رحب مجلس جامعة الدول العربية علي مستوي وزراء الخارجية العرب بمبادرة مصر. إنشاء إطار مؤسسي تشاوري بين مجلس الجامعة العربية ومجلس الأمن. استكمالا للجهود الرامية إلي تعزيز التعاون بين الجامعة العربية والأممالمتحدة لإقامة شراكة فعالة بين المجلسين لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة العربية. يشمل نطاق عمل الإطار التشاوري الدفع نحو اتساق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالنزاعات العربية مع رؤية الجامعة العربية ودولها الأعضاء في إدارة وتسوية الصراعات الإقليمية العربية. أكد أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الإرهاب يضرب منطقتنا بلا هوادة. وصار واضحا لدينا جميعا أن المعركة معه طويلة. وعلينا صوغ استراتيجية شاملة لتحصين العالم العربي. ليس فقط من الزاوية الأمنية. وإنما أيضا من الناحيتين الفكرية والثقافية. موضحا أن هذه الاستراتيجية الشاملة التي ننشدها لا يمكن صياغتها وتنفيذها إلا في إطار عربي جماعي. ومن خلال أطر للتعاون مع مختلف القوي العالمية التي يهددها الإرهاب. جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها أمس أمام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية علي مستوي وزراء الخارجية العرب وقال إنه مازالت المأساة السورية جرحا نازفا في قلب الأمة العربية. وأن أوضاع النازحين والمحاصرين داخل المدن واللاجئين في دول الجوار وغيرها تدمي قلوبنا جميعا. ووقف إطار النار الذي تم تثبيته في محادثات الأستانة هو خطوة إيجابية لوقف نزيف الدم. ولا بديل عن تسوية سياسية للحرب الدائرة تلبي طموحات الشعب ونسجل في هذا الخصوص قلقنا وانزعاجنا حيال الغياب العربي شبه الكامل عن تسوية الأزمة السورية. في مقابل الحضور اللافت لقوي إقليمية ودولية بعضها لا يأخذ المصالح العربية بعين الاعتبار. قال علي صعيد الأزمتين اليمنية والليبية. فإننا نلمس تحركات دبلوماسية وجهودا من أجل حلحلة هذه الأزمات حقنا للدماء العربية. وصونا لتماسك نسيج الأوطان والدول. ويتعين علي الدبلوماسية العربية أن تعمل بالتضافر مع الجهود الأممية وغيرها. ولا يفوتني في هذا المقام أن أذكر تحرك الجامعة العربية علي صعيد تسوية الأزمة الليبية من خلال الترويكا التي تجمعها بكل من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. والتي من المنتظر ضم الاتحاد الأوروبي إليها حتي تتوحد جهود كل الأطراف التي لديها مصلحة في إنهاء الأزمة الليبية. أكد أنه تظل القضية الفلسطينية في مكانها في قلب الهموم العربية. وليس خافيا أن الفلسطينيين والعرب لم يعد لديهم شريك علي الطرف الآخر. فالحكومة الإسرائيلية أسيرة بالكامل لتيارات اليمين المتطرف وجماعات الاستيطان. وهدفها المعلن هو تقويض حل الدولتين عبر فرض أمر واقع استيطاني خارج عن الشرعية والقانون يحول دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. المتواصلة الأطراف في حدود 1967. إننا نتمسك بصيغة الدولتين كحل وحيد للقضية الفلسطينية. وبالمبادرة العربية كخارطة طريق للوصول إلي سلام شامل في المنطقة. الالتفاف علي حل الدولتين مضيعة للوقت. ومحاولات العبث بالمبادرة العربية أو تبديل أولوياتها ليست مقبولة عربيا. ولن تمر. وإننا نرصد تصاعد الإجماع الدولي المؤيد لحل الدولتين والرافض لسياسات الاستيطان. أكد وزير الخارجية سامح شكري أن القمة العربية التي