وسط مشهد صحفي مرتبك وانتخابات نقابة تمر بفترة مهمة في تاريخها منذ إنشائها قبل 75 عاماً لا أجد أمامي خياراً في زحمة المتقدمين لمنصب النقيب إلا اختيار النقيب الحالي يحيي قلاش الذي يسبقه تاريخ نقابي ومهني مميز إضافة إلي أنه نقيب يحمل في داخله مباديء حماية وحرية الصحافة والصحافي.. ربما يقول زملاء أقدِّرَهم لماذا تكتب مرة ثانية في أقل من أسبوعين عن النقيب يحيي قلاش المرشح لدورة ثانية. الحقيقة لم أكن راغباً لولا موجة الترويج الكاذبة التي يتحدث بها البعض عن النقابة ووحدتها الذي نقرأه هذه الأيام.. فقد دأبت قناة بلا "صدي" ومندوب بلا مصداقية للحديث غير الحيادي عن انتخابات نقابة تضم 10 آلاف صحافي يعرفون أن جميع المتقدمين زملاء أعزاء ومعهم نرسم عُرس ديمقراطي ل "مناحة" علي فضائيات "نص الليل" التي تسيء للوطن وليس للصحافة فقط. الجمعة القادم أتمني من المرشحين لمنصب النقيب رجالاً ونساء وللعضوية أن تجعل من هذا اليوم عُرساً للديمقراطية في النهاية من ينجح سيكون نقيباً لكل الصحفيين والنقابة ليست مخطوفة كما يروِّج البعض.. والنقابة لا تنجح إلا بوحدة الصحفيين فهي بيتنا الذي شهد كفاح الصحفيين علي مدي تاريخها النقابي.. وهي النقابة التي بها الكثير من المشاكل التي لم تكن أبداً مرتبطة بالنقيب الحالي يحيي قلاش.. لا يمكن ونحن نحو 10 آلاف صحافي نضع النقابة في "سروال" رجال الأعمال أو جيوبهم واستثمار مهنة الصحافة كما يحتكرون فضائيات "نص الليل".. أوضاع الصحفيين المالية مؤلمة وكذلك العلاجية منذ أن كان يتولي النقابة إبراهيم نافع والنقيب ابن بلدي مكرم محمد أحمد وكلاهما كانا أعضاء الحزب الوطني المنحل وقريبين من صانع القرار الأول ولم تحل مشاكل النقابة.. وفي عهدهم كافحت المجموعة الصحفية تحت قيادة نقيب النقباء الفارس الراحل كامل زهيري وأسقطنا قانون حماية الفساد رقم 93 الذي كان يسعي لتكميم أفواه الصحفيين.. وكان النقيب الحالي يحيي قلاش رغم سنه الأربعيني فارس هذه المرحلة مع الراحل جلال عيسي والنقابي النشيط ضياء الميرغني والنقيب الأسبق جلال عارف والأستاذ ضياء رشوان وكثيرون من رموز العطاء الصحافي والنقابي الذين من عددهم أخشي أن أنسي فارساً منهم.. لم يقل وقت سيطرة الحزب الوطني إن النقابة "مخطوفة" هذا المصطلح الذي يروِّج له البعض ولا يلقي صدي لأنني تحدثت مع الشباب وهم أغلبية النقابة وشيوخ المهنة وجميعهم يطالبون "فضائيات" نشر الفساد والموبقات وفتيات الجن والعفاريت "الحياد".. وأن صاحبة الجلالة التي نشرُف بالانتماء إليها كما قال صديقي الشاب الناضج الثائر علاء طه.. قبل أيام في عموده صاحبة الجلالة لا تنام في أحضان رجال الأعمال.. فعلاً "الشريفة تموت ولا تأكل بثدييها".. وهنا علينا أن نكافح من أجل رواتب الصحفيين والعلاج وحماية المهنة والحصول علي المعلومات لا نسعي لاختيار ممثل لنا.. هدفه فقط إرضاء رجال الأعمال أو أجندات خاصة نحن أبناء الدولة المصرية ومع الدولة وجيشها وشرطتها في معركتها المهمة ضد الإرهاب وأحد أسلحة هذه المعركة هو حرية الصحافة والتعبير. والدولة المصرية حريصة علي رعاية الصحافة والمهنة وكلنا يعرف أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان راعياً لحفل النقابة بيوبيلها الماسي بحضور حزمة من الوزراء كما أن الدولة قدمت الملايين لرعاية الصحافة والصحفيين في عهد النقيب يحيي قلاش.. إن الدعاية المسمومة لا تبني وطناً لكن الحرية المسئولة تنقذ الأوطان.. عاشت وحدة الصحفيين عاش كفاح الصحفيين.