2016 عام مزدهر في الكتب السينمائية إذ صدر خلاله في مصر عدد من أفضل الكتب التي تتناول قضايا وأفلاماً وشخصيات في السينما المصرية. وقد اختتمت بكتابين جديدين للناقد الكبير الرائد سمير فريد. فأنار الكتابان وتوجا الثقافة السينمائية والثقافة بوجه عام في مصر 2016. أحدهما بعنوان: "سينما الربيع العربي" صدر عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي أقيم في نوفمبر. والثاني بعنوان: "أفلام المخرجات في السينما العربية". صدر عن دار الهلال في نوفمبر أيضاً. وكل من العنوانين واضح ساطع في تحديد الموضوعين اللذين يتناولهما الكتابان. وحينما نقول "الناقد الرائد سمير فريد" فنحن نعني التعبير والمصطلح بكل ابعاده. فهو ينتمي إلي كوكبة من نقاد السينما وأعلام الثقافة السينمائية. ظهرت علي موجتين في خمسينيات وستينيات القرن العشرين. ويقف سمير فريد في صدارة موجة الستينيات. وبكل موضوعية ودقة لم تعد الكتابات النقدية والثقافة السينمائية بعد ظهور هذه الكوكبة وبفضلها كما كانت من قبل علي الاطلاق. وأثرت الحياة والآفاق فيما لحق في هذا المجال وحتي الآن. إذ حولت الكتابات والثقافة في السينما لدينا. مصرياً بل وعربياً ككل. من إرهاصات ومقدمات. إلي عالم النقد السينمائي كعلم. وتخصص حقيقي ورفيع. يقارن بأحدث المستويات وأعلي الذري في ذلك في العالم والعصر. وهكذا فهو: "دور رائد" بكل ما بالمصطلح من معان وجوانب. ويتميز سمير فريد وسط هذه الكوكبة بكتابات نقدية متنوعة ما بين النقد التطبيقي والبحث التاريخي ونشر الوعي السينمائي أي ما يعرف بالثقافة السينمائية. مما قدمه عبر كتابة منتظمة في الصحافة منذ منتصف الستينيات بالتمام "في جريدة الجمهورية" وحتي الآن في جريدة "المصري اليوم" مروراً بالكثير من المنابر الصحفية. وهو الناقد صاحب أكبر عدد من الكتب لناقد سينمائي عربي إذ تتجاوز الخمسين كتاباً. فضلاً عن "الدور الرائد" له في إنشاء مؤسسات متميزة ضرورية بداية من جماعة السينما الجديدة في أخريات الستينيات. وجمعية نقاد السينما المصريين في 1972 "ممثلة للنقد السينمائي المصري والعربي كعضو في الاتحاد الدولي "فيبريسي".." وغير ذلك كثير. وما أمتع أسلوب الكتابة لدي سمير فريد. إذ هو نموذج للسهل الممتنع. المحدد العلمي المدقق. وفي ذات الوقت بلمسة أدبية جميلة محببة. تمتع ولا تطمس المعني بل تبرزه أكثر وتضع من تحته خطوطاً. إنه الأسلوب البسيط الصافي الجلي. وفي نفس الوقت المتعمق النفاذ دون تبسيط. ويظل ككل الأساليب الأكثر أهمية في كل وسائل التعبير. مميزاً تعرف لأول وهلة صاحبه. من دون حاجة إلي قراءة اسمه ولكن تكفي إطلالة علي أسلوبه. ولي ذكري خاصة مع كتاب: "أفلام المخرجات في السينما العربية". إذ يتضمن الكتاب مقالاً نقدياً مسهباً متعمقاً لسمير فريد نشره علي حلقات في زاويته الصحفية "صوت وصورة" "بالمصري اليوم". عن فيلم "الخروج للنهار" وهو أول فيلم روائي طويل للمخرجة الشابة هالة لطفي. وقد ذكر لي يوماً سمير فريد. الأستاذ والصديق. أنه لظروف النشر اضطر لنشر المقال هكذا. فجاء في الزاوية علي خمسة أيام متتالية خلال الأسبوع الأول من شهر مايو 2014. إن فيلم "الخروج للنهار" من أفلام أحببتها. إلي درجة أني أردت أن أحتفظ بمذاق واستمتاع مشاهدة أول مرة ففضلت ألا اشاهده مرة ثانية حتي الآن!!.. كما انني أحببت مقال سمير فريد عن فيلم "الخروج للنهار". إلي درجة أني اكتفيت به. ووجدته يعبر عني. فلم أكتب عن الفيلم حتي الآن!!.. بل وجدته مقالاً يصل إلي ما يقارب الكمال في تناوله للفيلم. وهو في نظري نموذج ومثال للمرتبة الرفيعة والرؤية الحكيمة والنفاذ النقدي لدي ناقدنا القدير سمير فريد.. المعلم والصديق الحميم. الذي التقيت به وبنقده وتعلمت منهما. منذ بدايات تعرفي علي عالم السينما الرحيب الساحر.. ولا أملك حالياً سوي أن أدعو الله سبحانه وتعالي. باستمرار وفي كل وقت. بأن يمن عليه بالشفاء الكامل العاجل وبتمام الصحة والعافية والاقتدار الجميل المعهود.. لسمير فريد: الناقد الرائد والمؤرخ والمفكر.. الصديق الأستاذ.. والأستاذ الصديق.