اقترب منتخبنا الوطني من تحقيق الحلم بالتتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية فلم يصبح أمامنا سوي عبور العقبة البوركينية الليلة والتأهل إلي النهائي القاري بعد غياب 7 أعوام وتحديداً منذ نهائي 2010 التي أقيمت بأنجولا. وقبل انطلاق العرس الأفريقي لم يتفاءل البعض بإمكانية عبور منتخبنا الوطني مرحلة المجموعات بسبب طريقة الفكر التكتيكي للمدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر.. لكن تحقق الهدف الأول وهو التأهل لربع النهائي لنصطدم بالمغاربة.. وتكرر نفس السيناريو وتشاءم البعض من فرص عبور أسود الأطلس لكننا عبرنا. لذا فإنه بعد الوصول إلي المربع الذهبي وبصرف النظر عن نتيجة مباراتنا اليوم فإنني أعتبر أن الوصول إلي نصف النهائي هو إنجاز في حد ذاته وأثبتنا للجميع أن الريادة الأفريقية في المقام الأول والأخير هي مصرية 100%.. وسنقول جملة لكوبر هي "إحنا آسفين.. ياكوبر". أما الحارس عصام الحضري فعلي الرغم من كبر سنه وبلوغه 44 عاماً إلا أنه في الملعب يظهر وكأنه شاب في العشرينات من العمر وهذا يدل علي مدي الإصرار والعزيمة التي يمتلكها الحارس العملاق والذي أمنحه لقباً جديداً وهو "الأسد". الرجولة الدفاعية هي عنصر يتواجد في الرباعي علي جبر وأحمد حجازي والمحمدي وفتحي ولابد أن نرفع لهم القبعة علي المجهود المبذول ورغبتهم في تحقيق إنجاز لهم.. وهو نفس الأمر بالنسبة للسعيد الذي رسم البسمة وكهربا الذي نور الدنيا.. وصلاح النجم المتألق. ورغم كل ذلك.. لابد من الحذر في الموقعة البوركينية فالمنافس أداؤه مختلف تماماً عن أي منتخب آخر واجهناه فهو يمتلك في صفوفه مجموعة متميزة من اللاعبين أصحاب المهارات الفنية والبدنية العالية.. لذا فإن الحذر مطلوب. ودعونا نتفاءل.. فبوركينا فاسو هي مصدر السعادة والابتسامة لنا دائماً فلو رجعنا بالذاكرة إلي الوراء في أمم أفريقيا 1998 عندما واجهنا بوركينا في المربع الذهبي ونجحنا في اجتيازها بهدفين دون رد.. لذا فإن كل ما تطلبه الجماهير هو أن يتسلح اللاعبون بروح جيل الراحل محمود الجوهري. في النهاية.. كل شيء يصب في صالحنا سواء من ناحية الخبرة والإمكانيات أو من الناحية التاريخية.. فهل سنجد أنفسنا محلقين في نهائي الجابون؟