أعرب أهالي مثلث ماسبيرو عن غضبهم ورفضهم التام لما طرحته وزارة الإسكان من بدائل مقابل الإخلاء وإعادة تطوير المنطقة واستثمارها مؤكدين أن الحلول غير منطقية وتفتقر إلي الجدية وتعد تهجيراً إجبارياً لهم. واعتبروا أن التعويض المادي هزيل للغاية والنقل إلي حي الاسمرات مُكلف لبعده عن أماكن العمل والمدارس خاصة بعد احتساب قيمة الوحدة وخصمها من قيمة التعويض الأصلي والبقاء بالمنطقة غير مضمون وتم رفع الأقساط الإيجارية إلي 1000 جنيه شهرياً ليتجاوز سعر الوحدة 63 متراً أكثر من نصف مليون جنيه أما أصحاب المحلات فأكدوا أن الاستمارات التي تم تحريرها للسكان تجاهلت حقوقهم وهناك العديد من الأخطاء في التحريات والحصر بالإضافة إلي قيام البعض بالتحايل وتزوير عقود للحصول علي وحدات أو مقابل مادي مما يستلزم إعادة عمل لجنة للتحريات. وأشاروا إلي وجود بعض العناصر التي تحاول التأثير علي بعضهم خاصة الذين لا يجيدون القراءة والكتابة لاختيار البديل من المطروحة بالاستمارة ومنع بعضهم من توجيه الإرشاد لهم في محاولة للتأثير علي أكبر عدد منهم وإجبارهم علي التوقيع علي الاستمارات. يقول فاروق علي إبراهيم من سكان شارع ساحل الفلال: أقيم أمام الهيلتون مباشرة علي نهر النيل في شقة 4 حجرات وصالة وذهبت اليوم إلي وابور الثلج لملء استمارة الرغبات وفوجئت بأنه لن تحتسب الصالة كغرفة عكس ما تم الإعلان عنه قبل ذلك والآن أمامي نموذجان فقط نموذج أ للمساحة 60 متراً والثاني نموذج ب للوحدة ذات المساحة 75 متراً ويتم سداد إيجار شهري للوحدة ذات النموذج ب 1100 جنيه لمدة 30 عاماً ولا يحق توريث الوحدة حتي للابن أو تأجيرها أو التنازل عنها هذا في حالة اختيار البديل المتضمن البقاء بنفس المكان أما البديل الثاني وهو الانتقال إلي الاسمرات فهو غير مناسب "جملة وتفصيلاً" فالشقق ضيقة ومساحتها لا تتعدي 63 متراً فقط والمنطقة غير كاملة الخدمات لذا رفضت هذا البديل أيضاً وأن البدائل الأخري غير مناسبة ونرفضها تماماً وتقدمت بعدة تظلمات للمحافظة ووزارة الإسكان والحي دون فائدة. ويؤكد فتحي صابر بالمعاش من سكان شارع شركس أن البدائل التي تطرحها وزارة الإسكان والمحافظة لا تتناسب مع قيمة المكان الذي تقيم فيه وما نتعرض له ظلم كبير فعلي أي أساس تم تقييم الحجرة الأولي ب 100.000 جنيه والثانية ب 60.000 جنيه وأنا أقيم بحجرة وصالة بالتالي سأحصل علي 160.000 جنيه فقط في حالة اختيار البديل النقدي ولن أتمكن من الحصول علي شقة بهذا المبلغ في ظل ارتفاع أسعار العقارات والشقق وسيكون مصيرنا الشارع لا محالة. ويضيف أحمد يحيي موظف نحن عائلة كبيرة مكونة من 6 أسر كاملة نقيم في بيت واحد والعقار يحتاج إلي تنكيس لكن الحي رفض منحنا القرار والحق في التنكيس وهذا الإجراء يتبع مع جميع العقارات الآيلة للسقوط ويتم تركها لتلقي مصيرها ويضطر سكانها إلي تركها أنقاضاً والهجرة بعيداً عن المكان ومعظم سكان المثلث حالتهم المادية ضعيفة إيجار الشقق ضئيلة للغاية لكن البدائل المطروحة أمامنا جميعها غير مقبولة للسكان حيث تتم مطالبتنا في حالة البقاء بسداد أو إيجار شهري 2850 جنيهاً مؤكداً عدم وجود ما يضمن عودتنا مرة أخري والحصول علي مسكن بديل ولكن يمكن أن تقوم الحكومة ببناء وحدات مؤقتة للسكان مثلما حدث أثناء حادث السفارة الإيطالية ولكن المماطلة والتهرب من منحنا حقنا في البقاء بنفس المكان تبعاً لإمكانياتنا يدعو للريبة وعدم الاطمئنان.. كاشفاً وجود قطعة أرض فضاء خلف الخارجية يمكن إقامة شقق بديلة عليها ونقلنا إليها حتي نبقي بنفس المكان. ويؤكد محمد أحمد علي عامل وجود أشخاص تحاول التأثير علي السكان أثناء كتابة الاستمارات خاصة غير مجيدي القراءة والكتابة وإرشادهم إلي اختيار بدائل بعينها خاصة البديل النقدي وهذه العناصر المندسة منتشرة بصورة كبيرة وبصفة مستمرة وتمنعنا من الشرح للسكان وإرشادهم إلي حقوقهم وشاغلهم الأول إجبار السكان علي التوقيع علي الاستمارات. ويقول إسماعيل رمضان موظف قمت باختيار البديل النقدي فالعقار الخاص بي لمجموعة من الورثة ومعظمنا غير مقيم به فوجدنا أنه الأنسب ولكن تم إرجاء تسليمنا الشيك إلي آخر الشهر الحالي. ويضيف شعبان علي بائع معظم السكان الذين اختاروا البديل النقدي ليسوا من أهالي المثلث كما يوجد حالات قامت بكتابة عقود مزورة لإثبات ملكيتها لوحدات بالمثلث والحصول علي بديل سواء نقدياً أو وحدة سكنية.. تقول حنان علي ربة منزل مثلث ماسبيرو به أماكن عملنا ومدارس أبنائنا وحياتنا كلها بهذا المكان ولن نتمكن من تركه لأننا نسدد إيجارات زهيدة وجميعنا علي قد الحال وخروجنا من بيوتنا بمثابة خروج أرواحنا من الجسد.