كشفت مبادرة "أهالينا" التي أطلقها صندوق التطوير الحضاري والعشوائيات التابع لوزارة الاسكان بمشاركة نقابتي المهن التعليمية والعلاج الطبيعي حقائق خطيرة بمدارس السيدة زينب وتل العقارب واصابة معظم التلاميذ بأمراض فقر الدم وتشوه العمود الفقري والاهمال الشديد في النظافة الشخصية. "الجمهورية" رافقت الدكتور أحمد عادل درويش نائب وزير الاسكان لقطاع التطوير الحضاري والعشوائيات خلال يوم.. كامل قضاه داخل مدارس السيدة زينب التي تضم اطفال منطقة تل العقارب أثناء تنظيم مبادرة "أهالينا" لعلاج تشوهات العمود الفقري لأطفال المدارس بمشاركة نقابتي العلاج الطبيعي ونقابة المهن التعليمية حيث تم توقيع الكشف الطبي علي تلاميذ مدرستي السيدة زينب الابتدائية القديمة ومدرسة احمد بن طولون بهدف حصر الحالات التي تعاني من تشوهات بفعل ثقل حقيبة المدرسة أو الجلوس بشكل غير صحيح أثناء اليوم الدراسي. الحملة شارك فيها 25 أخصائي علاج طبيعي جميعهم جاءوا متبرعين من أجل الاهتمام بصحة أطفال تلك المدارس وتقديم كافة السبل لرعايتهم صحيا شملت ندوات تثقيفية من أجل تغيير سلوكيات وعادات هؤلاء التلاميذ وجاء في مقدمتها الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة البيئة المحيطة في الوقت الذي تم الكشف عن حالات تأخر الكلام وعيوب النطق والتنسيق مع عدد من اخصائي التخاطب لاعطائهم جلسات مجانية تساهم في اصلاح طريقة الكلام. في مدرسة السيدة زينب الابتدائية القديمة التي تقع بشارع الرمالي علي بعد خطوات من منطقة تل العقارب كان الوضع في غاية السوء حيث رصدت "الجمهورية" أثناء مصاحبتها للمشاركين في الحملة مجموعة من التلاميذ يعانون فقرا اجتماعيا وثقافيا جعلهم لايهتمون حتي بنظافتهم الشخصية وهو ما يبرز دور مبادرة "أهالينا" في تحسين حياة هؤلاء الاطفال وغرس عادات سلوكية حميدة لديهم تساعد علي تجميل البيئة من حولهم. الندوات التثقيفية لم تشمل الطلبة فقط بل استهدفت ايضا المدرسين باعتبارهم جزءا أساسيا من هذه المنظومة من خلال التفاعل اليومي والتأثير المباشر وهو ما سيمتد لأولياء الأمور خلال الفترة القادمة. داخل المدرسة التقت "الجمهورية" مع حمدي الخواص نقيب معلمي السيدة زينب ومدير المدرسة والذي أوضح انها مبادرة طيبة من صندوق التطوير الحضاري والعشوائيات تطبق لأول مرة بالتعاون مع نقابة العلاج الطبيعي والمهن التعليمية تستهدف توقيع الكشف الطبي علي جميع طلبة المدرسة ومعظمهم ينتمون الي فئة اجتماعية محدودة الدخل تحتاج إلي رعاية اجتماعية من قبل الدولة والمجتمع المدني. قال ان أهمية المبادرة تأتي في علاج الحالات التي تم اكتشافها من بين الطلبة الذين تم توقيع الكشف الطبي عليهم مجانا ومتابعة حالتهم الي جانب تثقيف المدرسين انفسهم وتوعيتهم فيما يتعلق بالأمور التي يمكن ان تحدث تشوهات في العمود الفقري كذلك كيفية الجلوس علي المقاعد بشكل لايسمح بالتقوس أو الانحناء. أكدت الدكتورة أمل ابراهيم محمد مدير ادارة العلاج الطبيعي بمديرية الشئون الصحية بالقاهرة ان أهمية المبادرة تكمن في اكتشاف تشوهات العمود الفقري مبكرا في سن يسهل علاجه حيث ان التعامل مع المشكلة في الصغر افضل بكثير من ان تمتد لمراحل عمرية يكون فيها العلاج صعبا. أشارت إلي ان عدد الطلبة بالمدرسة 262 طالبا لكن عدد الحضور كان 91 طالبا فقط وهو مؤشر علي عدم الوعي بأهمية التعليم والانتظام فيه وغياب الرقابة وهو مايجب الالتفات له وتغيير الثقافات حتي يكون التعليم مفيدا. قالت ان هناك 20 حالة تم اكتشاف اصابتها بتشوهات في العمود الفقري تم حصرها بالكامل وتسجيل بياناتها للتواصل مع اهليتهم وارسالهم الي عيادات خاصة لاخضاعهم لجلسات علاج طبيعي بالمجان مشيرا ان حقيبة المدرسة