الشعوب دائما تصنع التاريخ.. في حياة الأمم لحظات فارقة تظل عالقة في الأذهان.. محفورة في الوجدان.. وفي جيل وزمان.. هناك رجال يصنعون دائما الفارق.. يحفرون أسماءهم بحروف من نور في التاريخ.. ينتشلون بلادهم من الظلمات الي النور من الهلاك والدمار الي البناء والعمار من الخراب الي الانطلاق والازدهار.. في الثالث من يوليو 2013 احتبست الأنفاس ووضع المصريون أيديهم علي قلوبهم ينتظرون البيان التاريخي للقوات المسلحة.. الكل يهتف باسقاط الاخوان.. الكل يهتف يسقط يسقط حكم المرشد.. فقد كانت صدمة الشعب قاسية ومريرة.. عندما القي الاخواني محمد مرسي كلمة مساء 2 يوليو يرفض فيها مطالب الشعب ويصر علي قيادة البلاد الي الهاوية.. وعندما دعت القوات المسلحة لاجتماع لحل الأزمة رفضت قيادة الاخوان حضوره أكثر من مرة.. بينما شاركت فيه كل القوي السياسية الواعية التي كانت تدرك بحسها القومي خطورة المرحلة وأهمية عبور البلاد الي بر الامان وتحرير الوطن من قيود الاخوان.. استمر الاجتماع مساء 3 يوليو عدة ساعات انتهي بالكلمة التاريخية الخالدة للمشير عبدالفتاح السيسي التي أثلجت صدور المصريين.. ونستعيد نصها: وجاء نص بيان السيسي كالتالي: بسم الله الرحمن الرحيم شعب مصر العظيم ان القوات المسلحة لم يكن في مقدورها ان تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب. التي استدعت دورها الوطني وليس دورها السياسي. علي أن القوات المسلحة كانت هي بنفسها أول من أعلن ولاتزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسي. ولقد استشعرت القوات المسلحة انطلاقا من رؤيتها الثاقبة ان الشعب الذي يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم. وانما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته. وتلك هي الرسالة التي تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها. وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها واقتربت من المشهد السياسي آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسئولية والأمانة. لقد بذلت القوات المسلحة خلال الأشهر الماضية جهودا مضنية بصورة مباشرة وغير مباشرة لاحتواء الموقف الداخلي واجراء مصالحة وطنية بين كافة القوي السياسية بما فيها مؤسسة الرئاسة منذ شهر نوفمبر 2012. بدأت بالدعوة لحوار وطني استجابت له كل القوي السياسية الوطنية وقوبل بالرفض من مؤسسة الرئاسة في اللحظات الأخيرة.. ثم تتابعت وتوالت الدعوات والمبادرات من ذلك الوقت وحتي تاريخه. كما تقدمت القوات المسلحة أكثر من مرة بعرض تقدير موقف استراتيجي علي المستوي الداخلي والخارجي تضمن أهم التحديات والمخاطر التي تواجه الوطن علي المستوي "الأمني / الاقتصادي / السياسي / الاجتماعي" ورؤية القوات المسلحة كمؤسسة وطنية لاحتواء أسباب الانقسام المجتمعي وازالة أسباب الاحتقان. ومجابهة التحديات والمخاطر للخروج من الأزمة الراهنة في اطار متابعة الأزمة الحاليا اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة بالسيد رئيس الجمهورية في قصر القبة يوم 22/6/2013 حيث عرضت رأي القيادة العامة ورفضها للإساءة لمؤسسات الدولة الوطنية والدينية. كما أكدت رفضها للترويع وتهديد جموع الشعب المصري. ولقد كان الأمل معقودا علي وفاق وطني يضع خارطة مستقبل ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورجاءه. الا ان خطاب السيد الرئيس وقبل انتهاء مهلة ال "48" ساعة جاء بما لا يلبي ويتوافق مع مطالب جموع الشعب. الأمر الذي استوجب من القوات المسلحة. استنادا علي مسئوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوي الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد.. حيث اتفق المجتمعون علي خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصري قوي ومتماسك لا يقصي أحدا من أبنائه وتياراته وينهي حالة الصراع والانقسام. خطوات إعادة الاستقرار وتشتمل هذه الخارطة علي الآتي: * تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت * يؤدي رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة * اجراء انتخابات رئاسية مبكرة علي أن يتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد * لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة اصدار اعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية * تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية * تشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة علي الدستور الذي تم تعطيله مؤقتا * مناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء في اجراءات الاعداد للانتخابات البرلمانية * وضع ميثاق شرف اعلامي يكفل حرية الاعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن * اتخاذ الاجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة ليكون شريكا في القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة * تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدي جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات * تهيب القوات المسلحة بالشعب المصري العظيم بكافة أطيافه الالتزام بالتظاهر السلمي وتجنب العنف الذي يؤدي الي مزيد من الاحتقان وإراقة دم الأبرياء.. وتحذر من أنها ستتصدي بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية بكل قوة وحسم ضد أي خروج عن السلمية طبقا للقانون وذلك من منطلق مسئوليتها الوطنية والتاريخية * كما توجه القوات المسلحة التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة ورجال الشرطة والقضاة الشرفاء المخلصين علي دورهم الوطني العظيم وتضحياتهم المستمرة للحفاظ علي سلامة وأمن مصر وشعبها العظيم حفظ الله مصر وشعبها الأبي العظيم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته