يعتبر عام 2011 من أسوأ الأعوام التي مرت علي الأمة العربية.. عندما هبت رياح التغيير.. فحسبوها رياح طيبة.. فإذا هي كريح الحسوم التي سخرها الله علي قوم هود. لتذروهم ولا تبقي منهم أحداً.. قال تعالي في سورة الأحقاف الآيتين 24 و25: "فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليمہ تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يري إلا مساكنهم. كذلك نجزي القوم المجرمين" صدق الله العظيم. حسب العرب أن الخراب والدمار قادم إليهم من الغرب.. ربيعاً.. فاستبشروا به خيراً.. فإذا هو شر مستطير.. مزق بلدانهم ودمرها.. وزرع الفتنة فيهم. وأشعل نار الحرب بينهم. هبت رياح الخريف العربي من تونس في 17 ديسمبر 2010 بإضرام البوعزيزي النار في نفسه.. لتعنت الشرطة معه. فاندلعت المظاهرات في اليوم التالي واستمرت حتي هروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. إلي خارج البلاد في 14 يناير 2011. بعد فترة حكم استمرت 23 سنة.. مما شجع المصريين علي خلع الرئيس حسني مبارك الذي ظل في الحكم أكثر من 30 عاماً.. فثاروا في 25 يناير 2011. ونجحوا في خلعه يوم 11 فبراير من نفس العام. وفي نفس اليوم 11 فبراير.. ثار الشباب اليمني لخلع الرئيس علي عبدالله صالح. الذي حكم اليمن 33 سنة.. وبعدها بستة أيام في 17 فبراير اندلعت المظاهرات في ليبيا ضد الرئيس معمر القذافي الذي حكم ليبيا أكثر من 40 سنة.. وانتهت بمقتله.. وبعدها بقليل ظن السوريون أنهم يستطيعون التخلص من رئيسهم بشار الأسد الذي حكم البلاد منذ عام 2000 خلفاً لوالده الذي حكم سوريا منذ ..1970 بدأت الاحتجاجات السورية في 15 مارس ..2011 ولكنها لم تستطع زحزحة الأسد عن كرسيه.. فدخلت البلاد في حرب أهلية وتعددت الأطراف وتشابكت بصورة معقدة.. حيرت المتابعين للصراع.. إذ تتصارع الجماعات المعارضة المختلفة مع بعضها البعض. ومع النظام السوري في وقت واحد.. ودخلت قوي دولية كأطراف في الصراع.. الروسية والإيرانية وبعض الأطراف العربية في جانب.. والولايات المتحدة وتركيا وبعض الأطراف الأوروبية والعربية في جانب آخر.. والجميع يقصف الشعب السوري المسكين.. الذي تحول أهله إلي لاجئين مشردين علي الحدود وفي كل مكان في العالم.. والآن تنقض الذئاب علي ما تبقي من الحملان الوديعة.. التي بقيت داخل بلدها ولم تستطع الهروب منها. إن ما يحدث في سوريا هو نفس ما حدث في العراق.. والفرق فقط في أن النووي تحول إلي كيماوي.. دون دليل ودون تحقيق في الواقعة.. وما يتم علي المستوي الدولي ما هو إلا تمثيلية.. توزعت أدوارها علي اللاعبين الأساسيين.. ويخطئ من يظن أن روسيا تلعب لمصلحة سوريا.. فهي جزء من التمثيلية.. التي تستهدف تمزيق سوريا.. من أجل تأمين الدولة اليهودية.. التي هي السبب الرئيسي فيما يفعله فينا الغرب الذي لم ينس أبداً هزائمه واندحاره أمامنا يوم أن كنا دولة واحدة تحت قيادة قائد واحد كصلاح الدين الأيوبي. وغيره من القواد الذين شتتوا الصليبيين والمغول والتتار.