"الأزهر" يرفض و"الأوقاف" تتغول على صلاحياته " .."برلمان الانقلاب " يقر قانون تنظيم الفتوى بعد فتوى الدكتور "إمام    وزير الزراعة: تحسن ملحوظ فى إنتاجية القمح بنسبة زيادة تتراوح بين 7% و10%    البنك الإسلامي للتنمية والبنك الآسيوي للتنمية يتعهدان بتقديم ملياري دولار لمشاريع التنمية المشتركة    تركيا والولايات المتحدة تعربان عن استعدادهما لتسهيل عملية السلام في أوكرانيا    ماكرون يهنئ ميرتس بمناسبة انتخابه مستشارا جديدا لألمانيا    "أهلي 2009" يفوز على زد بخماسية في ختام دوري الجمهورية لكرة القدم النسائية    لامين يامال يقود تشكيل برشلونة أمام إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا    "ثقافة الفيوم" تشارك في فعاليات مشروع "صقر 149" بمعسكر إيواء المحافظة    نص دعاء نية الحج عند الإحرام.. للقارن والمفرد والمتمتع    إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتين بالفيوم (صور)    في اليوم العالمي للربو 2025.. كيف تسيطر على النوبة؟    بولندا تتهم روسيا بالتدخل في حملة الانتخابات الرئاسية    محافظ دمياط: إطلاق حزمة من الإجراءات لإحياء حرفة النحت على الخشب    وفد البنك الدولى ومنظمة الصحة العالمية في زيارة لمنشآت صحية بأسيوط    محافظ الغربية يجرى جولة بمدينة طنطا سيرا على الأقدام    من منتدى «اسمع واتكلم».. ضياء رشوان: فلسطين قضية الأمة والانتماء العربى لها حقيقى لا يُنكر    مدير المركز القومي للترجمة تبحث سبل تعزيز التعاون مع القائم بأعمال سفير الهند بالقاهرة    نجوم الفن وصناع السينما يشاركون في افتتاح سمبوزيوم «المرأة والحياة» بأسوان    أحدث ظهور ل ابنة نور الشريف    ظافر العابدين ينضم لأبطال فيلم السلم والثعبان 2    استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لحماية المرأة    «النهارده كام هجري؟».. تعرف على تاريخ اليوم في التقويم الهجري والميلادي    أمين الفتوى: الزواج قد يكون «حرامًا» لبعض الرجال أو النساء    الكرملين: بوتين سيزور الصين في أغسطس المقبل    حالة الطقس غدا الأربعاء 7-5-2025 في محافظة الفيوم    ولي العهد يتلقى رسالة خطية من رئيس الحكومة المؤقتة في بنجلاديش    البابا تواضروس الثاني يزور البرلمان الصربي: "نحن نبني جسور المحبة بين الشعوب"    النائب العام يشارك في فعاليات قمة حوكمة التقنيات الناشئة بالإمارات    بعد اغتصاب مراهق لكلب.. عالم أزهري يوضح حكم إتيان البهيمة    رافينيا يرشح محمد صلاح للفوز بالكرة الذهبية    جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2025 في محافظة البحيرة الترم الثاني 2025    تأجيل محاكمة 7 متهمين في خلية "مدينة نصر" الإرهابية ل 16 يونيو    منها إنشاء مراكز بيع outlet.. «مدبولي» يستعرض إجراءات تيسير دخول الماركات العالمية إلى الأسواق المصرية    رئيس "شباب النواب": استضافة مصر لبطولة الفروسية تعكس مكانة مصر كوجهة رياضية عالمية    رئيس شركة فيزا يعرض مقترحًا لزيادة تدفق العملات الأجنبية لمصر -تفاصيل    ضبط مصنعات لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمى فى حملة بسوهاج    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025 في مصر والدول العربية    مشروبات صحية يُنصح بتناولها لمرضى السرطان    الأهلي يحيي الذكرى ال 23 لرحيل صالح سليم: الأب الروحي..