من منا لم يشاهد أو يستمع إلى قصص الأطفال الشهيرة التي تربينا عليها؛ سنووايت، سندريلا، أليس في بلاد العجائب وغيرها من القصص الشهيرة التي تحولت معظمها إلى أفلام رسوم متحركة كانت شركة والت ديزني بيكتشرز رائدة إنتاجها. تلك الأساطير التي تم تناقلها عبر السنين من موطنها الأصلي في ألمانيا حيث كانت قصصا شعبية ألمانية قام بتجميعها الأخوان ويلهلم جريم وجاكوب جريم، ثم قدما تلك القصص في عدد من الكتب ضمت كل تلك القصص، ولكن الحقيقة الصادمة أن ليست كل تلك القصص ذات نهايات سعيدة ولم يتم تناقلها كما تمت كتابتها الأصلية، فشركة ديزني حين قدمت أفلامها حذفت وعدلت كثيراً علي تلك القصص لتلاءم الأطفال. حين قدم الأخوان جريم قصة سنووايت، كانت الساحرة الشريرة قد طلبت من الصياد قتل سنووايت وتقطيع كبدها وكليتها ليقدمهما للساحرة الشريرة، وهو الأمر الدموي الذي حذفته ديزني من فيلمها، وعندما راحت سنووايت في الغيبوبة فاقت بقبلة من الأمير، أما القصة الأصلية فإن سنووايت لم يقبلها أحد، وما حدث أن الأمير أخذها على جواده وفي طريقهما إلى القصر فاقت سنووايت وحدها. أما الساحرة الشريرة ففي النسخة الأصلية ماتت بعد عذاب لسنين طويلة أجبرت فيها على الرقص بحذاء حديدي ساخن.. هل يحتمل طفل في العاشرة من عمره مثل هذه الفكرة المرعبة؟ لم تكن سنووايت هي النسخة المعدلة الوحيدة، فقصة ذات الرداء الأحمر مليئة بالعنف والدماء والتي تم تنقيحها أيضا لتلائم الأطفال، وكذلك الجمال النائم وسندريلا وغيرها. ويبدو أن كتّاب السينما وصانعوها قرروا البحث عن النصوص الأصلية لتلك الأساطير وتقديمها للجمهور خاصة فئة المراهقين بعدما أكتشفوا أن الجمهور لا يمانع الأفلام المظلمة وقصص الحب في أجواء بائسة ودموية، فبعد النجاح الساحق الذي حققته سلسلة أفلام Twilight، اتضح لصناع السينما أن الجمهور مستعد لتقبل قصصاً أكثر ظلاماً وسوداوية. في 2010 اشتركت شركة والت ديزني مع شركة Roth Films في إنتاج فيلم أليس في بلاد العجائب في نسخته الأكثر ظلاماً والذي أحدث الكثير من الجدل من إخراج تيم بورتون، وشارك في التمثيل جوني ديب، ميا واسيكوسكا وهيلينا بونام كارتر، ورغم تعرض الفيلم للهجوم الشرس من قبل بعض النقاد والجمهور، إلا أنه لم يختلف أحداً على أن الفيلم صنع علامة مميزة من حيث جودة الصورة، الشخصيات، المكياج الذي قدم بطريقة متميزة وغيرها من العناصر التي جعلت من إعادة تقديم أليس تجربة سينمائية تستحق المشاهدة. وفي 2011 قدمت كاثرين هاردويك مخرجة الجزء الأول من سلسلة Twilight قصة ذات الرداء الأحمر بشكل أكثر ظلاماً من بطولة أماندا سايفرد وجاري أولدمان، وربما كانت كاثرين تطمح لتقديم سلسلة من ذات الرداء الأحمر فقدمت نهاية مفتوحة للأحداث، لكن الفيلم نال نقدا سيئاً جعلها تصرف نظرها عن تقديم جزء ثان. سنووايت يمكننا القول أن عام 2012 هو عام سنووايت بجدارة، فلا يوجد قصة سيتم تقديمها مرتين خلال العام الجاري