أحمد موسى: زيارة الرئيس السيسي لمركز قيادة الدولة الإستراتيجي «رسالة مهمة»    النفط يسجل مكاسب أسبوعية وسط مخاوف الإمدادات بالشرق الأوسط    رصف الطرق الحيوية بمدينة البلينا جنوب سوهاج    «الفرصة الأخيرة اليوم».. طريقة حساب فاتورة الغاز لشهر «أبريل 2024»    انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريطاني    إدخال 4000 شاحنة مساعدات لغزة من معبر رفح منذ أول أبريل    الزمالك يفوز على طلائع الجيش ويتأهل لنهائي كأس مصر للطائرة رجال    لمكافحة الفساد.. ختام فعاليات ورش عمل سفراء ضد الفساد بجنوب سيناء    مسعود يتابع الاختبار الشفوي لطلبة التمريض بالشرقية    أسستها السويسرية إيفلين بوريه، قصة مدرسة الفخار بقرية تونس في الفيوم (فيديو)    وسط حشد جماهيري كبير.. أحمد سعد يشعل أجواء حفله بولاية هيوستن الأمريكية|صور    مدبولى يشارك فى المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض نيابة عن الرئيس السيسى    حزب "المصريين" يُكرم هيئة الإسعاف في البحر الأحمر لجهودهم الاستثنائية    تعرف على أفضل 10 مطربين عرب بالقرن ال 21 .. أبرزهم الهضبة ونانسي والفلسطيني محمد عساف (صور وتفاصيل)    توقعات عبير فؤاد لمباراة الزمالك ودريمز.. مفاجأة ل«زيزو» وتحذير ل«فتوح»    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    طارق يحيى مازحا: سيد عبد الحفيظ كان بيخبي الكور    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    بعد جريمة طفل شبرا الخيمة.. خبير بأمن معلومات يحذر من ال"دارك ويب"    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    الرضيعة الضحية .. تفاصيل جديدة في جريمة مدينة نصر    كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية.. لقاء تثقيفي في ملتقى أهل مصر بمطروح    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    مدير «تحلية مياه العريش»: المحطة ستنتج 300 ألف متر مكعب يوميا    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قطاع الأمن الاقتصادي يواصل حملات ضبط المخالفات والظواهر السلبية المؤثرة على مرافق مترو الأنفاق والسكة الحديد    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    أبو الغيط من بغداد: جريمة الإبادة في غزة ألقت عبئا ثقيلا لا يمكن تحمله    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



25 يناير ثورة شعب حماها الجيش وأفسدها الإخوان
نشر في الجمهورية يوم 25 - 01 - 2017

ست سنوات ليست فترة كافية لتقييم ثورة 25 يناير فآثار هذه الثورات لا يظهر إلا بعد عقود من الزمن.. خاصة مع كم الاسرار الذي يتكشف لنا كل يوم عن ثورات الربيع العربي وآخرها اعتراف "ترامب" في خطاب تنصيبه ان الولايات المتحدة خسرت مليارات الدولارات في محاولتها لتغيير الأنظمة العربية.. ما السؤال الذي يطرح نفسه ولم نجد له إجابات حاسمة حتي الآن هو نسبة الحراك الثوري الحقيقي للشعب في 25 يناير قبل ان تسقط الثورة في يد العملاء والإخوان؟
حتي وقت قريب سادت مقولة ان الثلاثة أيام الأولي من الثورة كانت حراكاً سياسياً حقيقياً ضد الفساد والتوريث وتغول السلطة علي المواطن بعدها سقطت التمرة في يد الفئة الوحيدة المنظمة وهي الإخوان.
لكن ما يتكشف كل يوم يجعل حتي هذه المقولة علي المحك في أننا كنا جزءاً من مشروع الربيع العربي الذي بدأ بتونس ثم مصر وليبيا وسوريا والعراق وان هذا المشروع مهد له في مصر منذ عام 2000 بظهور بعض الحركات الثورية وتجلي في زيارة أوباما لمصر عام 2005 وخطابه الذي حرص علي ان يوجهه للتيارات الإسلامية من جامعة القاهرة.
اليوم تتم "25 يناير" عامها السادس والحقيقة الوحيدة ان الشارع المصري مازال منقسماً حولها البعض يراها مؤامرة كبري خسائرها تحتاج عشرات السنين لإصلاحها والبعض الآخر يؤكد أنها ثورة شعب أنهت عقوداً من الفساد والإحباط ويتفق مع هذه الفئة السياسيون ورجال الأحزاب مشيرين إلي انها كانت بداية السقوط التاريخي وللأبد لمشروع الجماعة.
الاقتصاديون يرون فيها "رب ضارة نافعة" فهي خلقت هزة عميقة في الاقتصاد لكنها كانت بداية إصلاحه عبر مشروعات قومية عملاقة وشبكة حماية اجتماعية وخلق مناخ استثماري جيد والقضاء الجاد علي الفساد وانها كشفت في نفس الوقت عن معدن أصيل للشعب المصري الذي يحترق يومياً بنار الشهداء والأسعار.
الشباب علي الجانب الآخر يرون أنه لولا 25 يناير ما كانت 30 يونيه التي أعادت بناء الدولة الحديثة مشيرين إلي انها كانت ثورة حقيقية بدليل انحياز الجيش لها. لكننا وحين نضع 25 يناير في الميزان من المهم ان نذكر انها كسرت حاجز الخوف وعززت ارادة المواطن المصري وحقه في تقرير مصيره.. صالحته علي صندوق الانتخاب الذي خاصمه طويلاً وفتحت علي الجانب الآخر طريقاً صعباً لاستقلال القرار المصري قطعنا فيه أشواطاً لكن النجاح مازال بعيداً بفعل ثالوث الشر الإخوان والطابور الخامس وقوي الاحتكار لكن المصريين مصرون علي السير فيه خلف قيادتهم مهما كلفهم ذلك من صعاب.