لن ننساك يا مايسترو    تأجيل محاكمة نقاش قتل زوجته فى العمرانية بسبب 120 جنيها لجلسة 2 يونيو    بعد رحيله عن الأهلي.. تقارير: عرض إماراتي يغازل مارسيل كولر    نائب وزير الصحة: تحسين الخصائص السكانية ركيزة أساسية في الخطة العاجلة لتحقيق التنمية الشاملة    المخرج جون وونج سون يزور مقر مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بالقاهرة    ضبط محل يبيع أجهزة ريسيفر غير مصرح بتداولها في الشرقية    جامعة كفر الشيخ تنظّم ندوة للتوعية بخطورة التنمر وأثره على الفرد والمجتمع    "الخارجية" تتابع موقف السفينة التي تقل بحارة مصريين قبالة السواحل الإماراتية    الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارا بإخلاء منطقة مطار صنعاء الدولي بشكل فوري    جزاءات رادعة للعاملين بمستشفى أبوكبير المركزي    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    مجلس مدينة الحسنة يواصل إزالة الآثار الناجمة عن السيول بوسط سيناء    ادعوله بالرحمة.. وصول جثمان الفنان نعيم عيسى مسجد المنارة بالإسكندرية.. مباشر    "هذه أحكام كرة القدم".. لاعب الزمالك يوجه رسالة مؤثرة للجماهير    باكستان تتهم الهند بوقف تدفق مياه نهر تشيناب    مدرب كريستال بالاس: هذا ما يجب علينا تقبله    وزير الثقافة يطلق مشروع "أهلا وسهلا بالطلبة" بتخفيض 50% للمسارح والمتاحف    «الداخلية»: ضبط شخص عرض سيارة غير قابلة للترخيص للبيع عبر «فيس بوك»    حالة الطقس اليوم الثلاثاء 6 مايو في مصر    إلغاء الرحلات الجوية بعد استهداف مطار بورتسودان بمسيرات للدعم السريع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام السابق للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية ل " عقيدتي ":
مصر غير مؤهلة الآن لتطبيق الشريعة

في حوار لا تنقصه الصراحة تحدث المفكر الإسلامي الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام السابق للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية ل "عقيدتي" قائلاً: إن الخطاب الديني المعتدل محصور في النخبة ولم يخاطب واقع الجماهير.. وأن الخطاب المتشدد هو الأعلي صوتاً في هذه المرحلة رغم ما فيه من دعوات تنافي الإسلام الوسطي مثل حصر الدين في الجلباب واللحية والسواك والنقاب.. وفي المقابل وجود التيار الليبرالي الذي لا يراعي الثوابت الإسلامية باسم الحداثة والتقدمية.
قلنا في حوارنا.. أين دور الأزهر.. فقال موجود ودعونا نعطيه الفرصة ولا نصادر علي تحركاته الوسطية فتاريخه ورصيده يؤهله للقيام بدور أكبر في المرحلة القادمة.
سألناه عن الإصلاحيين الحقيقيين.. وأين هم فكانت إجابته واضحة: الكبت يعيق الفكر والاستبداد السياسي له دوره في محاصرة الإبداع.
برر الانفلات الذي نعانيه الآن بأنه نتاج طبيعي لحالة الفساد والقمع في العهد البائد لكنه أبدي مخاوفه من هذا الشرار الذي يتطاير في حمم مازالت تتفاقم يوماً بعد يوم..
أنتقد خصام الفرقاء.. وكل يبحث عن مصلحته دون النظر لمصلحة الأمة.. قال إن العلماء لهم دور كبير كل في مجاله للعبور من هذه المرحلة.
وعن الجدل الإسلامي الإسلامي وصفه بأنه في غير موضعه والإسلام لا يعرف الدولة الدينية ولكنه المساواة والعدل والارتقاء بالعمل والإنتاج.
قال في جرأة شديدة: إن مصر في الوقت الحالي ليست مؤهلة لتطبيق الشريعة لعدم وجود الضمانات الحقيقية للتطبيق.
أوضح أن الاجتهاد في أزمة وانقلب لفوضي لأن أصحاب الصوت العالي يوظفون الدين لأغراض معينة.
وعن ثورة يناير قال رأيه.. هي ثورة حقيقية لكن ما يحدث الآن من مظاهر البلطجة والانفلات إجهاض لها ووأد لعملية الإصلاح المنشود.
وحول العديد من القضايا المثارة علي الساحة قال رأيه في صراحة ووضوح فكان هذا الحوار..
* "عقيدتي": في البداية وأنت كنت مسئولاً في مكتب المؤسسة الدينية هل تري أنها مدركة لدور الخطاب الديني في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد.
