بارقة أمل تشرق في سماء الصعيد بعد قرار الرئيس بإنشاء هيئة عليا لتنمية جنوب الصعيد خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني للشباب بأسوان وتعمل الهيئة علي الارتقاء بالخدمات العامة التي ظلت مهملة لسنوات طويلة. ومن جانبهم طالب أهالي الصعيد بسرعة الانتهاء من تشكيل الهيئة في اسرع وقت وان يشرف عليها شباب وقيادات من قلب الصعيد علي ان يتم تشكيل لجان تقصي للتعرف علي احتياجات الصعيد علي أرض الواقع قبل ان تبدأ الهيئة مهام عملها. كما يجب إعادة النظر في المشروعات التنموية والصغيرة حتي يتم توفير فرص عمل مناسبة للحد من الهجرة الداخلية للشباب. يقول عبدالله ناصر من أسوان يعاني الصعيد من الاهمال والتجاهل فقد تم حرمان الأهالي من ابسط حقوقهم في حياة كريمة مما يضطرهم إلي الهجرة من موطنهم الاصلي إلي العاصمة للبحث عن فرص عمل افضل وتحقيق مستوي معيشي متوسط ونترك أهلنا وزوجاتنا وابناءنا لذلك أهم ما يجب ان تركز عليه الهيئة في اعمالها هو توفير فرص عمل للشباب للحد من هذه الظاهرة المدمرة للأسرة المصرية. ويتفق معه ناصر فهمي من أسوان قائلا: إنه يجب الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تعد نواة للتقدم الاقتصادي في الصعيد مما ينعكس بشكل مباشر علي الجمهورية بأكملها كما أن هذه المشروعات ستعتبر صمام الأمام للشباب الضائع في الصعيد الذي ينجرف وراء الأفكار المتطرفة نتيجة الفقر والجهل وهربا من الوضع الاجتماعي والاقتصادي الطاحن الذي يعيشه. ويضيف حسين محمد من أسوان كان لي الشرف في حضور المؤتمر وقمنا باستعراض العديد من التحديات التي تواجه أهالي الصعيد وكان أبرزها قضية تمكين الشباب سياسيا واجتماعياً وان يكون لهم الأولوية في الهيئة لأنهم الأقدر علي التواصل مع الأهالي داخل القري والمدن النائية. كما تم القاء الضوء علي أهمية تنمية الصعيد اقتصادياً وسياحياً وصناعياً بحيث ينعكس ذلك علي تحسين الأوضاع المعيشية للمواطن. ويري مدحت مرسي من المنيا انه يجب ان تراعي مؤسسة الرئاسة قبل انشاء الهيئة الجديدة اعادة النظر للواقع المرير الذي يعيشه أهالي الصعيد منذ القدم وما يعانيه من تهميش وتجاهل لذلك يجب ان تبدأ الهيئة مهام عملها بتشكيل لجنة لتقصي الأوضاع واحتياجات أهالي الصعيد الحقيقية وان يتولي إدارة الهيئة من هم قادرون علي تنفيذ ما تم رصده من متطلبات الأهالي ولا يعنينا في شيء الاسماء والألقاب. ويطالب محمد سيد من قنا الهيئة الجديدة بالاهتمام باحتياجات المواطن الصعيدي وحقه الطبيعي في مرافق وخدمات عامة تم حرمانه منها طويلا فالعديد من القري مازالت محرومة من شبكة صرف صحي ادمية ويتعاملون بالطرنشات حتي الآن لذلك يجب إزالة كافة العراقيل والاجراءات الروتينية التي تعوق تطوير البنية التحتية وان يتم استكمال كافة المشروعات التنموية التي تمس حياة وحقوق المواطن المباشرة. ويشاركه الرأي أحمد علي من أسيوط قائلا نعاني منذ سنوات من عدم وجود شبكة أرضية لمياه الشرب ونضطر لاستخدام الطلمبات ونقل جراكن المياه من القري المجاورة حتي نفي باحتياجاتنا وقد قمنا بعرض المشكلة أكثر من مرة علي كل محافظ ومسئول دون جدوي ولا نحصل سوي علي الوعود فقط ورغم وجود محطة مياه جديدة بالقرب من قريتنا "المطيعة" تم انشاؤها منذ ثلاثة سنوات إلا أنه لم يتم افتتاحها حتي الآن لذلك نطالب بسرعة تشغيلها لأهميتها لقطاع كبير من أهالي ومدن أسيوط. ويشير محمود عبدالرحيم من سوهاج إلي أن ثورتي يناير ويونيو حملتا العديد من الامنيات والاحلام الغائبة للشباب الذي ظن انها قاربت علي التحقق لكن سرعان ما ضاع الحلم عندما اصطدم بالواقع ثم يأتي لقاء الرئيس ليبعث رسالة تفاؤل من جديد ليشعر الشباب انه مازال هناك أمل لذلك نطالب الرئيس ان يهتم بتوفير فرص للتدريب والتأهيل لتحسين قدرات الشباب في الصعيد علي المنافسة في أسواق العمل الجديدة حتي يتمكن من الوقوف بجانب الدولة في مواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجهها في الفترات المقبلة. ويطالب موسي حسين من قنا الدولة بالاهتمام بمدن وقري الصعيد واعطائها نفس الاهتمام والرعاية التي تحظي بها مدن ومحافظات القاهرة الكبري فنحن نعاني أشد المعاناة من توفير احتياجات اسرنا من المواد الغذائية حتي في الأزمات الطاحنة لا يتم النظر إلينا مطلقاً فمنذ أكثر من ستة أشهر ونحن لا نجد ابسط السلع التموينية من سكر وأرز وزيت حتي اسطوانات الغاز حرمنا منها لذلك يجب ان يكون هناك لجان تموينية متخصصة لمثل هذه الأزمات. وتري مها سيف الدين من النوبة ان المرأة في الصعيد تعاني من الاهمال والتهميش علي الرغم من انها تمثل قطاعاً مهماً سواء علي مستوي الأسرة أو المجتمع فالعديد من النوبيات يمارسن المهن اليدوية ويتميزن بمنتجات لا مثيل لها في العالم. لذلك نطالب بإعادة النظر في أوضاع المرأة الصعيدية في المطلق والمرأة النوبية بالأخص وتطوير الصناعات اليدوية والحرفية وافتتاح أسواق جديدة لتسويقها بما يليق بها حيث انها مصدر دخل كبير العديد من السيدات المعيلات في الصعيد والنوبة. ويقول أحمد مفضل من قرية العقال قبلي أسيوط نعاني أشد المعاناة من عدم وجود مساكن أو شقق سكنية ويضطر الأهالي للتعدي علي أملاك الدولة والبناء عليها لحل الأزمة ثم التصالح ودفع الغرامات الخيالية التي لا نستطيع تحملها. كل ذلك في ظل اهتمام واضح من وزارة الإسكان بتخصيص مشروعات الإسكان الاجتماعي لسكان القاهرة الكبري فقط لذلك نطالب بالنظر إلينا وإقامة مشروعات سكنية متخصصة لأهالي الصعيد وشبابها. ويضيف أحمد عماد أن الصعيد هو القطاع المغيب في الجمهورية فقد تم حرمانه من كافة حقوقه فلا توجد مساجد ولا مراكز شباب ولا بنوك ولا صرف صحي ولا كهرباء ولا مياه لذلك فالأمر يحتاج مزيداً من الوقت والجهد للوقوف علي الاحتياجات الأساسية وتحديد الأولويات التي يجب البدء فيها وعلي الجميع ان يعي ان الاصلاح سوف يستغرق مزيداً من الجهد والتكاتف.