المواطنون :
المؤيدون: قضت علي فساد مبارك وأوقفت سيناريو التوريث
المعارضون: مؤامرة اعترف بها "ترامب" ونحتاج لسنوات لإصلاح خسائرها
سماح صابر- سامح السيد
انقسم المصريون ما بين مؤيد ومعارض لثورة يناير بعد مرور 6 سنوات عليها فالبعض يري ان الشعارات التي رفعتها الثورة وهي عيش. حرية. عدالة اجتماعية لم تتحقق علي أرض الواقع بينما ازداد الفقراء فقراً ومعاناة وانكشفت المؤامرة أخيراً بعد تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ان أمريكا انفقت المليارات لتغيير الأنظمة العربية ويري مؤيدوها انها قضت علي سنوات الفساد وعلي نظام مبارك ومنعت التوريث الذي كان يخطط له وان الثورة مازالت مستمرة وفي انتظار تحقيق أهدافها.
مايكل مسعود - محام -: أري ان 25 يناير ثورة حقيقية شارك فيها الشعب بكافة أطيافه فكنا نجد في ميدان التحرير المسلم والمسيحي يداً واحدة وكنا نجد متظاهرين من جميع الفئات حيث كنا نجد الفقير والغني الطبيب والعامل وأري ان الثورة لم تحقق أهدافها بسبب عدم وجود قائد لها وأري انها مازالت مستمرة وستحقق أهدافها وسوف أشارك في احتفالات الثورة مثلما أشارك كل عام.
ويشاركه الرأي مدثر حازم - طالب - ويضيف بعد 6 سنوات من ثورة 25 يناير لم تحقق أهدافها من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وذلك لعدة أسباب منها الخلاف الذي نشب بين الثوار بعد تنحي مبارك وذلك بسبب النزاع علي الكراسي بالاضافة إلي تآمر نظام مبارك بالتعاون مع الدولة العميقة عليها ولكن ستظل هذه الثورة حدثا سيقف أمامه التاريخ طويلاً.
ويشبه محمد أحمد - طالب - ثورة يناير برصاصة الصوت التي ينتج عنها صوت مرتفع جداً ولكن بدون أي تأثير فالثورة بالفعل كانت حدثاً تاريخاً وشارك فيها ملايين المصريين ولكن لم ينتج عنها أي شيء فأهدافها لم تتحقق بل بالعكس كانت لها آثار سلبية سواء اقتصادية أو أمنية أو غيرها من السلبيات التي خلفتها.
ويؤكد محمد لاشين - موظف - بالرغم من فشل ثورة 25 يناير في تحقيق أهدافها لكن لولاها لكان محمد حسني مبارك مازال يحكم مصر بالرغم من فشله وانتشار الفساد في عهده حيث انه كان يخطط الا يترك الحكم الا بعد وفاته وهو مازال حيا حتي الآن وكذلك أفشلت فيلم التوريث الذي كان يرسمه حتي يورث الحكم لابنه جمال بعد وفاته.
محمد شعبان - مهندس - يري انه بالرغم من مرور 6 سنوات علي الثورة واتهام البعض لها انها لم تحقق أي ايجابيات إلا أنني أري انها حققت بعض الايجابيات مثل خلق روح الايجابية عند المواطنين فقبل الثورة لم يكن يهتم أحد بالمشاركة في أي انتخابات سواء مجلس الشعب أو الرئاسة أو الاستفتاء علي الدستور ولكن بعد الثورة الأمر اختلف بعد 25 يناير حيث أصبح المصريون أكثر ايجابية ويحافظون علي المشاركة في جميع المحافل الانتخابية.
توفيق مراد - معاش - يري ان ثورة يناير عظيمة ازالت عبئاً كبيراً من علي اكتافنا وذلك بالتخلص من فساد مبارك وأعوانه وان كان تسلق الكثيرون عليها وسرقوها من الشباب ليصلوا للحكم لكن جاءت ثورة 30 يوليو لتصحيح المسار والقضاء علي الفساد والآن يتم القبض علي كبار مسئولي الدولة في قضايا فساد وأصبح القانون لا يفرق وهذا عكس أيام نظام مبارك فالفاسدين كانوا فوق القانون مما ساهم في سرقة البلاد وإهدار حقوقها وأموالها وتهريبها للخارج.
ويختلف معهم في الرأي محمد جمال - صاحب شركة - ويؤكد ان ثورة يناير فشلت ولم تأت علي مصر سوي بالخسارة والدليل الوضع الاقتصادي السييء التي تشهده البلاد منذ 25 يناير وأري أن مصر أمامها ما لا يقل عن 20 عاما حتي تقوم بإصلاح ما أفسدته 25 يناير وما بعدها.
ويشاركه الرأي مجدي أحمد - مهندس - ويضيف اعتقد ان 25 يناير مؤامرة خارجية علي مصر وللأسف مازالت مصر تعاني من هذه المؤامرات سواء كانت داخلية أو خارجية ففي الداخل يوجد من يحاول اسقاط البلاد خاصة من التجار الذين يقومون برفع الأسعار بطريقة جنونية مما يثير غضب الفقراء ويمهد لثورة جياع ولذلك يجب علي الحكومة ان تكون علي وعي بمثل هذه المؤامرات.
ويقول محمد شاهين - عامل - اعرف ان أي ثورة تدفع البلد للتقدم وهذا عكس ما حدث في مصر بعد ثورة يناير ولذلك أنا ضدها وأري انها فاشلة وأتمني ان يصلح الله حال مصر ويخرجها من الظروف الاقتصادية الصعبة.