** د.الجندي: إلي حد كبير الخطاب الديني لم يصل إلي من هم في قلب المجتمع ومازال علي مستوي القادة الدينيين والصفوة. وهو يطرح أفكاراً جيدة. لكن هذه الأفكار تحتاج إلي منظومة لكي تفعل. فليس فقط أن تلقي الفكرة. لكن ينبغي أن تكون هناك خطة قابلة للتطبيق لكي تخرج مثل هذا الخطاب إلي حيز التنفيذ. ويجب أن يخرج الخطاب من القاعات المغلقة. وأن يلتحم بالجماهير ويغير أفكارهم.. فنحن مثلاً لدينا نقص في الإنتاج والعمل. فجيب أن نطرح رؤية الخطاب الديني لدوران عجلة الإنتاج أو البطالة والخطاب الديني يجب أن يتصدي لمثل هذه الأمور.
الغرف المغلقة
* "عقيدتي": وهل وصل الخطاب الديني إلي هذه الفئات المنوط بها؟!
** د.الجندي: للأسف الخطاب الديني لايزال في كثير من الأحيان في غرف مغلقة علي مستوي المثقفين والقادة الدينيين ولم يتغلغل إلي الشارع وإلي الجماهير وإلي الفلاح في حقله والصانع والعامل والموظف.
* "عقيدتي": وما المعوقات من عدم الوصول؟!
** د.الجندي: الأمية تعد من أهم المعوقات وكذلك عدم المتابعة فنحن نكتفي بالمؤتمر ونأخذ صك البراءة. لكن يجب أن نخرج هذه المرئيات إلي واقع الناس البسطاء وأن يقتنع به الدعاة الذين يتحدثون من الجماهير. فالدين ليس تنظيراً ولكنه تطبيق وسلوك.
خطاب النخبة
* "عقيدتي": أشرتم إلي أن الخطاب الديني محصور في النخبة.. فهل النخبة علي المستوي الديني مثل النخبة علي المستوي السياسي أو الاقتصادي أو الفكري.. وهل نعاني من أزمة نخبة في المجال الديني؟!
** دعنا نقول هناك تعددية في الخطاب الديني ولن نتفق علي رؤية موحدة. وهناك طرف متشدد وينظر للأمور نظرة متشددة وإبقاء علي الحال كما هو عليه ومغرق في ماض وخطاب آخر يريد أن ينطلق ويخرج من عقاله ولا يلتزم بالأصول ولا الثوابت أو يريد أن يخضع الأصول والثوابت إلي متغيرات العصر وما طرأ علي الدنيا من جديد.. لكن نحن نحتاج إلي الخطاب الوسطي الذي يجمع بين هذا وذاك. ولايزال صوته هو المهيمن علي الساحة. والصوت المتشدد هو الأعلي وذائع الصيت.. وهذا للأسف يروق لعامة الناس مثل التيار السلفي الذي يجد له أنصاره في كل مكان رغم أنه يميل إلي التشدد ولديه دعوات تنافي الإسلام الوسطي الذي جاء به القرآن الكريم والرسول صلي الله عليه وسلم قال "هلك المتنطعون" والمتنطعون هم المتشددون.
في مقابلة تيار الحداثة وتقوده الصحافة الليبرالية ويقولون لكي نعبر إلي النهضة دعونا من مثل هذه الأفكار ودعونا ننطلق. وبالتالي هذا مرفوض لأنه لا يراعي الثوابت أحياناً باسم الحداثة. وللأسف هذا التيار له مفكروه وأنصاره ودعاته.. فنحن الآن بين فكي الرحي المتشددين ولهم مساحة لدي الجماهير التي تعاني الأمية وكأن من يحسن الدين هو من يحسن التشدد.. وفي ذات الوقت الآخرين يرون تأثير هذا الخطاب لا يجعلنا نحلق بالعصر لأنهم يرون أنهم يختزلون الدين في الجلباب والسواك واللحية والنقاب.
طوق غير آمن
* "عقيدتي": ألا تري أن اتخاذ موقف من التشدد الديني فقط هو الذي يدفع الجمهور للتمسك به والتعاطف معه دون سماع الصوت الآخر الذي قد يكون معتدلاً؟!
