في طفولتنا يحدد كل منا هدفاً ينبغي تحقيقه. وقد يصل إليه البعض بينما يحيد عنه آخرون بفعل عوامل قد تنبع من الإنسان نفسه أو ظروفه الاجتماعية الصعبة. فيصيبه اليأس ويتجه إلي طريق آخر فينجح فيه أو لا ينجح. أما الذين يصلون لتحقيق ما حلموا به في مجال المهنة أو الهواية فهم لا يألون جهداً دءوباً لتحصيل كل ما يزيد من فرصهم لنيل بغيتهم. سواء بالتفوق الدراسي أو التدريب المستمر كما في مجال الرياضة. ومن هؤلاء حارس مرمي منتخب مصر لكرة القدم عصام الحضري الصخرة التي صدت هجمات فرق بطولة الأمم الأفريقية التي اقيمت مؤخراً في الجابون ومنعتهم من هزيمة الفريق المصري وظلت شباك مرماه نظيفة بلا هزيمة واحدة حتي المباراة النهائية أمام الكاميرون. ولأن حياة الحضري نموذج وقدوة للشباب في الاصرار وتحدي عوامل السن خاصة في لعبة مثل كرة القدم. فقد استضافته مني الشاذلي في برنامج "معكم" يومي الخميس والجمعة 9 و10 فبراير علي قناة "سي بي سي" عقب وصوله من الجابون. وظل الجمهور ينتظره في الاستديو لساعات طويلة للقائه وتهنئته علي مستواه المتميز في البطولة وليستمعوا منه عن مشواره مع كرة القدم التي عشقها وأخلص لها منذ طفولته عندما لعبها مع أقرانه في شوارع قريته "كفر البطيخ" بمحافظة دمياط ثم مركز الشباب هناك. وتحقق حلمه للانتقال للنادي الأهلي والبطولات العديدة التي شارك فيها معه. وحراسته لمرمي المنتخب القومي والبطولات السبعة الأفريقية التي حققها مع الفريق. كانت السهرة حافلة بمشاعر المحبة من الجمهور للحضري خاصة حين ظلوا يهتفون باسمه وألقابه التي أطلقها عليه عشاق الكرة فبكي من حفاوتهم به. ثم عرض البرنامج مشاهد من مباراة غانا وفرحته بفوز مصر. ثم بكاءه عقب الهزيمة من فريق الكاميرون وعدم تمكنه من صد الهدفين اللذين حققا بهما كأس البطولة. وترقرقت الدموع في عينيه واعتذر للجمهور المصري عن عدم اسعادهم بكأس البطولة. لكن تحدثت مني الشاذلي عنه وكيف ظل يلعب لعشر ساعات في 27 مباراة بالبطولة محافظا علي شبكة مرماه نظيفة من أي هدف وتمكنه من صد ركلتي الترجيح اللتين صعدتا بالفريق للمباراة النهائية وصار أسطورة يحكي عنها المصريون. ومشوار الحضري مع المنتخب كما ذكر استمر مع ثلاثة أجيال بدأها مع حسام حسن وإبراهيم وإسماعيل يوسف. ثم أحمد حسن ومتعب وأخيراً جيل الشباب الذين شاركوا معه البطولة ويختلفون في رأيه عن الاجيال السابقة. فقد عذبوه من حيث الالتزام واحترام المواعيد. ولكنه استطاع بالاحترام والمحبة علي تذويب الفوارق بينه وبينهم خاصة في السن. حيث شاركهم المرح ولم يكن يغضب من نشرهم بعض صوره التي التقطوها له في مواقف عديدة علي الفيس بوك وكان معهم كالأخ الكبير الذي يوجه النصيحة ويبدأ تنفيذها بنفسه خاصة في حثهم علي التدريب الجيد وبذل الجهد في الملعب لتحقيق الفوز في المباريات. ولهذا كان يتدرب كعادته عقب صلاة الفجر لمدة ساعتين بمفرده ثم ساعتين أخريتين معهم ليكون جاهزاً بلياقة قوية تمكنه من اللعب طوال التسعين دقيقة. وعقب هذا التدريب الشاق كان لابد له ليستعيد نشاطه ان يبقي في درجة برودة مائة وستين تحت الصفر يوفرها له جهاز خاص في القاهرة ولكنه في الجابون حينما لم يجد هذا الجهاز وضع له الزملاء الكثير من مكعبات الثلج في برميل ليجلس فيه وصوروه ونشروا الصورة ايضا ليكون مقلباً آخر له. وقد وعد الحضري الجمهور بأنه مع هؤلاء الشباب سوف يحقق للمصريين حلم الصعود إلي مونديال كأس العالم في روسيا العام القادم. وأنه سيواصل التدريب الشاق ليتمكن من تحقيق هذا الأمل والاستعداد لمباراة مصر مع منتخب أوغندا في التصفيات التي تبدأ في أغسطس القادم وكلنا في انتظار صعود مصر للمونديال.