طبعا مؤامرة هذا ما يؤكده سامح خليل - معاش - ويضيف إذا نظرنا إلي حال الدول التي شاركت مصر فيما يسمي بالربيع العربي سنجد انها دخلت في صراعات مريرة وتحولت إلي جزر منعزلة وكلنا شاهدنا كلمة الرئيس الأمريكي الجديد ترامب الذي أشار فيها إلي أن أمريكا اضاعت المليارات لتغيير الأنظمة العربية وهذه دليل علي ان أمريكا لها دور في اندلاع ثورة يناير ولكن علينا الا ننظر للخلف ونعمل بجدية حتي نستعيد ما فاتنا في جميع المجالات.
يشاركه الرأي فتحي ابراهيم - معاش - ويضيف اسوأ حالة اقتصادية مرت علي مصر في تاريخها الفترة التي ما بعد 25 يناير وخاصة بعد قرار تعويم الجنيه فالأسعار اشتعلت والمواطن لا يستطيع ان يلبي احتياجات اسرته ولذلك اري ان 25 يناير ثورة فاشلة لم تحقق أي نجاح.
وفي رأي هاني حسن - موظف - ان ثورة 25 يناير فاشلة ولم نجن أي ثمار منها فمن المفترض انها قامت من أجل نصرة الغلابة والفقراء ولكن العكس ما حدث هو زيادة الفقراء وانضمام الطبقة المتوسطة لها وما يحدث الآن من تفاقم الأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة يدفع ثمنها الفقراء وأصبح هناك مصريون يأكلون من صنادق القمامة.
أمينة عبدالباسط - ربة منزل - تؤكد ان ثورة يناير ليس لها أي جدوي علي الشعب المصري كفانا احتفالات بالثورات والمظاهرات وحان الوقت لأن يعمل الجميع حتي تتحسن الأوضاع الاقتصادية فالجميع شاهد الحال الذي نعاني منه الآن فالأسعار مرتفعة والشباب يجلسون علي الأرصفة والمقاهي لا يجدون عملا.
حمدي نجيب - صاحب محل - يضيف ان مصر خسرت كثيرا من ثورة يناير وكفي ضياعا للوقت وعلينا العمل والإنتاج حتي تدور عجلة الاقتصاد فكلما شاهدنا كيف أصبح الوضع الاقتصادي بعد قرار الحكومة غلق "حنفية الاستيراد" نشعر بالمأساة بعد نقص السلع وغلاء الأسعار.
الشباب:
كشفت العملاء والخونة
فتحت الأبواب بعد 30 يونيو لبناء الدولة
وليد شلتوت - أمجد لطفي
6 سنوات انقضت منذ انطلاق ثورة 25 يناير التي نجحت في أشياء وأخفقت في أخري وقد تباينت رؤي الشباب حول تقييم وتقدير نسب النجاح والاخفاقات وأكدوا ان الثورات قادرة علي التمحيص وكشف العملاء والخونة وهناك من يقفون بنصف الطريق ولا يستطيعون استكماله لكن هناك حراكا شعبيا يحسم الموقف ويحدد الاتجاه ويعطي الثقة لمن يستحق وليست ثورة يناير استثناء من ذلك ستظل في ذاكرة الوطن ولن ننسي هذه الانتفاضة المجيدة من صفحات الكفاح الوطني لشعب مصر.. كانت ثورة للشعب حماها جيشه الوطني اسقطت حكم الفساد وفتحت الأبواب بعد 30 يونيو لكي نبني الدولة التي نحلم بها ولكي نعوض السنوات العجاف من التراجع في كل المجالات ومازلنا في انتظار اهداف الثورتين مع تحمل الظروف الصعبة علي أمل تحقيق الحلم في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
في البداية يري اشرف عيسي قيام ثورة يناير سببه ان هناك نظاما افقده الفساد القدرة علي الاستمرار وهناك شعب يبحث عن العدل والحرية والكرامة وقامت ثورة يونيو لتستعيد الأمل وتسقط حكم الإخوان الفاشي وتعيد فتح الطريق أمام تحقيق إرادة الشعب في بناء دولته المدنية الحديثة.
يشاركه الرأي عماد حمدي قائلاً في الذكري السادسة لثورة يناير يجب الا ننسي أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لتفتح أبواب العدل والحرية التي كانت مغلقة والتي لم تفقد الأمل حين تسلق الاخوان والعملاء علي السلطة والتي عادت لتسترد ثورتها في 30 يونيو ولتبدأ مسيرة الإصلاح المطلوب وتصمد أمام كل الصعوبات والتحديات وتقاتل الإرهاب وأوهام الفاسدين.
بينما يضيف أحمد عبدالمنعم ان اهداف ثورة يناير نبيلة في حد ذاتها فقد كانت تنادي بالحرية والعيش والعدالة الاجتماعية ولكنها انحرفت عن المسار الصحيح بسبب الاشخاص الذين ظهروا علي الساحة وحولوها من هدف سام لتحقيق آمال الناس في غد أفضل إلي سبوبة يبغون من ورائه حصولهم علي أقصي مكاسب ممكنة.
ويشير محمود حسين محمود: لولا ثورة يناير ما كنا سرنا علي الطريق السليم لإصلاح ما افسده الدهر وكلنا نعلم ان الطريق صعب وغير ممهد ومليء بالألغام وقوي الشر التي تحاول عرقلة اهداف الثورة النبيلة والتي تسعي ثورة يوليو حاليا لاقتلاع وهدم معاقل الفساد التي توغلت وتأسست في كل المؤسسات والهيئات التي بينتها بكل وضوح الثورتيان وجعلت من الشعب رقيبا علي ما يحدث وأصبح لا يخفي علي أحد كل مظاهر الفساد مهما كانت سلطتها وتجلي هذا بوضوح في محاكمات الرؤساء والوزراء.
ويوضح جمال حسين ان ثورة يناير كانت بالنسبة للمصريين حلم طال انتظاره بسبب الظلام والفساد الذي تفشي في جميع مؤسسات الدولة وقضي علي كل آمال الإصلاح والتطوير في شتي المجالات من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير حياة آدمية وكريمة لكل مواطن حيث شهدت الساحة كثيرا من التغيرات اهمها حصول المواطن علي رغيف الخبز بآدمية بعد تطبيق منظومة الخبز وحصل كل من الاطباء والمدرسين علي الكادر الخاص وتعيين غالبية العمالة الموسمية في شتي الوزارات.
