موقفي من الإخوان ومن قطر واضح وضوح شمس أغسطس في عز الظهر، أكره الاثنين، وأهاجمهما، ليس لموقف شخصي، ولكن لأنهما يكرهان بلدي ويعملان جاهدين علي إيذائها. ولكن ماذا تفعل النملة في رجل الفيل! ورغم هذا الموقف المعلن إلا أنني فوجئت بدعوة من سفير قطر بالقاهرة يدعوني فيها لحضور حفل استقبال بأحد الفنادق الكبري للاحتفال باليوم الوطني لقطر، وكنت حتي وصول هذه الدعوة لا أعرف ما هي مناسبة العيد الوطني لقطر، وعرفت أنها ذكري اليوم الذي تولي فيه مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني حكم قطر. ومع شكري للسفير إلا أنني لا أعرف لماذا يرسل لي دعوة وهو يعلم أنني أكره بلاده، وأهاجمها، ولا أترك مناسبة إلا وأتهمها بتمويل الإرهاب، وإيواء الإخوان المحتلين، وتمويل قناة الجزيرة التي ليس لديها موضوعات إلا مهاجمة مصر. وتبادر إلي ذهني احتمال من ثلاثة، الأول أن السفير القطري لا يقرأ ما يُكتب عن بلده، وبالتالي لم يعرف من مع ومن ضد بلده وبالتالي فهو لايصلح أن يكون سفيرا كأميره. أو أنه قرأ ما أكتبه واقتنع بكلامي الذي يتلخص في أن قطر ماهي إلا دويلة، كما وصفها الكاتب الراحل أحمد رجب زائدة دودية في جسد الوطني العربي. وأنها تأوي الخارجين علي القانون متمثلين في جماعة الإخوان المحتلين، والخارجين علي الدين كالقرضاوي، وهي تموِّل العمليات الإرهابية التي تقع علي أرض مصر، وكل دولة عربية، وهي تعتبر واحدة من عبيد أمريكا تأمرها فتطيع، وتطلب منها فتدفع، كل حكامها أو أمرائها انقلبوا علي بعضهم ولأنهم من نسل واحد فكل الأبناء انقلبوا علي آبائهم، وسينقلب الأبناء القادمون علي آبائهم الحاليين، وكأنهم كتبوا في دستورهم - إن وجد لهم دستور في مادته الأولي: علي الأبناء أن ينقلبوا علي الآباء، وهي دولة لا أخلاق لها، فالرشوة هي منهجهم. وماحدث مع بلاتر وفضيحة ترسية تنظيم دويلة قطر لكأس العام 2020 خير دليل، وهم يفعلون نفس السيناريو الآن للفوز بمقعد مدير عام اليونسكو التابعة للأمم المتحدة. والاحتمال الأخير هو أن هذه الدعوة من باب نظرة القطريين للآخرين بأن الجميع قابلون لتغيير أو تجزئة أخلاقهم، فيمكن أن أهاجم فلانا وأقبل دعوته. وأقول للسفير إنه لايعنيني إن كنت لاتقرأ، ولايعنيني أن تكون مقتنعا بما أكتبه، ولكن الذي يعنيني أن الأخلاق عندي لاتتجزأ، وأن كرامة الإنسان من أخلاقه، فلا يمكن أن يعيش أحد بأخلاق ناقصة أو بكرامة إلا ربعا، ومن هذا المنطلق فإنني أعتذر عن عدم قبول دعوتكم لحضور احتفالكم.
يبقي أن أتوجه إلي كل زملائي الصحفيين والإعلاميين الذين وجهت لهم دعوة حضور احتفال هذا البلد الكاره لمصر وأهلها وأناشدهم عدم الحضور، فكيف نحتفل ببلد يمول عمليات تهدم بيوتنا، وتقتل أبناءنا وتسعي لخراب بلدنا؟ ولعلها تكون رسالة غير مباشرة لهذه الدويلة ربما تفهمها وربما تعيد النظر في سياسة الإمعة التي تنتهجها مع أمريكا. وطبعا لن أتجاوز وأطلب هذا المطلب من المسئولين، فنحن مازلنا علي علاقات مع قطر، ولم نقطع علاقاتنا معها حتي الآن، وإن كنت أتمني أن نقطع العلاقات أو حتي نخفضها إلي أدني مستوي، فاستمرار العلاقات بين أي بلدين يعني استمرار تبادل المصالح، واستمرار احترام ميثاق الأممالمتحدة في عدم التدخل في الشئون الداخلية، واحترام إرادة الشعوب، والعمل علي نشر السلام، ولكن هذا البلد لاتربطنا به حدود، ولانشترك معه في أي مصالح ولا يأتي منه سوي النار والدم، إذن فما فائدة استمرار العلاقات، وهي لاتختلف كثيرا عن إسرائيل وتركيا فهذه البلاد أعداء لنا، ولابد أن يعرف الشعب ذلك وتعرف الأجيال القادمة ذلك، وأن نربي أبناءنا علي أن معيار التعامل مع الدول الأخري هو مدي قربها لبلدنا وطبعا لا أقصد القرب المكاني، ولكن تقارب وجهات النظر والمصالح المشتركة. وظني أن التلويح بخفض مستوي العلاقات الدبلوماسية مع قطر ربما يجعلها تعرف ضآلة حجمها، وتعرف أيضا قدر مصر أم الدنيا.
وبصراحة لا أجد مبررا واحدا لنقابة الصحفيين لتظل مكتوفة الأيدي وصامتة علي العناصر الصحفية التي طارت للدوحة لتغني علي لحن العداء لمصر، من خلال قناة الجزيرة ووسائل الإعلام القطرية الأخري من أجل حفنة دولارات.. فلماذا لم تصدر النقابة قرارا بشطب هؤلاء الحاقدين الكارهين لبلدنا مصر، ولتمنحهم قطر عضويتها، فعدد سكان قطر لا يزيد عن عدد أعضاء نقابة في مصر، بل إن هناك نقابات مصرية يتجاوز عدد أعضائها عدد سكان دويلة قطر. آخر كلمة كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً يُرمي بصخر فيُلقي أطيب الثمر