دائماً كنت حريصاً علي ان تكون الموضوعات التي اتناولها تمس الشأن الداخلي لبلادي ولا اتطرق الي علاقات دولية او حتي عربية وذلك لقناعتي الشخصية انه في هذه الحالة تقتضي الأمانة ان اقف علي رؤية طرفي الموضوع تجاه قضية معينة... الا في هذه الحالة التي سوف اتحدث عنها اليوم وهو موقف دويلة قطر المتزايد تجاه دعم كل ما هو يسيء لمصر داخلياً وخارجياً واحتضان مخططي العمليات الإرهابية التي تتعرض لها البلاد وتحصد الغالي والنفيس من أرواح شهدائها الابرار من رجال الجيش والشرطة والمدنيين حتي ولو كانوا في دور العبادة... وتقديم الدعم المادي الذي يحصلون من خلاله علي تلك الكميات الهائلة من المتفجرات التي تم ضبطها مؤخراً في مناطق متعددة بشمال وجنوب الوطن... وعندما استشعر اميرهم عدم قدرة كل تلك الاحداث علي تفكيك وحدة الشعب المصري العظيم ارسل رجال مخابراته الي ليبيا التي تئن من التفكك والتشرذم وسيطرة الاخوان الارهابيين علي محافظات بأكملها هناك منها مدينة مصراته حيث عقدوا اجتماعاً ضم ممثلين عن حزب العدالة والبناء وهو الذراع السياسية لجماعة الاخوان الليبية وممثلين عن انصار البيت المقدس التي تتخذ من سيناء مركزاً لنشاطها والبعض من ممثلي أجهزة المخابرات التركية والفلسطينية اتخذوا في نهايته قرارات عديدة تهدف الي الإسراع في وتيرة احداث قلاقل واضطرابات وعمليات إرهابية تمولها دويلة قطر واللعب علي وتر الطائفية ونشر شائعة ازدهار ظاهرة التشيع في مصر والاستمرار في الهجوم علي الازهر وقياداته في اطار توسيع الخلافات بين عنصري الامة بالشكل الذي يعطي للغرب المبرر للتدخل لحماية اقباط مصر او من ينتهجون المذهب الشيعي في حال ظهور بعض الذين يتبعونه علي سطح الاحداث... المهم في النهاية ان يتم تصدير صورة ذهنية بعدم استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية في البلاد... في ذات الوقت استدعي امير تلك الدويلة قيادات الاخوان المتواجدين هناك مطالباً إياهم بتكثيف جهودهم لتوسيع دائرة عملياتهم التخريبية والارهابية داخل البلاد مقابل استمرار قطر في ايوائهم ودعمهم وقد اعقب هذا اللقاء ذلك الحديث التليفزيوني للقرضاوي الذي يبيح فيه ان يقوم الشخص بتفجير نفسه داخل أي موقع او مكان طالما كان ذلك بناء علي طلب الجماعة التي ينتمي اليها وبعده تم بث شريط فيديو قصير تم فبركته بشكل ساذج للإيحاء بان الجيش المصري يستهدف الأبرياء من أهالي العريش واعتبارهم ارهابيين... والواقع انني شاهدت هذا الفيلم اكثر من مرة... وكم كنت مندهشاً علي ما وصل اليه الاعلام الغبي لتلك الدويلة والذي لم يرق لإقناع أي جاهل بما يدور به رغم كل الإمكانيات المادية والتقنية التي كان من الممكن استخدامها ولكن حتي الآن لا توجد جريمة مكتملة الأركان... تواكب ذلك مع سفر الشيخة موزة والدة الأمير القطري الي السودان والتي اعقبها قيام السلطات السودانية بفرض تأشيرات دخول للمصريين الراغبين للسفر اليها... وصدور بيان من وزير الدفاع السوداني يتضرر فيه من استفزازات الجيش المصري علي الحدود السودانية... والمطالبة بتدويل قضية حلايب وشلاتين. اعتقد ان معظم ما ذكرته لا يحمل جديداً لدي معظم أبناء شعبنا العظيم فالعالم كله أصبح يعرف ان قطر تمول الإرهاب في مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن... ولكن دعونا نستعرض معاً ما الذي نريده الآن بعدما تكشفت لنا معظم خيوط المؤامرة التي تحاك ضد بلادنا.... 1- لابد من استمرار تلاحم الشعب مع الجيش والشرطة لتفويت الفرصة علي محاولة اختراق نسيج الوطن الواحد. 2- الازهر الشريف لابد ان يحسم موقفه تجاه ما يقوم به هؤلاء الارهابيون وهل يعتبرون من الخوارج ام لا. 3- أن تكون زيارة السيد الرئيس اليوم الي الرياض للقاء شقيقه العاهل السعودي لها نتائج حاسمة في تقويض التحركات القطرية الهدامة في الدول العربية المختلفة التي ذاقت ويلات الحروب الداخلية والانقسامات الطائفية بتمويل قطري وتخطيط تركي. 4- علي نواب البرلمان المصري اتخاذ موقف يحسب لهم في التاريخ للإسراع في تطبيق قانون الإجراءات الجنائية الجديد... وكذلك المطالبة باتخاذ موقف سياسي حازم ضد الدول التي يثبت تورطها في تشجيع او تمويل العمليات الإرهابية ضد الشعب المصري سواء علي مستوي جامعة الدول العربية او مجلس الامن. 5- علي الاعلام ان يقوم بدوره في عرض كل الوثائق والأدلة التي يصل اليها بالتنسيق مع وكالات الانباء العالمية التي تثبت تورط دويلة قطر وغيرها في تمويل الإرهاب الموجه للبلاد. وليعلم الجميع ان مصر باقية برغم حقد الحاقدين ومكر الكائدين. وتحيا مصر.