في ظل التحركات التي تقودها الدول الاقليمية والدولية وعلي رأسها الدولة المصرية للدفع نحو الحل السياسي في الشقيقة ليبيا عبر تفعيل بنود اتفاق الصخيرات وما شهدته الفترة الأخيرة من نشاط مكثف من الحكومة المصرية من أجل رأب الصدع بين اطراف الأزمة الليبية واستقبلت كافة أطياف الخلاف للوصول إلي حل سياسي توافقي يحافظ علي وحدة وسلامة ليبيا وانفحت مصر علي الجميع بأريحية وحياد انحيازا لمصالح الشعب الليبي فقط ورغم المحاولات اليائسة من جماعة الإخوان الارهابية لاستمرار الأزمة التي تعمل دول اقليمية وعربية علي تأجيجها بدعم عدد من التنظيمات الارهابية المتطرفة في الغرب الليبي في الوقت الذي تشهد ليبيا حراكا سياسيا وعسكريا كبيرا في الآونة الأخيرة بدءا من سيطرة قوات "سرايا الدفاع عن بنغازي" علي منطقة الهلال النفطي وعودة الجيش الوطني الليبي ببسط سيطرته الكاملة علي الهلال النفطي الليبي مرة أخري مرورا بإلغاء مجلس النواب الليبي لقراره الصادر بشأن تمرير الاتفاق السياسي ومطالبة رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية العام المقبل بالاضافة إلي العفو عن سيف الاسلام القذافي وخروجه من سجنه بعد ان شمله العفو مرورا باعلان مصادر أمريكية "وكالة رويترز" بأن روسيا نشرت قوات خاصة في قاعدة جوية مصرية بسيدي براني القريبة من الحدود الليبية وهو ما نفاه المتحدث العسكري المصري وأيضا رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الاتحادي الروسي فيكتور اوزيروف لان أي وجود للقوات الروسية خارج أراضيها يجب ان ينال موافقة المجلس الاتحادي الروسي وأن يكون بناء علي طلب الحكومة الشرعية في ليبيا أو غيرها من الدول وبعد فترة هدوء نسبي يعاود الاضطراب الأزمة الليبية ونجد ان تركيا وقطر عملتا جاهدتين علي تدمير استقرار ليبيا وانقسامها بعد فشل خططهما لاسقاط مصر عقب ثورة يونيو والهدف من سقوط ليبيا هو ضرب العمق الاستراتيجي لمصر وزعزعة أمنها لذلك اجمع المخلصين والشرفاء الليبيين بقبول الوساطة المصرية ورفض وساطات دول اقليمية ودولية لأن أغلبها يعمل علي تحقيق اجندته الخاصة في ليبيا حيث المجتمع الدولي يضع ليبيا تحت الوصاية وأمواله مجمدة مع فرض حظر علي تسليح الجيش الوطني لذلك نعمل علي الاتفاق الشعبي وتوحيد قوة الجيش الليبي والشرطة لاستعادة الأمن والاستقرار وهو ما تأمل فيه القاهرة وشملت التحركات المصرية جميع الاطراف الليبية حيث التقي الفريق محمود حجازي واللجنة المصرية المعنية بالشأن الليبي مع المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية وبحثا تطورات الأزمة الليبية وما أفرزته لقاءات القاهرة مع القوي الليبية المختلفة وذلك في اطار تجميع الأشقاء وتحقيق الوفاق بين كافة الاطراف الليبية لمواجهة الإرهاب والحفاظ علي وحدة وسيادة الدولة الليبية وتلا ذلك لقاء الفريق حجازي مع المبعوث الدولي لدي ليبيا مارتن كوبلر والتقي شكري في باريس مع طاهر سيالة وزير خارجية ليبيا علي هامش مؤتمر السلام الدولي وعقد حجازي لقاءا بالقاهرة مع مجموعة من الإعلاميين والحقويين والنشطاء والمثقفين وقادة الرأي الليبية كما اجتمع الفريق حجازي مع عدد من أعضاء البرلمان الليبي لايجاد آليات تساهم في التسوية السياسية ضمن اطارق الاتفاق السياسي واشراك جميع الاطراف ذات العلاقة بهذه الأزمة وعلي رأسها أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس الدولة الليبي. ان ما تشهده ليبيا حاليا يشكل عبئا اضافيا علي الأمن المصري ويثقل كاهل السلطة المصرية ويضع مصر ما بين خطر تنظيم الدولة في سيناء شرقا وخطره في ليبيا غربا مع الجهود المصرية المكثفة للحفاظ علي وحدة الدولة الليبية دعما للأشقاء واسترداد أمنهم وحقوقهم في حياة كريمة ولتحقيق الأمن القومي المصري والعربي الذي تتولي مصر الحفاظ عليه بعد سقوط عدد من الجيوش العربية ليبقي الجيش المصري الحصن الحصين للدفاع عن الأمة العربية حفظ الله مصر.