** د.الجندي: هذا واقع.. لكن البعض يري أنه لكي نكون بمنجاه عن الوقوع في المحظور لابد أن نتبع هؤلاء المتشددين لأنهم الملاذ وطوق النجاة لكي نخرج من هذه الدنيا متقربين إلي الله. فيجب أن نبقي علي هذا الخط.. لأنه لا يوجد إلا خطاب خطاب آخر وصوته عال أيضاً وهو المتطرف الذي يتبني أفكاراً غريبة علي هوية الأمة.. ولذلك تبرز أهمية الخطاب الوسطي الذي بحكم الظروف التي مرت بها البلاد كان خافت الصوت ويبحث له عن طوق نجاة.. فنحن في الظروف الحالية أري أن الأزهر يتجه الآن نحو تحقيق هذه الوسطية.
دور الأزهر
* "عقيدتي": قلتم إن الأزهر بدأ يأخذ هذا المنحي.. كيف ذلك؟!
** د.الجندي: لاشك.. فمثلاً وثيقة الأزهر وبيت العيلة.. خطوات جادة علي الطرق الصحيح وهذا فيه أخذ بالحلول الاستباقية الذي هو أفضل من العلاج. والوقاية معناها أن نتحرك قبل وقوع المشكلة.
* "عقيدتي": رؤية سيادتكم للهجمة علي الأزهر من بعض المثقفين؟!
** د.الجندي: هذا الكلام فيه عجلة شديدة. فمن ينتقد الأزهر في خطته والتحامه بقضايا المجتمع مغالطة.. فدعونا نعطي الفرصة للأزهر ولا نستبق الأحداث وعلينا أن نجرب رؤية الأزهر وحلوله وفكره الوسطي ثم نحكم عليه.. لكن من البداية أصادر علي رأي الأزهر فهذا مرفوض. فهل ننسحب من القضايا المجتمعية ونقتصر علي مجرد الأفكار وتلقين طلاب العلم ولا يوجد لنا دور في المجتمع أم أن أنخرط في هذا المجتمع وأخوض التجربة. ويمكن أن تكون هناك سلبيات وفي هذه الحالة نعالجها.. فالأزهر رغم ما يقال عنه إنه مؤسسة تعليمية فقط.. فهذا صحيح لكن رصيده وتاريخه يؤهله للقيام بهذا الدور.
أين الإصلاحيون؟
* "عقيدتي": هل يوجد إصلاحيون حقيقيون يتبنون فكراً إصلاحياً في المجتمع يمكن أن يستقطبوا المفكرين والجمهور؟!
** د.الجندي: الخير فيّ وفي أمتي.. لكن الواقع أحياناً لا نستطيع أن نتجاهله. وأري وأتوقع أن يكون هناك الكثير بعد الثورة المباركة.. لأن الكبت يعتقل الفكر وأن الاستبداد السياسي له دوره في محاصرة الفكر وأين الإبداع أمام الخنق الذي كان يحاصر الخطاب الديني الذي هو أكثر تأثيراً.. ورغم الأمية والتخلف والتبعية أمام الإعلام بأنواعه. لكن يزال الخطاب الديني أكثر تأثيراً رغم أنه لم يصل إلي المستوي المطلوب. لذلك لا يجب أن نتقوقع بالعقل وسط هذه الأجواء التي نأمل فيها أن تنقشع حالة الكبت ونأمل أن تكون هناك عقول إسلامية تستطيع أن تقدم خطاباً مستنيراً يرتفع بفكر الجماهير ويقدم حلولاً لمشكلات الأمة.
* "عقيدتي": ولكن في ظل هذه الأجواء.. كيف تقرأ الصورة الآن؟!
** د.الجندي: الصورة الآن علي حجم ما يكون الكبت يكون الغليان فكل فعل له رد فعل مضاد له في الاتجاه ومساو له في المقدار فالعقود الماضية وما فيها من فساد وقمع أدت إلي أن الجماهير انفجرت هذا الانفجار الشديد وكان هذا الانفلات في كل شيء لكن انفجار أخشي أن يتطاير منه حمم مازالت تتفاقم كل يوم ولم نر نهاية للمطاف حتي الآن وكل يبحث عن مصلحته الخاصة دون النظر لمصلحة الأمة.. فهذا الفريق يبحث له عن دور وهذا الآخر يبحث له عن دور لأننا لم نتفق علي المصلحة العليا للبلاد. فلو اتفقنا علي المصلحة العليا وكان لنا إيمان صحيح بالدين والتدرج لرضاء الله والحرص علي مصلحة الوطن.
* "عقيدتي": ومن يقدر هذه المصلحة العليا ويقول للمتطرفين يميناً ويساراً لا تتجاوزوا هذا الحد؟!