يشاركه الرأي تامر القاضي قائلا ان ثورة يناير قامت بسبب غياب أوجه العدالة الاجتماعية علي كافة المستويات وعدم وجود فرص متكافئة للمواطنين في الحياة والمشاركة السياسية والحصول علي الرعاية الصحية والتعليمية وحق السكن وفرص العمل والمشاركة الاقتصادية والاجتماعية عموما وعدم وضع الضوابط الكفيلة بتقليل الفوارق بين الطبقات فضلا عن الساحة السياسية خاصة مجلس الشعب الذي كان يمارس معارضة مزيفة لم ولن تفيد أماني وأحلام المصريين.
ويوضح عبدالله السيد ان ثورة يناير كانت مجيدة بأهدافها السامية ليست لها أي علاقة بما يحدث الآن من قريب أو من بعيد نتيجة السياسات والإجراءات الخاطئة التي تنتهجها الحكومات لعدم وجود الرؤية أو الاستراتيجية الواضحة والمحددة للتعرف علي طبيعة المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد التي يمكن من خلالها تحقيق اهداف الثورة.
وعلي النقيض بهاجم سامح عبدالمنعم ثورة يناير بشدة واصفها بأنها كانت بمثابة نكسة وليست ثورة فقد أخرجت أسوأ ما في المصريين وتصدر المشهد اشخاص وصفهم بأن أغلبهم من اصحاب المصالح الذين يفتقدون الحنكة السياسية ويعملون وفق مصالحهم الشخصية دون المصالحة العامة وساعدهم في ذلك وجود سياسيين قدماء عفي عليهم الزمن إلي جانب الأحزاب الكرتونية صاحبة الأصوات الحنجورية بدون طائل ولا أي ثقل سياسي.
ويضيف محمود حسين ان ثورة يناير أظهرت لنا اشخاصا تجسد أزهي سنوات الفساد قبل يناير تتصدر المشهد حتي الآن وتحاول ان تعيدنا إلي النفق المظلم من خراب ودمار متاجرين بشعارات زائفة ليس لها طائل وتنفق الأموال الطائلة لكي يكون لهم حضور في المشهد السياسي يتم العبث عن طريق الاعلام المملوك لهم أو المتعاون ولتصوير الأمر وكأن إلي شعب قد خرج في 30 يونيو لكي يعيد حكم الفساد وكأن جيش مصر الذي حمي ثورة الملايين في 30 يونيو ليس نفس الجيش الذي حمي تحركها في ثورة يناير.
السياسيون والأحزاب:
بداية السقوط التاريخي لمشروع الجماعة الإرهابية
ميرفت عبدالله
أجمع السياسيون علي أن ثورة 25 يناير كانت ثورة شعبية بكل المقاييس أحدثت حراكاً سياسياً وشعبياً كبيراً من كافة فئات المجتمع من أجل التغيير للأحسن والقضاء علي الفساد الذي امتد ثلاثين عاماً وكذلك لإلغاء فكرة التوريث وكان لها أهداف اجتماعية عيش حرية عدالة اجتماعية لكن لم تتحقق كل أهدافها بسبب سطو الإخوان عليها لتحقيق أهداف ومصالح شخصية.
علي عبدالونيس - عضو مجلس النواب يقول إن ثورة 25 يناير أشعلت وأضاءت حركة التنوير للشعب المصري فأصبح مشاركاً في الحياة السياسية فلم يكن يعرف صناديق الانتخابات ولكنه الآن يذهب ويدلي بصوته ويختار من يراه مناسباً له ويعبر عن رأيه كما أنها قضت علي حقبة من الفساد من خلال الحزب الأوحد "الوطني" فبعد الثورة أصبح هناك مجال كبير للديمقراطية وبالتالي تم منح الأمل للشباب وبالتالي ظهر الانتماء بكافة معانيه لكل فئات المجتمع وأصبحت أكثر وعياً ولا تنساق نحو دعاوي التخريب والتدمير كدعوة 11/11 وغيرها من الدعاوي.
ويشير محمد أبوحامد - عضو مجلس النواب إلي إن الثورة كانت شعبية قامت لأسباب واضحة هي القضاء علي الفساد والمحسوبية الذي امتد 30 عاماً وأدي إلي تدهور التعليم والصحة وغيرها والتوريث وأسقطت أصحاب الكيانات وأصحاب المصالح وان كان البعض حاول خطفها لخدمة مصالح شخصية بالاضرار بالوطن كالإخوان الذين خرجوا بالثورة عن أهدافها الحقيقية.
