تلبية لدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تشهد القاهرة بعد غد، القمة المرتقبة بين الرئيس السيسى ونظيره اللبنانى ميشال عون. وتأتى الزيارة فى وقت تتطلب فيه الأوضاع العربية المزيد من التنسيق، خاصة أن القاهرةوبيروت تجمع بينهما ملفات مشتركة، تؤثر بشدة على الأوضاع الداخلية بالبلدين، وعلى أمنهما القومي. وسوف تتناول محادثات الزعيمين مجمل أوضاع المنطقتين العربية والشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة السورية وقضية مكافحة الإرهاب، ومواجهة مخططات التنظيمات المتطرفة، وسبل التنسيق الأمنى والمعلوماتى بين أجهزة الأمن فى كلا البلدين، وصولًا إلى مقاربة شاملة دعت إليها القيادة المصرية دائمًا فى هذا الشأن. ومن المقرر أن يشهد الرئيسان، توقيع عدد من اتفاقيات التعاون فى مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية وزيادة الاستثمارات المتبادلة، كما يجرى التحضير حاليًا لانعقاد اللجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة، برئاسة رئيسى وزراء البلدين، شريف إسماعيل وسعد الحريري، لوضع خطط العمل المشتركة الرامية للنهوض بمستوى التعاون على مختلف الأصعدة. وصرح السفير المصرى فى بيروت، نزيه النجاري، « للأهرام»، بأن مصر تتطلع بقوة لإنجاح تلك الزيارة، التى ستشهد تشاورًا بين قيادتى الدولتين حول القضايا السياسية المطروحة على الساحتين الإقليمية والعربية، علاوة على بحث آليات الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية. وقال السفير المصري، إن الرئيس السيسى كان أول من هنأ الرئيس عون بانتخابه، كما أن وزير الخارجية سامح شكرى كان أول وزير خارجية لدولة عربية يزور لبنان للتهنئة، ولتقديم الدعوة للرئيس عون لزيارة القاهرة. وشدد على أن لبنان بلد مهم، ليس لمصر وحدها، بل للعالم كله، لأنه يقدم نموذجًا يحتذى للعيش المشترك والتنوع، ويمثل عمقًا إستراتيجيا لمصر ولأمنها القومي، إضافة إلى أن لبنان شريك اقتصادى مهم جدا لمصر. ولفت النجارى إلى أن القاهرة تبنت منذ بداية « الفراغ الرئاسي» فى لبنان، مقاربة قامت على ضرورة التعجيل بحل الأزمة، وأن هذا الحل لا يمكن أن يأتى من خارج لبنان، بل إن على الأشقاء اللبنانيين الاضطلاع بمسئولياتهم، وتغليب منطق الحفاظ على الدولة ودعم مؤسساتها الدستورية. وأشار إلى أن وزير الخارجية شكرى زار لبنان فى أغسطس الماضي، للمساعدة فى إيجاد أرضية مشتركة يمكن أن تمثل بداية لحل الأزمة. وأوضح النجارى أن مصر ولبنان تتفقان على العديد من الأولويات، ومن بينها ضرورة دعم الشعب الفلسطينى فى هذه المرحلة الصعبة المتعلقة بعملية السلام، وأيضًا أهمية إعادة الاعتبار لمفهوم الدولة الوطنية، وتحقيق الأمن والاستقرار لكل دول المنطقة، بالإضافة إلى مواجهة آفة التطرف والإرهاب بكل حسم وعزم، ليس أمنيًا فحسب، بل فكريًا واجتماعيًا وسياسيًا كذلك.