اين يتم تمركز هؤلاء فالمساحة التكتيكية لقطر لا تتحمل هذا العدد.. والتصعيد في الأزمة القطرية سيظل تصعيداً سياسياً ولن يكون لها حل لأن أي حل يعني افشال مشروع الشرق الأوسط الكبير. وتدخل إيران لحماية مصالحها في السيطرة علي الخليج العربي والجزء الشيعي في العراق والحفاظ علي مكانتها في الأرض وحين يتم تقسيم العراق تحصل علي أكبر قدر من الأرض اضافة لخطوط الغاز التي تمر من الأراضي العراقية والسورية. أما تركيا مصلحتها الحفاظ علي وحدة اراضيها لان الغرب يريد تقسيم الأرض لتكوين دولة كردية من جزء من شمال سوريا وجزء من العراق مضافا لارض الاكراد في تركيا. ما يحدث هو خطوة للتقسيم والحجة أزمة قطر لتذهب المنطقة إلي التفكيك والتقسيم. علي العرب التمسك بمطالبة ال13 المشروعة وعليهم الاتفاق علي طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي باعتبارها دولة مارقة.