** الجندي: علماء الدين.. وأيضاً العلماء كل في مجاله.. فالصفوة من هذا الوطن في أي مجال سياسي أو اقتصادي أو ثقافي ينبغي أن يجتمعوا ويصلوا إلي برنامج ورؤية للمرحلة الحالية ويستشرفوا المستقبل وكيفية العبور من المرحلة الحالية ومعهم صناع القرار. بما يحقق الحفاظ علي ثوابت الأمة.
دور العلماء
* "عقيدتي": هذا معناه أن هناك قصورا في دور العلماء؟!
** الجندي: لم يتبلور الدور بعد.. علينا أن نجلس ونصل لحل. لكن أن نتبارز في الشارع وكل له مجموعته كما يحدث الآن فهذا يردنا للهاوية. فنحن مختلفون في الأصول ومازلنا نتنازع.
* كيف تري هذا الجدل.. دولة إسلامية أو غير إسلامية؟!
** هذا جدل في غير موضعه يريد أن يغرقنا بصور وأفكار معينة كما هو الحال.. والإسلام لا يعرف الدولة الدينية ولا يوجد فيه الدولة الدينية ولو قال البعض هناك نماذج ناجحة للدولة الدينية كحزب العدالة والتنمية في تركيا.. نقول له هذا الحزب وهذا النموذج لم يطرح شعارات إسلامية بل العكس قال أنا علماني. لكنه طبق المساواة وارتفع بالاقتصاد وقدم حلولاً عملية وهذا منهج الإسلام يكون فيه مساواة بين أفراد المجتمع والارتقاء بالعمل والإنتاج والإخوة بين أفراد المجتمع والحفاظ علي المصلحة العامة والقضاء علي الفوضي وهذه مسائل بديهية.. ونحن ما زلنا مصرين علي طرح قضايا لإثارة الأزمات. وقد تكون هذه الأمور يوجد من يحرض عليها سواء في الداخل أو الخارج لكي ندور في حلقة مفرغة.
* مجمع البحوث الإسلامية.. أين هو.. وهل هو مجرد إصدار بيانات فقط؟!
** الجندي: هذا كلام وجيه.. فالأزهر كان مقيداً فعلاً في العهد الماضي وبتوجيهات لأن الأزهر كان مقصودا أن يظل حبيساً وحصره في البيان فقط لكن التصدي للأحداث والذهاب لمسرح الوقائع والتعرف علي مشكلات المجتمع ومحاولة تقديم الحلول كان بعيداً عن دور الأزهر.
اختلاف الفرقاء
* "عقيدتي": لكن يبدو أن بيت العيلة ووثيقة الأزهر في الغرف المغلقة؟!!
** الجندي: هناك اجتماع سيتم عقده قريباً بين المفكرين والمسئولين من أجل تفعيل وثيقة الأزهر.. والذي أدي إلي خفض صوت الوثيقة هو اختلاف الفرقاء.. فهل تعلمون أن بعض زعماء ورؤساء الأحزاب والمرشحين المحتملين للرئاسة والتيارات الدينية كالسلفية والإخوان بعدها بأيام قالوا نرضي بمرجعية الأزهر ووسطيته وبعدها بأيام قالوا نتحفظ علي وثيقة الأزهر وما ورد فيها من بنود.. فنحن نريد وفاقاً حتي تسير المركب.. فلماذا التحفظ!!
الصدام
* "عقيدتي": هل هذا معناه أن الأزهر يخشي الصدام مع قوي الصوت العالي؟!
** الجندي: هو يخشي ذلك لأن الطرف الآخر يتحرك بين الناس فهذا يحدث نوعا من البلبلة ونوعاً من التشكيك ونرجو ممن هو حريص علي هذا الدين أن ينأي بنفسه عن التشكيك ويمد جسور الثقة مع الأزهر لأنه ينبغي أن يكون لنا مرجعية مع الأزهر الشريف وهذا أصبح متعيناً علينا وليس مسألة خيار أن نخرج من هذا النفق. ولو استمرت حالة التخبط والانفلات علي ما هي عليه أخشي أن نقدم علي ما أحدثته الثورة.. ونحن نمد جسور الثقة ونناشد كل من يثور للأزهر ولهذا الدين أن يخلص له ويتعانق مع الأزهر في رؤيته للعبور من هذه المرحلة مع كل القوي الوطنية إسلامية وليبراليين وقوي وطنية وغيرها ينبغي أن نتفق جميعاً نحو تحقيق الأهداف التي رفعتها الثورة.