سوى سنووايت، الفيلم الأول هو مرآة مرآة Mirror Mirror (الاسم مستوحى من المقولة الشهيرة للساحرة الشريرة يا مرايتي يا مرايتي) من بطولة جوليا روبرتس التي تجسد شخصية الساحرة الشريرة وليلي كولينز التي تجسد سنووايت ولكن الفيلم لا يمكن اعتباره نسخة أكثر ظلاماً من سنووايت بالعكس فهو نسخة أكثر كوميدية، وربما كوميديا زائدة تجعله ليس مصنفاً لجميع الأعمار. أما النسخة المظلمة والتي تعنينا هنا فهي من إخراج روبرت ساندرس وتجسد فيه شخصية سنووايت الممثلة الشهيرة كريستين ستيورات بطلة سلسلة أفلام Twilight. الفيلم بعنوان سنووايت والقناص Snow White and the huntsman وتدور الأحداث حول الصراع بين سنووايت والساحرة الشريرة التي تجسد شخصيتها الممثلة تشارلز ثيرون، بعد أن يتم إرسال سنووايت مع الصياد لقتلها واقتلاع كبدها. من المقرر أن يعرض الفيلم بدور السينما الأمريكية في يونيو القادم ومن إنتاج شركة Roth Films التي أنتجت من قبل أليس في بلاد العجائب في 2010. شاهد إعلان فيلم سنو وايت والقناص [http://www.elcinema.com/video/vd00001498/] سندريلا أعلنت شركة ديزني عن نيتها في إعادة تقديم نسخة جديدة من سندريلا، النسخة الجديدة من المقرر أن يتولى كتابتها كريس ويتز الذي كتب وأخرج من قبل فيلم البوصلة الذهبية The Golden Compass كما تولى إخراج الجزء الثاني من سلسلة Twilight بعنوان New Moon، ورغم أن شركة ديزني لم تعلن صراحة عما إذا كانت النسخة الجديدة ستكون بشكل مختلف وأكثر ظلاماً أم لا، إلا أن اسم كريس ويتز مخرج الجزء الأكثر كآبة في سلسلة Twilight جعل الكثيرون يتنبأون بأن النسخة الجديدة ستكون مثل أليس في بلاد العجائب. رصدت شركة ديزني ميزانية مبدئية للمشروع فاقت المليون دولار ومن المقرر أن يتولى مارك رومانيك إخراج الفيلم والذي من المتوقع أن يصدر بنهاية 2013. الجميلة والوحش وبينوكيو على طريقة ديل تورو رغم انهماك المخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو في العديد من المشاريع السينمائية إلا أنه أعلن مؤخرا عن نيته لإعادة تقديم فيلم الجميلة والوحش على طريقته الخاصة، ديل تورو الذي اشتهر بأفلام مخيفة ومظلمة علي رأسهم فيلمه الشهير متاهة بان Pan's Labyrinthالذي صنفه العديد بالمرعب، اختار الممثلة البريطانية إيما واتسون نجمة أفلام هاري بوتر للعب دور البطولة في فيلم الجميلة والوحش، إلا أنه حتى الآن لم يتم الإعلان عن أية ممثلين آخرين أو متى سيبدأ العمل على الفيلم. فيلماً آخر سيبدأ ديل تورو في العمل عليه قريباً هو بينوكيو والذي من المقرر عرضه في 2014. المخيف في قصة بينوكيو أنها بالأصل قصة مظلمة وبائسة، لذا ربما هو خبر سعيد بأن تعرف أن جييرمو سيكتفي بإنتاج الفيلم وليس إخراجه، وإلا كان سيصنف الفيلم R بسبب المشاهد المخيفة جداً. ورغم أنه حتى الآن لم يتم الاستقرار على طاقم العمل بالكامل إلا أن الإخراج سيكون للمخرجين جريس جريملي ومارك جوستافسون.
