تأتي زيارة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون لمصر اليوم علي رأس وفد وزاري كبير وبدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي في وقت تتطلب فيه الأوضاع العربية المزيد من التنسيق خاصة أن القاهرة وبيروت تجمع بينهما ملفات مشتركة تؤثر بشدة علي الأوضاع الداخلية بالبلدين. تعتبر زيارة الرئيس ميشال عون إلي مصر هامة جداً بالنسبة للبنان وفي مقدمتها الدور المصري البارز الذي تجلي علي الساحة السياسية في لبنان قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية وأدي فيما بعد إلي تسهيل إتمام الانتخابات ومن ثم تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري الذي حظي ومازال يحظي بدعم مصري هام. تأتي أهمية زيارة الرئيس ميشال عون إلي مصر من مدي إدراك المسئولين اللبنانيين لدور مصر الكبير علي صعيد أكثر من ملف عربي. لاسيما علي صعيد الأزمة السورية وما يمكن للقاهرة أن تقوم به علي صعيد إعادة توحيد الصف العربي. وعلي صعيد مكافحة الإرهاب الذي يعتبر عنواناً من العناوين الهامة التي ستطرح في صلب مباحثات عون في القاهرة نظراً لمدي تأثر كل من مصر ولبنان بهذه الآفة المشتركة. وتتفق كل من مصر ولبنان علي العديد من الأولويات ومن بينها ضرورة دعم الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الصعبة المتعلقة بعملية السلام وأيضا أهمية إعادة الاعتبار لمفهوم الدولة الوطنية وتحقيق الأمن والاستقرار لكل دول المنطقة بالإضافةإلي مواجهة آفة التطرف والإرهاب بكل حسم وعزم. ليس أمنياً فحسب بل فكرياً واجتماعياً وسياسياً كذلك. ومن المقرر أن تكون العلاقات الثنائية وسبل دعمها وكذلك الأزمة السورية علي رأس محادثات الرئيسين التي تبدأ فور وصول الرئيس عون إلي القاهرة خاصة أن العلاقات علي كافة المجالات تشهد ازدهاراً كبيراً. وتشمل زيارة الرئيس عون الكاتدرائية المرقسية ولقاء قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وزيارة مشيخة الأزهر حيث يلتقي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وكذلك لقاء الجالية اللبنانية في مصر. ويختتم عون زيارته للقاهرة غدا الثلاثاء بزيارة مقر الجامعة العربية ولقاء الأمين العام أحمد أبوالغيط. يذكر أن الوفد الوزاري المرافق للرئيس اللبناني في زيارته للقاهرة يضم كلاً من جبران باسيل وزير الخارجية والمغتربين ونهاد المشنوق وزير الداخلية وعلي حسن خليل وزير المالية ورائد خوري وزير الاقتصاد والتجارة وبيار رفول وزير الدولة لشئون رئاسة الجمهورية واللواء عباس إبراهيم مدير الأمن العام. من جانبه وصف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق نجيب ميقاتي العلاقات المصرية اللبنانية بأنها علاقات جيدة ومميزة علي مختلف الأزمنة لافتاً إلي أنه مهما اشتدت الخلافات السياسية أحياناً في المنطقة العربية فإنها لا تنعكس أبداً علي العلاقات المصرية اللبنانية. مشيراً إلي أن الجانبين المصري واللبناني في حاجة إلي مزيد من تطويرها لصالح الشعبين الشقيقين. أوضح أنه من الطبيعي بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة أن تكون مصر من أوائل الدول التي يزورها الرئيس عون نظراً لحجم مصر في المنطقة العربية ولحجمها في الواقع السياسي. أشار إلي أن مصر دائماً لها أياد بيضاء فيما يخص لبنان منوهاً إلي أن مؤتمر القاهرة في بداية الحرب اللبنانية عقد من أجل إنقاذ لبنان وكان بداية الحل للأزمة اللبنانية. وعن العلاقات الاقتصادية بين البلدين أشار إلي أن مصر سوق كبير جداً بالنسبة للبنان ويجب إعطاء حوافز للبضائع والصناعات في كلتا الدولتين للدخول إلي سوق كل منهما في إطار تنظيمي بطريقة متبادلة. أكد أن الصناعات المصرية صناعة جيدة جداً والبضائع المصرية منافسة للبضائع الغربية في الأسواق اللبنانية.. وإذا تمت المقارنة بين مصر والدول الغربية فمصر لها الأفضلية. أضاف أن الملف السوري من البديهي أن يكون علي مائدة مفاوضات أي محادثات ثنائية بين زعيمين وقائدين في المنطقة مشيراً إلي أن ما يحدث في سوريا أخذ الكثير من الوقت وراح فيه الكثير من القتلي والجرحي ويجب ألا يستمر هذا النزف للشعب العربي السوري. مشيراً إلي أن الحل الحقيقي هو الحوار بين النظام السوري والمعارضة متمنياً أن يصل إلي الحل المنشود لوقف هذا الجرح في الأمة العربية.