حرب المصطلحات
* تعددت المصطلحات في مجتمعنا الآن.. هل هناك قصد لإغراقنا في هذه الحرب وشغلنا بها؟! وما هو توضيح هذه المسميات؟
** نعم هناك من هم غير حريصين علي مصلحة الوطن من الداخل ومن الخارج من يريدون اغراقنا في هذه المصطلحات فالمرجعية الإسلامية معناها أن يكون دستور الدولة وقوانينها وتيسير أمور المجتمع بما لا يصادم نصاً قطعياً في الكتاب والسنة. ولكن هناك مجال كبير للاجتهاد ومع النقل يجب أن يكون العقل. ويجب ألا نتمسك بحرفية النص في بعض الأمور.. وأن نترك للاجتهاد مساحة.. فالأصل في المرجعية الإسلامية الحل مالم يكن هناك دليل علي الحرمة.. دون أن ننأي عن الاجتهاد وإلا لما وجدنا الإمام الشافعي يقول قولته المشهورة "رأينا صواب يحتمل الخطأ".
أما الليبراليون فيقولون الحرية.. ونحن نقول إذا كنتم تريدون الحرية الرشيدة المسئولة التي تقف عند عدم الاضرار بالآخرين فهذا جائز أما خلاف ذلك فهذا مرفوض.
* "عقيدتي": وماذا يعني تطبيق الشريعة؟!
** الجندي: معناه التطبيق المتكامل للشريعة وليس الاقتصار علي الحدود دون غيرها. نطبق العدالة الاجتماعية ونطبق التكافل الاجتماعي وأن توجد وظائف في المجتمع للشباب فهذه شريعة فيجب أن نأخذ كل النصوص وليس بعضها.. وتطبيق الشريعة لها ضمانات فمتي وفرت الضمانات للفرد المسلم وغير المسلم ووفرت حد الكفاية وليس حد الكفاف.. فإذا وفرت كل هذا الكلام يمكن أن نطبق الشريعة.
* "عقيدتي": هل الوقت الحالي مؤهل لتطبيق الشريعة؟!
** الجندي: المجتمع في الوقت الحالي ليس مؤهلاً لتطبيق الشريعة لأنه يوجد لدينا عشوائيات. ولدينا بطالة وفقر ومن الطبيعي أن نجد السارق الذي يسرق ليأكل. وإذا علم الأغنياء بحاجة الفقراء إلي القوت الضروري فلم يسددوا حاجتهم أو لم يعلموا الآخرين بسد حاجاتهم اشتركوا جميعاً في الإثم وتؤخذ منهم الدية.. والدية هنا باعتبارهم أنهم قتلة وهذا ما قال به الإمام بن حزم.. فيجب أن تنظر للشريعة بأكملها وأركانها تعامل وعدالة وقيام بضروريات الحياة.. فلابد من وجود الضمانات الحقيقية لتطبيق الشريعة.
العلمانية
* "عقيدتي": وماذا عن العلماني؟!
** الجندي: العلمانية تعني طبقاً للمفهوم المطروح فصل الدين عن الدولة بمعني حصر الدين في المساجد ودور العبادة وأنت تعبر عن إسلامة داخل المسجد. لكن لا يكون للدين وجود في واقع الناس فشئون المجتمع نتركها للمتخصصين من رجال الأحزاب والسياسيين والمثقفين والدين لا دور له.
* "عقيدتي": هذا يعني أن الناس لها حق في رفض العلمانية؟!
** الجندي: نعم.. بالمفهوم الغربي هذا مرفوض.. لكن البعض يقول أنا لا أقصد هذا المفهوم ولكن أقصد عدم أسلمه كل شيء ودعنا نقول إن الإسلام يعرف الاجتهاد والتجديد والتجديد هو الأداة التي يمكن أن تقدم حلولاً للمستجدات التي تطرأ علي الساحة فلا يجب فصل الدين عن الدولة.
* "عقيدتي": ومن له حق الاجتهاد؟!
** الجندي: يوجد اجتهاد ومؤسسي مثل مجمع البحوث والمجامع الفقهية ومجمع الفقه الإسلامي ومجمع البحوث وعلي مستوي الأفراد لا يوجد مجتهد.
أزمة الاجتهاد
* "عقيدتي": هل الاجتهاد في أزمة؟!
