استبشر المصريون خيراً بمؤشرات الأداء الاقتصادي خلال الفترة الماضية.. فالسياحة بفضل الله تتزايد معدلات الإشغال فيها. وتتجاوز 70. 80 في المائة في بعض المقاصد السياحية.. والسائحون العرب عادوا بقوة إلي مصر. وزادت أعدادهم.. والاحتياطي النقدي يرتفع خلال عام واحد بما يزيد علي 13 مليار دولار. وميزان المدفوعات يتحول لصالحنا بفارق 11 مليار دولار. ويتخطي الاحتياطي النقدي حاجز ال31 مليار دولار.. وغير ذلك كثير من دلائل تكشف لكل ذي عينين أن الاقتصاد المصري بفضل الله وجهد العارقين المخلصين. فإنه يتعافي ويشد عوده. وتقوي شوكته. .. وفي ذات الوقت.. وكأن من بينا من لا يريدون لنا إلا اليأس والحيرة والإحباط والنكد.. يريدون أن يعيدوا عجلة الزمن إلي الوراء.. إلي سنوات الفوضي والرعب.. إلي أيام الاحتجاجات الفئوية والطائفية والإخوانية "الله لا يعيدها".. إلي أيام السنجة واللجان الشعبية و"إوعي تعدي إلا لما تتفتش". .. للأسف.. من بيننا من لا يريدون لمصر استقراراً.. ولا لشعبها حياة وازدهاراً.. هوايتهم غلق النوافذ المضيئة وسد الهوايات والمراوح وخنق الناس. حتي لو كانوا آباءهم وأمهاتهم. أو حتي جاراً لهم. .. أرادوا أن يمارسوا هوايتهم.. إنهم لا يملون الحيل والوسائل.. هدفهم إحداث الفتنة.. والتحريض ضد الدولة.. وبث الحقد والكراهية. وتأليب المواطنين ضد السلطات.. وهم في كل الأحوال لا يهمهم الوسيلة.. فالمهم عندهم أن تشتعل النيران.. ولا يشغل بالهم أن من يدفع الثمن.. وطن يثابر.. وشعب يتحدي رغم الآلام والمصاعب والمؤامرات والمعوقات. .. إن أي مواطن ذي عينين لابد أنه يري مصر تسير في الاتجاه الصحيح.. دولة تستعيد قوتها الداخلية وتقبض بيد من حديد علي لصوص الوطن الذين سرقوا أراضي الشعب.. دولة تستعيد دورها العالمي.. في الشرق والغرب.. وفي الهند والصين.. واليابان وألمانيا.. وروسيا وأمريكا.. وفي أثيوبيا وكمبالا. .. دولة أقنعت العالم كله بخطر الإرهاب.. فالتفت كل الدول حول مصر تستلهم منها العزيمة والإصرار.. وتستفيد بتجربتها في محاربة الإرهاب.. وفي إسكان العشوائيات.. وفي المواجهة الفكرية لأي أفكار متطرفة أو تكفيرية. .. خاب من تصوروا أن سفينة الوطن يمكن أن تعود إلي الوراء.. فقد نضج وعي الشعب بعد أن ذاق مرارة التشرذم والإحباط.. واكتوي بنار حكم الجماعة والعشيرة ومكتب الإرشاد.. والآن عرف الشعب طريقه إلي الانطلاق.. ولن تعيقه فتنة. أو مؤامرة.. حتي لو تكاتف عليه كل أهل الشر.