عادل عامر - رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية يقول إنها منحت الفرصة لكل الأجيال للمشاركة السياسية وشجعت كل السلطات التنفيذية والتشريعية والمؤسسات علي القيام بدورها فقد حدث تغيير شامل في النظام السياسي بعد تنحي مبارك ونظامه المستبد وتولي الجيش حكم البلاد في الفترة الانتقالية والصراعات السياسية التي شهدتها مصر بعد نجاح ثورة 25 يناير علي الكراسي دون الاهتمام بالمصلحة العامة للبلاد وموت المصريين فداء لنجاح الثورة بعد ان كان الإنسان المصري البسيط مهانا في كل أمور حياته وكان هناك كبت للحريات واحتكار وتزاوج بين السلطة عكس العالم الخارجي بشعبه المتفائل حتي لو واجه بعض الصعوبات فهو يعلم أنه يملك حكومة تسانده ومرورا يحترمه وحدا أدني لدخله ورعاية صحية وخدمات كثيرة عكس ما يلاقيه الإنسان المصري من حكومته الفاسدة وبعد نجاح الثورة مباشرة ظهرت السعادة لأول مرة علي وجوه المصريين حتي نظافة شوارعهم دون إذن سابق لهم يبحثون عن صورة لمجتمع نموذجي له وكانت طريقاً للسقوط التاريخي لمشروع الجماعة. والذي كان يتمثل في هدم الدولة المدنية وإقامة دولة دينية في مصر تكون هي الأساس في المشروع الوهمي الخاص باستعادة الخلافة الإسلامية. بعد ان انحاز جيش مصر العظيم إلي جموع الشعب لرد جميل الشعب الذي انحاز إلي ثورة الجيش علي الحكم الملكي في يوليو .1952
ويضيف طارق فهمي - الخبير السياسي بمركز دراسات الشرق الأوسط: ثورة يناير أحدثت حراكاً سياسياً كبيراً وقتها ونشأت عشرات الأحزاب السياسية نتيجة لتشجيع المجلس العسكري لهم علي ان يكون للأحزاب دور في إعادة ترتيب الأولويات السياسية والشعبية ولكن لطول المرحلة الانتقالية فرضت جماعة الإخوان السيطرة علي مجريات الأمور وتصدرت المشهد مما أدي لعودة الوضع السياسي مرة أخري إلي ما كان عليه وظهرت بعض الشخصيات في الحياة السياسية نتيجة عزوف بعض الهامات وبعد ذلك جاءت ثورة30 يونيو التي أعادت الوطن للمصريين.
وأشار فهمي إلي ان ثورة يناير أكدت علي قدرة المجتمع علي التغيير وأصبح للشباب دور في الحياة السياسية وان كانوا عادوا مرة أخري لمواقع التواصل الاجتماعي لأن الثورة اخفقت بعض أهدافها ولكن مبادئها ستبقي حدثاً سياسياً نتوقف أمامه كثيراً.
محمد سامي - رئيس حزب الكرامة اكد علي ان الثورة كان لها أثر ايجابي عكس قدرة الشعب علي تغيير نظامه في حالة حيادة عن الدور المنوط به وهو حماية الوطن من الأعداء داخلياً وخارجياً وتوفير الحياة الكريمة لكل فئات الشعب وقد أرست قواعد أنه لا أحد فوق المساءلة فنجد الرئيس السابق والأسبق من الرئاسة إلي السجن.
ويري خالد العطفي - رئيس حزب الأمة ان الثورة كان لها أهداف جليلة عيش حرية عدالة اجتماعية لم يتحقق سوي جزء منها وهذا في حد ذاته نجاحاً فنجد مشروع الاسمرات وغيط العنب للمعدومين وأصحاب المناطق الأكثر احتياجاً ونحن كرؤساء أحزاب نطالب بالمزيد حتي تتحقق كل الأهداف.
هالة شكر الله - رئيس حزب الدستور تقول ان ثورة يناير أحدثت تغييراً في الشعب المصري وأصبح لديهم ثقة في انهم قادرون علي التغيير ومؤثرين في الحياة السياسية بدلاً من الاحباط واليأس الذي كان يسيطر عليهم ويشعرون انهم غير مؤثرين سياسياً وبالتالي كانوا يحجمون ولكن بعد الثورة أصبح لديهم اهتمام كبير بالحياة السياسية ومستقبل بلدهم وخاصة الشباب وأصبح لديهم قضية يسعون من أجلها فأي تقدم معناه التغيير للأمام.
علماء النفس والاجتماع:
طورت الوعي.. ومشاركة الشباب في الحياة السياسية أهم النجاحات
نهي أبوالعزم - شيماء جاد
أكد علماء النفس والاجتماع علي أن ثورة 25 يناير حققت العديد من الأهداف والمكاسب من أهمها الاستقلال السياسي بتولي رئيس اعطي الكلمة الأولي والأخيرة لشعبه بالاضافة إلي فتح مجالات للشباب لتولي المناصب القيادية والمشاركة في الحياة السياسية وتطوير الوعي الوطني لدي كافة أطياف الشعب مطالبين بالانتظار لتحقيق حلم العدالة الاجتماعية وغرس حب العمل والانتاج للارتقاء بالوطن.
الدكتور محمد سمير عبدالفتاح أستاذ علم النفس السياسي يقول ان ثورة يناير ستظل مصدر فخر للشعب المصري الذي استطاع ان يحقق ثورة نزيهة يفتخر بها العالم بأكمله والتصدي لجماعات الإخوان الإرهابية التي حاولت سرقة ثورته بتمويل ودعم من جهات خارجية وقنوات اعلامية مضللة فقد كانت سرقة ضد إرادة المصريين وشبابها الحقيقي مضيفا ان ثورة يناير استطاعت اسقاط نظام فاسد دام 30 عاما فقد كانت ثورة للتغيير وللقضاء علي الفساد وأكبر دليل علي ان الثورة مازالت تسير في مسارها الصحيح هو اختيار رئيس تولي الحكم من خلال انتخابات حرة نزيهة. رئيس اعطي الكلمة الأولي والأخيرة في الحكم والقرارات للشعب المصري لتشييد مشاريع عملاقة تدعم انجازاتها ومكاسبها التي لن تتحقق إلا بدوران عجلة الانتاج لنحقق مكاسب الثورة وان نتكاتف مع رئيسنا فلا يمكن ان نشعر بايجابيتها الا بعد مرور سنة أو سنتين لتصبح مصر قوة اقتصادية تستطيع الخروج من عنق الزجاجة ومن أزمتها.