** الجندي: نعم الاجتهاد في أزمة وانقلب إلي فوضوية لأن هؤلاء هم أصحاب الصوت العالي ومن يوظفون الدين لأغراض معينة غلب صوتهم علي صوت المؤسسة الدينية فبعض القنوات الفضائية تعتبر بعض الأفراد المفتين هم كل شيء يفتون في كل شيء يجاوبون علي أسئلة الجماهير "علي الطاير" في كل شيء وعن أي شيء رغم أن الإمام مالك سئل في 36 مسألة فأجاب عن أربع وأحجم عن الباقي رغم وجود العبارة الشهيرة "لا يفتي ومالك بالمدينة".
* "عقيدتي": لماذا لا يأخذ الأزهر موقفا عن شيوخ هذه الفضائيات؟!
** الجندي: الأزهر قال رأيه وصدر عنه أن تكون مرجعية الفتوي لدار الافتاء والكلمة الأخيرة لمجمع البحوث الإسلامية.
* "عقيدتي": ألا يلزم وجود ضبطية قضائية لعلماء مجمع البحوث؟!
** الجندي: لا.. لو حدث هذا لقالوا هذا تفتيش وعودة إلي الوراء ومحاكم التفتيش والدولة الدينية وهكذا.
* "عقيدتي": هل نحن الآن في ثورة؟!
** الجندي: أقول 25 يناير ثورة حقيقية وما تبعها من اسقاط النظام ثورة وتحديد الأهداف ثورة.. لكن ما يحدث حالياً انما هو انحراف عن منهج الثورة.. واتساءل: كيف يمكن الآن تحقيق كرامة الإنسان التي هي من أهم أهداف الثورة في ظل هذا الانفلات والتخبط وكيف يمكن تحقيق العدالة في ظل سياسة الصوت العالي وعدم سماع كل منا الآخر.. فلابد لتحقيق أهداف الثورة من التوحد والخروج من حالة الانفلات الأمني والفكري التي نعيشها الآن.
* "عقيدتي": وكيف تنظر إلي البلطجة الآن؟!
** الجندي: البلطجة آفة وإن لم نقف لها بالمرصاد ونجفف الآثار المترتبة علي هذه البلطجة فسوف يحدث اجهاض للثورة بل يمكن لها أن تكون عاملاً لوأد عملية الاصلاح المنشودة لأنها محاولة لتجزئة المجتمع وتقسيمه وهزيمته.
* "عقيدتي": هل هذه البلطجة مقصودة.. أم هي ثقافة شعب؟!
** الجندي: الاثنان معاً.. فهناك من يحرض عليها ومن يقف وراءها ومن يدعمها من الخارج ولدينا فئة جائرة لا تقدر الوطن ولا تحرص علي مصلحته من هؤلاء المنفلتين والمفسدين وهؤلاء يجب أن يضربوا بيد من حديد وأن يقام عليهم حد الحرابة لأنهم يروعون الآمنين.
فوضي الفضائيات
* "عقيدتي": وماذا عن هوجة القنوات الفضائية الدينية في الوقت الحالي؟!
** الجندي: لو كانت طبقاً لقوله تعالي "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" ومستندة لصحيح الدين.. لقلنا فاستبقوا الخيرات.. لكن أن يذهب بعضها نحو البلبلة والحيرة فهذا يحلل وذاك يحرم فهذه في مجملها ليست ظاهرة صحية فأنا أقيسها بأثارها لدي الناس.. فلماذا لا تتفق هذه القنوات علي ما يقوم فيها.. لكن ما يحدث فوضي وأمراً مرفوضاً تماماً.
* "عقيدتي": هناك مساع لإنشاء حزب شيعي.. هل أنت مع تأسيس هذا الحزب؟!
** الجندي: هذه مسألة غير واردة فلا يجب أن تنشأ أحزاب علي أساس ديني.. فإذا أردت ممارسة السياسة فلا أخلع الوصف الديني علي السياسة أقول أنا اجتهد لعلاج مشكلات المجتمع لكن لا تقول حزب إسلامي.. والرسول صلي الله عليه وسلم عمل ميثاق المدينة وهذا اجتهاد ولا يوجد فيه نص وكان في الميثاق بعض الوثنيين واليهود الذين احتواهم من أجل مصلحة الوطن وهيبة الدولة.
* "عقيدتي": وماذا عن الخلاف الإسلامي الإسلامي؟!