سبب رئيسي من أسباب هذه التشوهات. أكدت ان التمطع في الصباح عملية رياضية تساهم في علاج مثل هذه التشبهات كذلك التمارين الصباحية مؤكدة ان الوضوء والصلاة أفضل رياضة قد يمارسها الطفل للعلاج وتجنب الاصابة. يتحدث الدكتور وليد الجزار ممثل النقابة العامة للعلاج الطبيعي عن كيفية اكتشاف هذه التشوهات والتي تظهر من النظرة الأولي من خلال طريقة المشي أو الوقوف حيث يكون هناك عدم اتزان في القوام فتجد سقوطا في الكتف أو عدم الاستقامة في الجلوس. قال ان نسبة كبيرة من تشوهات العمود الفقري سببها حقيبة المدرسة والتي يجب الا يزيد وزنها عن 10% من وزن الطالب بمعني ان طالب وزنه 20 كيلو جراما لا يجوز ان يحمل حقيبة يزيد وزنها علي 2 كيلو جراما لكن الواقع يشير إلي أنها قد تماثل وزنه. طالب بضرورة اهتمام ادارة المدرسة بعملية النظافة والتنبيه علي الطلبة بذلك حيث لاحظ تدنيا رهيبا في مستوي النظافة وصل لمرحلة صعبة عند البعض. قال ان المبادرة تستهدف تلاميذ كافة المدارس الابتدائية كمرحلة أولي في المناطق العشوائية بالقاهرة مثل عزبة خير الله ومنشية ناصر والدويقة وعزبة الهجانة وستمتد الي محافظة الجيزة وباقي المحافظات. وعن المبادرة تقول أمل كامل مساعد نائب وزير الاسكان لقطاع التطوير الحضاري والعشوائيات انها واحدة من البرامج التي يتبناها الصندوق لتطوير سكان المناطق العشوائية بالتوازي مع تطوير المنطقة والتي تستهدف في الاساس التوعية الثقافية الي جانب الكشف عن مشاكل قد تؤرق حياة هؤلاء الاطفال الأبرياء في المستقبل وايجاد الحلول الجذرية لها. اشارت الي بروتوكول مع جامعة حلوان والبنك الاهلي عزبة سلام وخليل بالكامل وحاليا يتم الاتفاق مع جامعة القاهرة علي تطوير احدي المناطق العشوائية الواقعة في محيط الجامعة. حرص الدكتور احمد عادل درويش نائب وزير الاسكان علي التواجد أثناء توقيع الكشف الطبي علي الصغار ومعرفة الاعراض التي ظهرت علي الحالات التي تعاني من تشوهات في العمود الفقري والبرامج العلاجية التي سيتم اخضاعهم لها لتحقيق التعافي وناقش مع مسئولي الصحة والتعليم الملاحظات التي رصدها اعضاء الحملة وفي مقدمتها النظافة وطالب باعداد برامج للإهالي انفسهم بشكل متوازن مع أبنائهم حتي تأتي بنتائج مثمرة. توجه نائب وزير الاسكان الي منطقة تل العقارب التي يجري تطويرها حاليا حيث يجري بناء 166 عمارة سكنية تضم 815 وحدة سكنية و344 محلا تجاريا علي طراز اسلامي فريد يتناسب مع طبيعة المنطقة. المشروع يعد طفرة معمارية فريدة في المنطقة حيث يعد اول مشروع يقام في القاهرة يتوافق معماريا مع تاريخ المكان ومن المقرر الانتهاء منه خلال عام بتكلفة 200 مليون جنيه ليستوعب كافة سكان المنطقة الاصليين. علي النقيض كان الوضع داخل مدرسة احمد بن طولون حيث نجح القائمون عليها في تطويع امكانيات البيئة واعادة استخدامها بشكل إجمالي كشف مستوي نظافة المدرسة والذي انعكس بشكل كبير علي طلبة المدرسة حيث حرص كل طفل علي احضار ادوات نظافة شخصية في حقيبته. مديرة المدرسة أكدت ل"الجمهورية" أن الطلبة المقيدين بها 274 طالبا تم توقيع الكشف الطبي علي 260 طالبا هم عدد الحضور في هذا اليوم بالاضافة الي 50 طالبا مقيدين في مرحلة ال kg وتبين وجود 28 حالة تعاني من تشوهات في العمود الفقري تم تسجيل بياناتهم وسيتم استدعاء أهليتهم للتنسيق معهم وتوجيههم لمراكز العلاج المجانية. في نهاية الجولة قال الدكتور أحمد عادل درويش نائب وزير الاسكان لقطاع التطوير الحضاري والعشوائيات ل"االجمهورية" ان مبادرة "أهالينا" مبادرة اجتماعية تم اطلاقها منذ شهر بالتعاون مع النقابات في المناطق العشوائية بهدف توفير بعض الخدمات التي تساهم في تطوير الانسان الي جانب تطوير المكان.