يري الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية ان ثورة يناير هي بداية لعهد جديد من الديمقراطية واعطاء الشباب حرية التعبير عن الرأي وتولي المناصب القيادية فهو العمود الفقري والمحرك الرئيسي لأي دولة في العالم لنهضة حضارتها فعلينا الا ننسي ان الشباب هو مفجر الثورة الخالدة التي حققت لنا ما نرجوه بتولي رئيس عظيم مثل رئيسنا عبدالفتاح السيسي. حقق لنا الأمن والأمان وشيد المشاريع واطلق المبادرات والمؤتمرات لمخاطبة الشباب من كل الفئات العمرية وفتح دائرة الحوار والنقاش والنقد البناء بطريقة هادفة والاستفادة بخبراتهم والتعبير عن آرائهم بدون أي قيود سواء عبر التواصل الاجتماعي وغيره من الوسائل الأخري المتاحة.
يضيف هاني ان ذكري يناير ستظل تذكرنا بوحدتنا الوطنية واننا يد واحد نتكاتف من أجل الحفاظ علي الوطن والنهوض به للوصول إلي بر الأمان وعلي الحكومة ان تبذل قصاري جهدها لحث الشباب علي العمل بعمل دورات تدريبية وفتح مجال سوق العمل الخاص وغرس حب المهنة لينتج ويتفاعل فعلينا جميعا إن نرفع شعار الحب حتي يكون هناك طاقة ايجابية تجعلنا نتحدي الصعاب وعلينا رفض مبدأ التخوين حتي لا ننساق وراء ما يريدون اسقاط الوطن متمنيا ان تكون ذكري 25 يناير مبادرة حقيقية يكون شعارها "معا للارتقاء" نرتقي سلوكيا واخلاقيا بعودة صفات الشعب المصري التي فقدناها من الاحترام والطيبة والشهامة والجدعنة والتعاون والتكاتف.
ويؤكد الدكتور جمال فرويز استاذ الطب النفسي علي اختلاف آراء الشعب حول ثورة يناير طبقا للمبادئ والفكر الشخصي فكل مواطن له رؤية مختلفة عن غيره فهناك مجموعة من الآراء تري ان ثورة يناير حققت المطلوب باختيار رئيس بكل حرية وديمقراطية وهناك من كانت له رؤية مختلفة بأنه نادم واخطيء في النزول بالثورة معتبرها نكبة علي مصر وهذا شيء وارد فإن اختلاف الرأي بين المواطنين شيء لابد منه وليس شذوذا فكريا مشيرا إلي أن ما تبقي من ثورة يناير هو الحلم المنتظر من الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية داعيا الله ان نصل إليه لكي تتحقق مطالب الشعب للوصول للهدف المرجو منه.
وتشير الدكتورة انشاد عزالدين استاذ علم اجتماع جامعة المنوفية إلي أن أهم مؤشرات نجاح الثورة قدرتها علي بث الثقة بالنفس واظهار إرادة المصريين فقد كسرت حاجز الخوف والسلبية وخلقت الاحساس بملكية الوطن وزادت من الوعي السياسي وساهمت بشكل كبير في القضاء علي الفساد ومطاردة المفسدين وعلي الجانب الآخر هناك بعض السلبيات منها انحدار في القيم وانهيار الأخلاقيات لبعض الاشخاص بخلاف خلل في النسق التعليمي.
ويوضح الدكتور أحمد يحيي استاذ علم اجتماع جامعة السويس ان الثورة مرت بعدة مراحل. مرحلة انتقالية تولاها المجلس العسكري وأجري خلالها الانتخابات ثم مرحلة السوداوية التي حكم فيها الاخوان ثم المرحلة الانتقالية التي تولي فيها المستشار عدلي منصور إلي أن وصلنا للمرحلة الرابعة والأخيرة وهي الاستقرار السياسي وأغلب هذه المراحل أحبطت الشعب ولم تكن علي مستوي طموحاته حيث كان يأمل في الارتقاء بأوضاع معيشية وثقافية وتعليمية واقتصادية إلي مستوي عال.
وتري دكتورة نادية رضوان أستاذ علم اجتماع جامعة بورسعيد أن ثورة 25 يناير من أهم المراحل في حياة الوطن ورغم ما ترتب عليها من أحداث سيئة إلا أنها أيقظت المجتمع بالوعي الفكري والاجتماعي والرغبة في التغيير حتي وصلنا إلي 30 يونيو التي قامت باستعادة الثورة مرة أخري لتحقيق مطالب الشعب.
الاقتصاديون:
أحدثت هزة اقتصادية عميقة.. مازلنا نعاني من آثارها
المصريون تحملوا بشجاعة.. الأسعار وفقدان الشهداء
الرهان علي المشروعات القومية وبرامج التحديث
محمود أبو قمر
اتفق خبراء الاقتصاد علي أنه رغم ارتفاع التكلفة الاقتصادية لثورة يناير الأمر الذي أدي لهبوط حاد في مؤشرات الاقتصاد بشكل كان ينبئ بكوارث اقتصادية لولا عمل الدولة بشكل جدي علي استغلال مواردها المتاحة واتخاذ اجراءات للحماية والعمل علي زيادة الانتاج لتوفير السلع لمواجهة التضخم وارتفاع الأسعار.
في البداية أكد الدكتور اسماعيل شلبي أستاذ الاقتصاد ان النتائج الاقتصادية لثورة يناير لا يمكن قياس آثارها علي المدي القريب فأغلب المشروعات التي يتم العمل عليها وانجازها حاليا يندرج تحت مسمي المشروعات القومية أو العملاقة والتي تحتاج لسنوات لتؤتي ثمارها بخلاف آلاف الكيلومترات من الطرق التي تم مدها لدعم شبكة الطرق لفتح آفاق جديدة لتشجيع الاستثمار بأنحاء مصر علاوة علي مشروع زراعة المليون ونصف المليون فدان ومشروعات الاستزراع السمكي العملاقة فكل تلك الانجازات تبشر بالتقدم خلال فترة وجيزة قبل حلول .2020
كما أكد شلبي ان جني ثمار كل هذه المشروعات العملاقة يلزمه اتباع سياسات ربط الحزام من أجل توفير تكلفة التقدم مشيرا لضرورة توجيه الرأي العام لعدم تعجل ثمار التنمية فالأزمة الحالية أخلاقية وليست اقتصادية.