** الجندي: الاختلاف لا مانع منه في إطار المرجعية والاتفاق علي القواسم المشتركة وهذا ناتج عن الاختلاف في العقول وفهم النصوص لكن بشرط ألا يؤدي الاختلاف إلي الخلاف لأن الخلاف يحمل معني الصراع والصراع نوع من التنازع الذي نهي عنه القرآن "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" وأنت إذا أوصلتني للخلاف سوف اعتبرك خصماً لي وعدوي ولا أجتمع معك ونحن وصلنا في بعض الأحيان لهذه المرحلة وهذا خلل كبير لأن الإسلام جاء ليجمع الناس لا ليفرقهم.
حزب شيعي
* "عقيدتي": الدعوة ومحاولة إنشاء حزب شيعي في مصر معناه أن هناك مداً شيعياً في مصر.. ما رأي سيادتكم؟!
** الجندي: نعم هناك تمويل ومحاولة لتصدير المذهب الشيعي وفرضه علي الحياة وقطاعات المجتمع المصري.. والأزهر يتصدي لذلك جيدا ولكن في إطار معين حرصاً علي أن الجميع مسلمون وأن نجتمع علي ما اتفقنا عليه ويفوز بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه والمؤسسة الدينية حريصة علي هذا.
* "عقيدتي": هل هناك علاقة بين المجالس الإسلامية وتنسيق فيما بينها من أعمال؟! وما دور المجلس الأعلي الذي كنتم ترأسونه لسنوات؟!
** الجندي: نعم هناك علاقات وطيدة بين المجالس الإسلامية والمجلس الأمني له دور ورسالة داخلية وخارجية والتواصل مع القيادات الإسلامية بالخارج وله بعض المراكز الإسلامية التي تتبعه. لكن للأسف حجم هذا الدور ضعف بسبب اختلاف المناخ السياسي في النظام السابق.. لكن المجلس لا يزال له بعض الدور في إحياء كتب التراس والترجمات لمعاني القرآن الكريم وإصدار الموسوعات الإسلامية.. ونقطة الخلاف كانت في الرؤي مع القيادات فلو اعتقدنا أننا وصلنا للكمال فهذا عين الرسوب فالمجلس له دور وله فعاليات.. ونقطة الخلاف في استمرار هذا الدور رغم الظروف الأمنية الحالية فنحن في مسيس الحاجة إلي الخطاب الديني حتي لا نترك فرصة للآخرين وحتي لا يتمدد الآخر وننكمش نحن.. وينبغي للمجلس أن يقوم بدور أكبر في هذه الفترة بالذات بعد ثورة 25 يناير وينبغي أن ينتقل إلي الجامعات والسجون.. وكان هناك تحفظات علي هذا الدور وبالتالي رأيت أن أترك المكان لأنني استطيع أن أقدم الإسلام في مكان آخر من أي موقع والحياة في حاجة إلي تغيير.
المجلس الأعلي
* "عقيدتي": لكن أين دور المجلس في الماضي في أفريقيا.. في ظل التمدد الكبير للمنظمات التبشرية؟!
** الجندي: المجلس في الماضي كان يشار له بالبنان وهذا واجبنا فنحن لدينا الخبرة والعلم والكودار التي تستطيع أن تقدم المزيد ولكن دورنا في المرحلة السابقة لم يكن علي المستوي المطلوب لمطالب هذه البلاد أو أن الدور لم يستمر لعدة أسباب أهمها التمويل المالي.. ففي الماضي الأولوية كانت لطلاب العلم والدارسين بالأزهر من أفريقيا وكان هؤلاء يدينون بالولاء لمصر فالميزانية تقلصت وأنت تراجعت وتقدم الآخرون لأداء هذا الدور بطريقتهم وبث سمومهم فيما يقدمونه من أموال وتراجع الدور المصري الأزهري.
كذلك السياسة تركت مسالبها علي هذا الأمر لأن السياسة كانت لا تشجع علي الذهاب لأفريقيا.. فنحن رواد القارة السمراء وكنا ننظر إليهم نظرة دونيه وعزفنا عن دورنا مع سبق الإصرار والتراجع السياسي والنظرة الدونية لهؤلاء الناس والاعتقاد الخاطئ بأننا في غني عن هؤلاء الناس وبالتالي أدي إلي ما آلت إليه الأمور ونحاول الآن ضمد الجروح لكن بعد فوات الأوان بعد أن تربع غيرنا في هذا المكان الشاغر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.