تصاعدت موجات العنف والإرهاب نسرع إلي الخطاب الديني ودوره في مواجهة الفكر المتطرف وكأن الخطاب الديني هو المسئول الوحيد عن هذا العنف ولكن الحقيقة انه يوجد الخطاب الإعلامي والفكري والثقافي بجانب الخطاب الديني لنخرج بفكر وسطي معتدل هذا ما أكده علماء ومشايخ الأزهر مطالبين بوجود منظومة متكاملة أحد فروعها الخطاب الديني أن نبدأ بالتعليم وتطويره والاعلام لنخرج بشبابا واعيا يتصدي للإرهاب. يقول الدكتور أحمد كريمة استاذ الشريعة بجامعة الأزهر: ان الاحداث الإرهابية التي تقع تحتاج إلي وقفة قوية من الجميع فلابد أن يقوم الكل بواجبه فبطبيعة الحال الناس تتجه إلي الدين وهنا يجب توضيح حقيقة ان الدين ليس متهما ليدافع عنه والدين ليس بمدان فيعتذر عنه ولكن الراعي للدين هو الذي يحتاج إلي وقفة عنده فلابد من التفرقة بين ثوابت وأصول وفروع ومستجدات فبطبيعة الحال بعض ما ذكر يتصل بالعلاقات الدولية ويحتاج إلي مراجعات بما يتفق مع المستجدات المعاصرة وهذه القضايا تحتاج إلي مجهودات عالية وتخصصية والآن يقوم بها الأزهر ومجمع البحوث ولكن لم نخرج للاعلام بشكل جيد فحتي الآن توجد مفاهيم مغلوطة عند السلفيين ولا جدوي للخطاب الديني مع وجود الهدامين وعلي رأسهم السلفيين والاخوان وهم منتشرون في المؤسسات والمساجد حيث يأتي سلفي أو اخواني بأمواله من الخليج ليهد في دقائق ما يقوم به الأزهر فمعظم من ينتمون إلي الاخوان أو السلفيين لا يعرفون عن مباديء السلفية شيء وإنما هم مجرد دمي يتحرك بالأموال. لذلك يطالب كريمة بقرار سياسي يجعل الأزهر هو الوحيد المختص بالشئون الاسلامية وكف ايدي المتطفلين من الدعاة بخلاف البرامج الدينية التي تتحدث في أشياء بعيدة عن الدين لبعض الشخصيات مما تعكس رد فعل عنيف لدي المواطنين. من ناحية أخري أكد الدكتور رمضان محمد عبدالرازق عضو اللجنةالعليا للدعوة بمشيخة الأزهر علي تواجد الخطاب الاعلامي والثقافي بجانب الخطاب الديني مطالبا بأن نعلن التحدي الفكري والثقافي بدلا من ان نعلن الحداد فديننا قائم علي التعددية الفكرية فأين دور التعليم والمدارس لخروج نشء ذو قيم وأخلاق فخطاب الأزهر خطاب وسطي ومعتدل علي مدار التاريخ ولذلك القضية هنا هي منظومة اجتماعية متكاملة بل منظومة عالمية لأن الإرهاب يصدر لنا من الخارج فأزمة العالم العربي بأكمله هي الجهل ولذلك فهو سهل استقطابه واقناعه بالتطرف فيقول العلماء "ما عصي الله بذنب أعظم من الجهل" ويقول إمامنا الغزالي: لا تحتاج ان تكون خائن لوطنك ولا تحتاج أن تكون مواليا لعدوك يكفي ان تكون جاهل فأين ثقافة الأمة فالمسألة ليست في الخطاب الديني فقط وإنما لابد من منظومة متكاملة فكريا وثقافيا ودينيا. الدكتور حامد أبوطالب عميد كلية الشريعة الاسبق وعضو مجمع البحوث الاسلامية يقول الخطاب الديني تطور كثيرا وتغير إلي حد بعيد وأصبح كثير من الخطباء يتعرضون لموضوعات التطرف والارهاب ويتصدون المفاهيم الخاطئة السائدة في المجتمع داخليا وخارجيا ولكن مازالت الفرصة متاحة لمزيد من عقد المؤتمرات ونشر المطبوعات التي تصدر عن هذه المؤتمرات بكل لغات العالم حيث قام الأزهر بعقد الكثير من الندوات للتصدي للمفاهيم الخاطئة التي تعتمد عليها داعش وامثالها وتصدوا لها والمطلوب الآن صياغة هذه القرارات بسائر لغات العالم حيث ان اعضاء داعش اكثرهم من غير العرب مما يثير الكثير من الافكار المتطرفة والارهابية لذلك فإننا نحتاج إلي تطوير ونشر الخطاب الديني في الدول الأوروبية قبل العربية ولابد من وسائل الاعلام والقنوات الأجنبية والتي تصدر باللغة الاجنبية ان تنشر جميع مفاهيم ومؤتمرات الازهر وما يتخذ من قرارات وان تفرد مساحة لهذه البرامج لتصحيح المفاهيم لدي جميع شباب العالم.