واعتبر الدكتور مختار الشريف أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة ان المؤشرات الاقتصادية أحد أهم عناصر الأمن القومي مشيرا لاهتزاز تلك المؤشرات عقب ثورة يناير 2011 حيث سجلت المؤشرات تراجع الاحتياطي النقدي الأجنبي وتراجع معدل الادخار بنسبة 17% علاوة علي ارتفاع معدل النمو السكاني لأكثر من 2% الأمر الذي يترجم الي تراجع معدل النمو الاقتصادي بشكل يلتهم أي تنمية اقتصادية يتم تحقيقها علي أرض الواقع والذي يعد مؤشراي خطرا علي الاقتصاد المحلي.
كما أكد الشريف ان الدولة تحاول حاليا ترميم نتائج الثورة المتمثلة في الوضع المتردي السائد في الاقتصاد المحلي من خلال سداد التكلفة الاقتصادية المرتفعة للمشروعات العملاقة والتي تأخرنا كثيرا في انجازها ومن ضمن التكاليف أيضا الديون المتراكمة من عشرات السنين مشيرا لضرورة عدم التعجل في الحكم علي التجربة الاقتصادية فالطموحات المرجوة لا تتناسب علي الاطلاق مع الامكانيات المتاحة كدولة نامية.
بينما اعتبر الدكتور صلاح الدين فهمي أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر أن السنوات الست الماضية سنوات عجاف علي الاقتصاد المصري بكل المقاييس حيث عاني معدل النمو من حالة تدن لم تتكرر من عام النكسة 1967 مؤكدا أن بدء تحريك العجلة الاقتصادية يلزمه تكلفة اجتماعية مرتفعة جدا يجب أن يتحملها المواطن متمثلة في ارتفاع نفقات المعيشة بشكل مضاعف وأشاد فهمي بدور المواطن البسيط الذي استوعب بمرونة الزلزال الاقتصادي الذي ضرب مصر بتاريخ 3/11 الماضي باعلان تنفيذ قرار التعويم وتوابعه العنيفة التي لاتزال تهز الوطن بالكامل بسبب الأزمات المتلاحقة في العديد من السلع الأساسية والضرورية كالسكر والأرز والزيوت والدقيق وغيرها من المستلزمات اليومية للمواطنين مؤكدا ان تضحيات المواطنين في استيعاب تلك التبعات لا تقل بأي حال من الأحوال عن التضحيات التي يقدمها الشهداء علي جبهة القتال علي أمل أن يري المواطن الرفاهية ويبدأ في جني ثمار التنمية ويفك الحزام المربوط من ستينات القرن الماضي.
كما أرجع فهمي ارتفاع أسعار أغلب السلع بالسوق المصري لعدم توافر تلك السلع وقلة المعروض في مواجهة الطلب بسبب تراجع الانتاج مطالبا الحكومة بتوفير السلع الأسياسية لتحقيق العدالة الاجتماعية.
واتفق معه الدكتور محيي الدين عبدالسلام الخبير الاقتصادي مشيرا لتدني المؤشرات الاقتصادية لأقل مستوي لها حيث يبلغ الاحتياطي النقدي حاليا نحو 25 مليار دولار.
وقد أرجع عبدالسلام وضوح الآثار السلبية علي الجانب الاقتصادي بعد الثورة بسبب تخلي الدولة عن نظام الاقتصاد الموجه بالرغم من عدم توافر جميع المقومات اللازمة لذلك فقرار تعويم الجنيه والدولار علي سبيل المثال وان كان شرا لابد منه وكان الأحري بالحكومة ومتخذي القرار اتخاذ حزمة من الآليات والتدابير الاحترازية لمنع الممارسات السلبية كالاحتكار وغيرها مع ضرورة تشديد الرقابة علي الصادرات والواردات وزيادة الانتاج وهذا ما لم يحدث حتي الآن مؤكدا أن الشعب يستهلك السلع والخدمات الأساسية والاستفزازية علي حد سواء وعلي الحكومة رفع الدعم وفرض الضرائب والجمارك وتطبيق التعويم علي الكماليات والسلع الاستفزازية دونما المساس بالسلع الأساسية التي تمس أمن المواطن البسيط مشيرا الي أن المحفز الوحيد المتوافر حاليا لتشجيع الاستثمار هو عنصر الأمن وتتبقي بعض الحوافز الأخري الضرورية لجذب المستثمرين كالاعفاءات الضريبية والجمركية وتسهيلات الاجراءات ومكافحة الفساد والذي كان من أهم أهداف الثورة القضاء عليه.
الاعلاميون :
زادت الوعي السياسي .. وضاعفت من فوضي الاعلام
خلفت انفلاتا قضائيا ووضعت "التواصل الاجتماعي" علي الخريطة
ياسمين ياسين
أكد الاعلاميون ان ثورة يناير قادت للعديد من التغييرات الجذرية في دور الاعلام وقدرته علي التأثير.. فقد زاد الوعي السياسي للمواطن وقدرة الاعلام علي محاسبة القيادات التنفيذية.. كما ان ثورة يناير أدت لتحول أغلبها لساحات للسب والتخوين والتركيز علي السلبيات لتحقيق أغراض خاصة بمالكي هذه المؤسسات.. مطالبين بتنظيم هذه الفوهة المستمرة منذ 6 سنوات حتي الآن وضبط الأداء الاعلامي بعد الانتهاء من تشكيل المجلس الوطني للاعلام.. مشيرين الي الانفلات الاعلامي دفع العديد من المواطنين لمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي.
يري أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والاعلام بالبرلمان انه لا أحد ينكر انه بعد مرور كل هذه السنوات فهناك اضطرابات واضحة في الشارع المصري في تقييم ثورة يناير فهناك فريق يري ان الثورة كان لها أثر سلبي كبير في انهيار الاستقرار الأمني والاقتصادي العام للبلاد وفريق آخر يري انها قادت لتغيرات سياسية حقيقية.
