يتسلم ظهر اليوم الناقد الكبير سمير فريد جائزة "كاميرا البرينالي" من ديتر كوسلك رئيس مهرجان برلين السينمائي الدولي تقديراً لرحلة عطائه الصحفي والنقدي طوال نصف قرن. قام خلالها بتغطية مهرجان برلين والعديد من مهرجانات السينما في العالم.. واليوم يكتب الناقد أحمد عبدالعال الرئيس الأسبق لجمعية نقاد السينما المصريين عن دور سمير فريد من خلال قراءة في كتابه "سينما الربيع العربي": "صدر عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 28 نوفمبر 2016. كتاب "سينما الربيع العربي" للناقد الكاتب "سمير فريد". ويقع في 200 صفحة من القطع المتوسط. الذي يعد وبكل المقاييس المعرفية إضافة هامة لمكتبة الثقافة السينمائية دون ريب. متضمناً رصداً ومتابعة وتحليلاً لأبرز الأفلام العربية التي عرضت في أهم مهرجانات السينما العالمية: برلين. كان. فينسيا. في الفترة من 2011 حتي 2016. بالإضافة إلي دورتين لمهرجان أبو ظبي 2012. ومهرجان دبي .2013 أي أننا وفي الحقيقة أمام عرض بانورامي لعشرين دورة لخمسة مهرجانات سينمائية دولية. وما يقرب من 130 فيلما مصرياً وعربياً وأجنبياً. والكتاب بهذا المعني يمكن اعتباره سياحة نقدية إذا جاز التعبير لواحد من أهم النقاد و المراسلين السينمائيين. وقد حدد "سمير فريد" اختياراته الفيلمية علي نحو ما أشار إليه في مقدمة الكتاب: "الأفلام التي عبرت عن الثورات العربية. والأفلام التي واجهت الثورة المضادة معاً". والكتاب يمكن قراءته علي مستويين. المستوي الأول: المهرجانات السينمائية من زاوية أنها مدن. وفاعليات. وانتاج وصناعة. والمستوي الثاني: الأفلام والمسابقات والجوائز والنجوم والسينمائيين والنقاد والمراسلين الصحفيين. وإذا كان الكاتب استطاع أن يجمع ببراعة بين دور الناقد والمراسل الصحفي. في أداء مهني يشهد له بتميزه وتفرده. فإن القارئ يستطيع بدوره معايشة هذه الأجواء الفنية ومتابعتها عن كثب. فبجانب الخبر والمعلومة والتعليق والصورة. هناك أيضاً المقالات النقدية لأهم الأفلام المصرية والعربية والأجنبية. في سياق ايقاعي تتابعي لا يخلو من الاثارة والمتعة. ويشير "سمير فريد" إلي أبرز تحولات السياسات الانتاجية في السينما العالمية. وسقوط الحدود الفاصلة بين جنسية رأس المال. وجنسية الفيلم. وجنسية صانع الفيلم. ومن هنا يري أن لكل فيلم هويتين. هوية قانونية: مردها "منشأ الشركة المنتجة". وهوية ثقافية: مرجعها "رؤية صانع الفيلم وأسلوبيته في التعبير عن رؤيته". وربما يصطدم القارئ بتلك الاشكالية عندما تطالعه الأفلام مسبوقة بالتوصيف التالي: "الفيلم الفرنسي الإسرائيلي التركي". أو "الفيلم الجزائري الفرنسي الأمريكي البلجيكي". وذلك علي سبيل المثال لا الحصر. إن ما يميز الناقد الكاتب "سمير فريد" ويحسب له انه تعامل مع حرفته ومهنته "الصحافة السينمائية" أو "النقد السينمائي" بشكل مؤسسي. ومن هنا يعد مشروعه النقدي وبحق "المشروع الأهم والأبرز في تاريخ السينما العربية في النصف الثاني من القرن العشرين" ومن حسن الحظ إن هذا المشروع لايزال فاعلاً وحاضراً بقوة في حياتنا الثقافية والنقدية والسينمائية علي حد سواء".