إعادة جديدة لقصة "الجميلة والوحش" علي شاشة السينما وهي القصة الخرافية التي كتبها مؤلف فرنسي مغمور يدعي جان ماري دي بومونت عاش ومات في القرن الثامن عشر "1711-1780" وغير معروف عنه أنه كتب قصة أخري غير "الجميلة والوحش" وفور اختراع السينما ظهرت القصة علي الشاشة عشرات المرات منذ 1899 وحتي اليوم وقد اشترت حقوقها شركة والت ديزني الأمريكية وقدمتها في فيلم التحريك الشهير عام .1991 هذا الأسبوع شاهد العالم النسخة الجديدة من إخراج الأمريكي بيل كوندون واستعان بكاتبي سيناريو ستيف تشبويسكي وايفان سبيليو واختار البريطانية الشابة ايما واتسون بطلة سلسلة هاري بوتر لتقوم بدور الجميلة وقام بدور الوحش الممثل الشاب دان ستيفنز الذي لم يظهر بهيئته الحقيقية إلا في بداية أحداث الفيلم وقرب النهاية وطوال الفيلم يرتدي قناع وجسم الوحش الطيب الذي يقع في حب الجميلة بيل وأصل الحكاية أن أميراً شاباً لم يعرف الحب طريقاً إلي قلبه سخر من ساحرة عجوز غضبت عليه وحولته إلي وحش ولن يعود إلي صورته الطبيعية كإنسان إلا إذا عرف الحب الحقيقي وهو ما لم يحدث حتي يتعرف علي الجميلة بيل. اشتهرت والت ديزني بتقديم الأفلام عن القصص الشعبية القديمة مثل "سندريلا" و"ساحر أوز" و"أليس في بلاد العجائب" وهي ليست موجهة للأطفال فقط لأن جميع الأعمار تشاهدها خاصة عشاق السينما وفي النسخة الجديدة من "الجميلة والوحش" تشاهد القصة علي شاشة ثلاثية الأبعاد "3D" غناء واستعراضات وموسيقي وبراءة ايما واتسون وفي القصة "الجميلة" تحب القراءة وتعلم الأطفال ذلك وعندما يعرف الوحش هوايتها يقوم بإهداء الكتب إليها وغير ذلك الكثير من القيم النبيلة عندما تقبل الجميلة بيل أن تضحي بنفسها لانقاذ أبيها وتدخل السجن في قلعة الوحش بدلاً عنه. في بداية الفيلم تقوم الساحرة العجوز بإهداء وردة حمراء للأمير الشاب وهو لا يقبل الوردة منها ويظهر غروره واحتقاره وترد هي بجملة واحدة "لا تحكم بالمظاهر" وتكشف عن حقيقتها وهي فتاة رائعة الجمال وعقاباً له علي ذلك تقوم بتحويل الأمير الشاب لوحش يعيش وحيداً في قلعته لا يعرف الحب وفي أول مشهد يجمع الجميلة بالوحش نجدها لا تحكم عليه بالمظاهر ولم تشعر بالخوف منه وكأنها تعلم الحقيقة! من تفاصيل القصة الأصلية أن سحر الساحرة طال كل شئ في قلعة الأمير الذي تحول إلي وحش ينفر منه البشر وكل العاملين معه تحولوا إلي أشياء مثل منبة وشمعدان ودولاب وبراد وفنجان وهي تفاصيل كانت بمثابة الهدية لفناني الخدع السينمائية والكمبيوتر جرافيك لذلك انطلقوا وجعلوا هذه الأدوات المنزلية تتكلم وتفكر وتشارك في احداث القصة!! أشارت الصحافة البريطانية إلي أن في فيلم "الجميلة والوحش" أول شخصية مثلية في تاريخ أفلام والت ديزني وهي شخصية الشاب المغرور جاستون "لوك ايفانز" الذي يقع في حب الجميلة قبل أن تعرف الوحش ويحاول التأثير عليها ويتمسك بها ويندهش صديقه "ليفو" من ذلك في إشارة أن المثلي لا يقع في حب الفتيات .. ومن المدهش أن هذه الجملة العابرة كانت سبباً في منع عرض الفيلم في الكويت وسحبه من دور السينما وإعادة ثمن التذاكر للجمهور الذين حجزوا مقاعدهم عن طريق النت وهي واقعة سوف تذكر في باب غرائب الرقابة في البلاد العربية. تكلف إنتاج الفيلم 160 مليون دولار وحقق إيرادات وصلت إلي 400 مليون دولار حتي الآن وهو نجاح "تاريخي" لهذه النوعية من الأفلام وهو ما يؤكد أن النجاح الجماهيري يتحقق بالجودة والاتقان بغض النظر عن نوع الفيلم.