يضيف هيكل ان النهج الاعلامي أثناء الثورة وما بعدها سار علي عدة محاور حيث فضل فصيل كبير منهم السير مع التيار واختار طريق التهليل والتفخيم للثورة وهذا الاتجاه الاعلامي الخطير كان السبب الرئيسي الذي ساهم في وصول الاخوان لسدة الحكم ولكن سرعان ما انتبه البعض منهم لخطورة هذا الطريق علي المجتمع وجاء تصحيح المسار في نوفمبر 2012 ليلعب الاعلام دوره الحقيقي في كشف الخونة والارهابيين واستطاعوا ان يصحوا من كبوتهم من جديد في اعقاب ثورة يونيو ولكن للأسف سرعان ما عاد الأداء الاعلامي ليشهد نوع جديد من الارتباك في الفترة الأخيرة نأمل أن يتم تصحيحه قريبا.
ويري الدكتور عادل صالح أستاذ بكلية الاعلام الجامعة البريطانية ان ثورة يناير من العلامات الفارقة والبارزة في تاريخ السياسة المصرية حيث قادت لتغيرات جذرية لا نستطيع انكارها فقد كان لها عظيم الأثر في زيادة نسبة الوعي السياسي للمواطن وارتفاع معدلات المحاسبة السياسية للقيادات وأصبح كل مسئول يراعي الرأي العام في ادائه ويعتبره أهم لديه من تقييم قياداته ورغم هذا لا نستطيع انكار أن الكثير من أهداف الثورة لم تستكمل بعد ولكن بقي منها الأمل في غدا أفضل فمازال الشعب يشعر بالفخر بالثورة ولكن مع اختلاف طبقاته وتطلعاته فالطبقات المتوسطة مازالت تعي أن التغير يحتاج لمزيد من الوقت واما الطبقات الدنيا ورغم ما مرت به من أزمات اقتصادية طاحنة الا انها مازالت تري طريق الأمل ولو تأخرت الانجازات أما النخبة فهي الوحيدة التي تري ان الطريق مظلم وانه لم يحدث أي تغيير وللأسف هم أصحاب الصوت المسموع عبر وسائل الاعلام وهم من يرسلون رسائل الاحباط واليأس للشعب لذلك يجب اعادة ترتيب أولوياتنا من جديد لنبدأ الطريق ونحقق أهداف ثورتنا الغائبة.
يضيف صالح انه للأسف لم تستطع المؤسسات الاعلامية مواكبة السياسات الاعلامية الطارئة ولم تكن علي قدر المسئولية خاصة فيما يتعلق بالتغيرات التي طرأت علي الشارع السياسي فمازالت العديد من الهيئات الاعلامية سواء الخاصة أو العامة تخضع للرقابة والادارة الأمنية مما أدي لاضعافها في الوقت الذي غاب فيه الاعلام القومي عن القيام بدوره كل ذلك أدي لعزوف الرأي العام عن متابعة كافة الوسائل الاعلامية الرسمية وغير الرسمية بل وترتب علي ذلك أيضا أن هناك قطاعاً كبيراً من الشعب قد توجه لمتابعة السوشيال ميديا ومواقع التواصل بصفتها الأصدق والأوضح وايمانا من البعض انها غير مسيسة كل ذلك تسبب في زيادة الاشكالية ضد الاعلام والاعلاميين ومن هنا يتضح أن الرهان القادم علي الاعلام الوطني حيث يجب أن تسعي الدولة لاعادة النظر في التوجهات الاعلامية وأن توجه الاعلام للخدمة العامة الذي يعتمد علي الاهتمام بالمواطن والشعب مع الاهتمام بترسيخ القواعد المهنية في الممارسات الاعلامية.
أما د.محمد شومان عميد كلية الاعلام بالجامعة البريطانية. يري ان هناك انقساما واضحا بين صفوف الشعب حول ثورة يناير فهناك قطاع يري انها مؤامرة وانها أقرب للفوضي وهناك فريق آخر يري انها انتفاضة شعبية عظيمة وثورة تضاف لثورات الشعب المصري ومما لاشك فيه ان هذا الانقسام موجود في الاعلام بكافة درجاته المختلفة أيضا وهذا ما جعل ثورة يناير من الثورات المفتري عليها فقد حملت سلبيات وأخطاء كثيرة لم تكن طرفا فيها فقد كانت ثورة شبابية لا محالة ولكن نظرا لأن الاخوان بصفتهم القوي المنظمة استطاعوا لان يسرقوها من أصحابها الحقيقيين لذلك لم تصل الثورة للسلطة ومع القيادة الهزيلة التي أعقبت الثورة والتي ارتكبت العديد من الخطايا أهمها تفريع الثورة من مضمونها وأهدفها وتناسوا شعارتها لنري بصورة فجة النخب السياسية لمبارك تعتلي المناصب وتستمر في الحكم من جديد.
يضيف شومان أن أهم أسباب فشل أهداف الثورة هو الأداء الفوضوي للاعلام والذي يتحمل قدراً كبيراً من المسئولية السياسية فقد حدث انفلات اعلامي رهيب في الفترة التي أعقبت الثورة وظهرت القنوات الخاصة والفضائية المجهولة والتي تدار بطرق مجهولة ويتم دعمها وتمويلها بمصادر غير معلومة لذلك تحولت هذه القنوات لساحات للسب والتخوين والتركيز علي نقاط الخلاف دون البحث عن الحقيقة ولكن نأمل أن يضع القانون الجديد والمجلس الأعلي للاعلام حدا فاصلا فيما يحدث علي الساحة الاعلامية وأن يحاول تنظيم هذه الفوضي وأن يساعد في ضبط الأداء الاعلامي والارتقاء به.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.