ستعقد أواخر الشهر الجاري واجتماعات وزراء الخارجية العرب بالقاهرة يمثلان فرصة مواتية لبلورة رؤية عربية مشتركة للتحرك لإيجاد حلول حقيقية لأزمات المنطقة. بشكل يصون مؤسسة الدولة الوطنية في مواجهة مخاطر التفكك والإرهاب والتدخل الخارجي علي حد سواء. قال شكري إن انعقاد الدورة الجديدة من مجلسنا يأتي في ظل استمرار تعقد أزمات المنطقة. القديمة والمستحدثة. وتفاقم مخاطر الاستقطاب والانقسام الطائفي والمذهبي والصراعات المسلحة. واستفحال خطر الإرهاب. وأضاف وزير الخارجية أنه لازالت عملية السلام في الشرق الأوسط متعثرة ولازال هدف الوصول لتسوية عادلة وشاملة للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي علي أساس حل الدولتين بعيدا. أوضح شكري أن الاجتماع يأتي والأزمة السورية قد دخلت عامها السادس. ونزيف الدم لازال مستمرا. غير أن الأسابيع الماضية شهدت تطورا إيجابيا. تمثل في انعقاد الجولة الرابعة من المفاوضات في جنيف. وما أسفرت عنه من اتفاق لأول مرة علي جدول أعمال موضوعي. والخروج من النقاش العقيم حول القضايا الإجرائية لمناقشة لب المشكلة وإمكانيات حلها. تابع "أما بالنسبة للأزمة في ليبيا. فلعلكم جميعا قد تابعتم الجهود الحثيثة التي بذلتها مصر علي مدار الأشهر الماضية لدعم جهود التوصل إلي توافق بين الأشقاء الليبيين علي جدول أعمال وآلية للخروج من حالة الانسداد السياسي التي تواجهها ليبيا". قال: نؤمن بأن هذا الأسلوب لمعالجة الأزمة الليبية كفيل بقطع الطريق علي كل المحاولات التي تهدف لزعزعة الاستقرار في ليبيا والتدخل في شئونها الداخلية. كما أننا نؤمن بأهمية تنسيق جهود كل الدول العربية لدعم الأشقاء الليبيين في جهودهم للتوصل للتوافق الليبي - الليبي المنشود. وقال وزير الخارجية إنه ومن جهة أخري. فإن مصر تؤكد. مجددا. علي دعمها الكامل للحفاظ علي وحدة واستقرار وسلامة اليمن ودعم الشرعية. وتشدد علي أهمية العودة لاستئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن تحت رعاية المبعوث الأممي. إعلاء للمصلحة الوطنية. لوقف نزيف الدم واستعادة وحدة واستقرار الدولة اليمنية ومكافحة الإرهاب. أوضح شكري أن ما ذكره هو مجرد عينة من التحديات والأزمات الحادة التي تواجهها الدولة الوطنية في منطقتنا. وهي تحديات تقتضي تكاتف جهود كل الدول العربية لمواجهتها. وشدد وزير الخارجية. في نهاية كلمته. علي أن "كل تلك التحديات تقودنا مجددا لأهمية تعزيز عملنا العربي المشترك وآليته الرئيسية جامعة الدول العربية. وهو ما يستدعي منا مضاعفة الجهود لتطوير آليات عمل الجامعة. بما يزيد من فاعليتها ودورها الإقليمي والدولي. ويحافظ علي صلاحيات الأمين العام. ويساعده علي تأدية مهامه. ويسمح لدولنا بالاستفادة من خبراته ونشاطه في دفع العمل العربي المشترك في شتي جوانبه. كان وزير الخارجية. قد استهل كلمته. بتقديم باسم جمهورية مصر العربية بخالص التهنئة للجمهورية الجزائرية الشقيقة علي توليها رئاسة الدورة 147 لمجلس جامعة الدول العربية. وتأكيده علي التطلع للتعاون الوثيق مع الوزير عبدالقادر مساهل والحكومة الجزائرية. كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير لوزير خارجية الجمهورية التونسية خميس الجهيناوي علي قيادته الحكيمة لاجتماعات الدورة السابقة. كما رحب شكري بالوزير أيمن الصفدي وزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية.