يوماً بعد يوم تتأكد أهمية الاجتماع الدوري لمؤتمر الشباب تحت رعاية وحضور ومشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي.. وفي تقديري أن اجتماع المؤتمر في أسوان يشكل أهمية خاصة.. لأنه أوضح أهمية انتقال المؤتمر إلي المحافظات.. وتواصل الحوار مع أهالي المحافظات. محافظة بعد أخري. حتي يمكن مواجهة وحل الكثير من المشكلات التي يثيرها الحوار والذي يأخذ بلا شك روح المحافظة التي عقد أو سيعقد فيها إذا استقر الأمر علي انتقاله بين المحافظات. وقد أسفر عقد المؤتمر في أسوان عن نتائج بالغة الأهمية. في كل المجالات. وأدي أيضاً إلي قرارات هامة سوف يكون لها تأثير بالغ علي التنمية في صعيد مصر. ولا أريد أن أعدِّد هنا هذه القرارات. وإنما أقول إن الكل خرج من هذا المؤتمر رابحاً.. وعلي رأسهم بطبيعة الحال الدولة التي تتيح لها أن تلمس بوضوح نبض الشارع. وأن تتعرف علي مشاكله علي الطبيعة.. وأنتج أيضاً لهذا الشارع أن يخرج بعدد من النتائج الإيجابية حلاً لمشاكله.. ووضعاً للتنمية فيه علي مسارها الصحيح.. فضلاً عن أن أسوان ستصبح مركزاً اقتصادياً وثقافياً وسياحياً لكل أفريقيا. ومع كثير من الحلول التي وضعت القرارات التي صدرت. أجد أن السياحة هي أحد الرابحين الأساسيين في زيارة الرئيس لأسوان.. لقد أكد الرئيس خلال حواراته مع الشباب أهمية السياحة.. وأشار إلي قوي الشر التي تحاول هدمها. وقال إن السياحة تعتمد علي الأمان والسلام.. وأكد أن السياحة لو كانت مستقرة علي مدار الأربعين عاماً الماضية لما احتاجت الدولة إلي شيء آخر غيرها.. وهو يشير في هذا إلي معاناة السياحة من الإرهاب الذي بدأ في الثمانينات والتسعينات وتواصل حتي الآن.. ويقول الرئيس لو أن السياحة كانت مستقرة ما احتاجت الدولة إلي عمل شيء.. وهو في هذا يعني بلا شك أن السياحة هي صناعة الصناعات.. فهي تقود وراءها أكثر من 72 صناعة وخدمة.. وتنتعش بانتعاشها كل الصناعات وكل الخدمات.. بل كل فروع الاقتصاد.. كما يوفر كل مليون سائح مائتي فرصة عمل. وزيارة الرئيس لأسوان بلا شك قدمت لأسوان مكاسب سياحية هائلة.. وسوف تكون هذه الزيارة والأنشطة التي قام بها الرئيس في رحلاته النيلية أو لقائه بالسياح.. سبباً هاماً في الترويج للسياحة إلي أسوان. لقد ظلمت أسوان سياحياً.. طوال السنوات الماضية.. وبعد أن كانت مشتي لسياحة أصحاب الملايين.. لم تعد كذلك بعد تغير أنماط السياحة وبعد ضعف الترويج لها.. مع أن أسوان يمكن أن تكون مشتي لنجوم الاقتصاد والفن في العالم. كما هو الحال في مراكش التي يقتني الكثيرون من هؤلاء النجوم بيوتاً فيها.. وأسوان تفوق مراكش في كل شيء.. ولكن ينقصها الترويج لها.. وتأتي زيارة الرئيس السياسي لها لتلقي الأضواء علي هذه المدينة الجميلة.. وعلي إمكاناتها السياحية الهائلة. نريد أن ننهي الظلم الذي تتعرض لها مدينة أسوان.. بالترويج المباشر لها كمقصد سياحي مستقل.. وفريد أيضاً.. أسوان تأتي بعد الأقصر في الزيارات.. لأن الترويج لها لا يضع أمام العالم إمكانات هذه المدينة.. ومدنها الأثرية في أبو سمبل وكوم أمبو وأدفو. وعندما انتعشت سياحة الفنادق العائمة في النيل.. سحب هذا النجاح الكثير من رصيد أسوان.. وعندما ربطت السياحة الشاطئية بالسياحة الثقافية في صعيد مصر.. كان نصيب الأقصر أيضاً نصيب الأسد.. فالسياحة تأتيها من البحر الأحمر.. ويصعب أن تتجه بعد ذلك إلي أسوان. أسوان تحتاج إلي ترويج سياحي بصورة مختلفة من ألوان الترويج.. أسوان تمتزج فيها الطبيعة الجميلة بفرص سياحة الاسترخاء والاستجمام وأيضاً الاستشفاء.. وكذلك مع الآثار.. فيها وحولها.. في أبو سمبل وكوم أمبو وأدفو.. أسوان كل هذا.. مع الفنادق العائمة التي ترسو علي شاطيء نيلها.. أو تبحر في بحيرة ناصر.. أسوان وكل هذا المنتج السياحي المتعدد الوجوه. تحتاج ترويجاً وتسويقاً مستقلاً كمنتج سياحي فريد.. ومقصد سياحي فريد.. ومقصد سياحي جميل.. وقد افتقدنا هذا تماماً.. فأهملنا هذا الكنز الفريد وأسهمنا في حالة الركود الظالمة التي يعاني منها صعيد مصر. وتأتي رحلة الرئيس السيسي في نيل مصر.. ومشاهد الطبيعة الخلابة والجميلة في أسوان.. ويراها العالم كله مباشرة علي الهواء.. ليتأكد أمام الجميع أولاً وقبل كل شيء ما تتمتع به أسوان ومصر بالتالي من أمن وأمان.. ولتسهم هذه الرحلة في دحض الصورة الذهنية المشوشة من مصر والتي يحاول أهل الشر إلصاقها بهذا الوطن.. ليحاربوا الوطن وأهله.. وليصدوا عنه السياحة والاستثمار في سعيهم الإجرامي لهدم الوطن.. الأمر الثاني أن هذه الرحلة القصيرة في نيل مصر.. تقدم صورة "ممتدة المفعول".. وتظهر ما تتميز به أسوان ونيلها من طبيعة جميلة.. نعم هذه الرحلة القصيرة في نيل أسوان.. مع باقي المعالم السياحية التي زارها الرئيس السيسي.. هي دعوة مفتوحة للجميع في مصر وعالمها العربي لزيارة أسوان مصربالتالي واستكشاف ما تضمه أسوان من فرص رائعة للإجازات.. وهي ضوء كاشف يظهر إمكاناتها السياحية للسائح المصري وللسائح العربي أيضاً علي وجه الخصوص.. فضلاً عن السائح الأجنبي.. خاصة وقد حرص الرئيس السيسي علي الإلتقاء بالسياح ومصافحتهم والتقاط الصور التذكارية معهم. لقد فتحت زيارة الرئيس إلي أسوان الباب أمام تنمية واسعة ليس لأسوان فقط.. وإنما لكل صعيد مصر.. وعلي أهل السياحة في أسوان ألا يفوتوا هذه الفرصة.. وأن يمسكوا بتلابيب أي مسئول يتقاعس عن البدء فوراً في البناء علي هذه الزيارة الكاشفة لهذا الكنز المصري في أسوان.. ومصر بحمد الله مليئة بكنوز لا حصر لها.. في كل مكان.. وتحتاج إلي من يكشف الغطاء عن هذه الكنوز غير المستغلة.. ويزيل عنها الغبار.. وهذا حديث آخر بإذن الله.