مضى على ثورة 25 يناير مايزيد على عام ونصف حدث خلال هذه الفترة العديد من التطورات والاحداث السياسية تغيرت حكومات وظهرت العديد من الاحزاب وأجريت انتخابات برلمانية وبعد عدة أشهر حل البرلمان بحكم من المحكمة الدستوربة ، وانتقلت السلطة من المجلس العسكرى -الذى تم تكليفه بإدارة شئون البلاد فى أعقاب تنحى الرئيس السابق- الى أول رئيس مدنى فى تاريخ مصر بعد انتخابات حظيت باهتمام العالم وتنافس خلالها ثلاثة عشر مرشحا وشارك في عملية التصويت مايزيد عن 25 مليون مواطن ،ومابين كل هذا وذاك تبقى التخوفات مما هو قادم وما يخبئه المستقبل للشعب المصرى ؟ البعض لديه تفاؤل يشوبه الحذر ،والبعض الاخر يرى أن الحال اصبح أسوأ مما سبق، ومابين اولئك وهؤلاء تبقى الامانى والامال لدى الجميع فى ان تجد مصر طريقها نحو الحرية والتقدم والازدهار . عيش ..حرية ..عدالة اجتماعية شعار ثورة 25 يناير ، ماذا تحقق من أهداف الثورة؟ وهل المواطن يشعر بالتغيير؟ فى البداية تقول داليا انسى للاسف تغيرت الوجوه ولكن نفس السياسات السابقة استحواذ على السلطة من جانب الحزب الحاكم، وتزاوج السلطة بالمال ولكن رجال اعمال من أصحاب اللحى. ويتفق معها حمادة عبد الوهاب ويقول لا جديد الاشكال تتغير والفكر الذى يحكم كما هو، وتضيف رنا عدلى انا شايفة ان مافيش تغيير يعنى خلصنا من الحزب الوطنى وحطينا مكانه حرية وعدالة وهيمنة الاخوان على كل مؤسسات الدولة وتتفق معاها بينما تقول مرة شعلان انا اكتر تفاؤل قليلا ولنتذكر جيدا كم من الاعوام مضت لا نعرف فيها عن الديمقراطية شيئا الا الكلمة ويكفينا فخرا ان قامت ثورة فى مصر سيكتب عنها التاريخ ولكن مزيدا من الصبر والعمل والاتحاد ففى الاتحاد القوة وفى التفرقة الضعف ،ويرى فادى الصاوى إن فيه تغير لكنة بطى جدا وينتقد وسائل الاعلام الحكومية والخاصة لانها لازلت تسبح بحمد الحاكم. ويضيف الاستاذ عمر الشامى قائلا ان شاء الله انا متفائل ولو ذقنا الصعاب في سبيل الحرية و الديقراطيه وعلينا احترام من اختاره الشعب المصري مهما كان ، كانت ثورة 25 يناير ضد ظلم الحكام وجبروت الانسان الان نحتاج ثورة ضد ثقافة شعب سحقها نظام فاسد دام لعشرات العقود ويكفينا فخرا اننا نتحدث بحرية دون قيود، وهناك تغيرات جذرية حدثت ولم تأخذ حظها اعلاميا لكن الشعب المصري يبحث عن تغييرات اقتصادية ونمو قد يحدث بعد عشرات السنوات. وتقول ايات عبد الحميد وجهة نظرى ان التغيير الحقيقى الملموس لا نستطيع الشعور به قبل أن تتغير سلوكيات الناس أنفسهم وان يتم إعادة هيكلة وتطهير لكل المؤسسات الحكومية التى إعتادت على الروتين والرشوة ،وكذلك سلوكيات بعض المواطنين أنفسهم فمازال هناك أشخاص فوضويين لا يحترمون النظام ولا القواعد العامة. ويعبر محمد عبدالعليم عن تفاؤله قائلا سأظل متفائلاً وإننى على قناعة أن الحياة الأفضل تنتظر الشعب المصري مهما حاول المتآمرون أن ينشروا اليأس والإحباط بين الشعب خصوصاً بعد ثورة 25 يناير وحتي الآن .. والتفاؤل ضرورة لأن الله سبحانه وتعالي خلق الإنسان وميزه بالعقل عن سائر مخلوقاته ومنحه العقل لكي يفكر بين الصواب والخطأ وأود أن أقول أن الشعب المصري قد غضب وثار وقدم نموذج في الثورة السلمية والنظيفة ومن باب تفاؤلي فإني علي يقين أن الشعب المصري لن يسمح لأحد أن يتلاعب به وبثورته وبمستقبل أبناؤه و الشعب الذى غضب مرة يمكنه أن يغضب مرات دون توقف. وتقول منى عبد العزيز لا شك ان حال مصر تغير بعض الشىء فانكسار حاجز الخوف من اهم ما حدث..فعندما قامت الثورة منذ عام ونصف لم يكن يتخيل من قاموا بها ان تؤول الامور لما هى عليه الان قطعا لو تمكنت الثورة وحكمت كما حدث فى 52 لما كنا فى كل تلك المآزق الان ..شعب يسعى لتغيير سريع ولا يصبر ... ومسئولين ينتمون لقرون مضت من الفكر والبيروقراطية لا يملكون الروح ولا الدافع الكافى لتغيير الواقع وتحسينه ... لا ادرى كم من الوقت عليه ان يمر حتى تقوم ثورة فى التعليم فيتعلم اولادى تعليما افضل ؟؟؟ كم من الوقت عليه ان يمر حتى نشعر اننا بشر كما يشعر اى مصرى يسافر للخارج بل والى اى دولة عربية... يبقى الامل فيمن قاموا بالثورة ولن يقبلوا عن الافضل بديلا ... لن يكل هذا الجيل ولن يمل حتى يتحسن المستقبل وينتهى الفساد وتنتصر الثورة انها قضيتهم التى لا يرضون عنها بديلا. مابين إصرار على نجاح الثورة فى تحقيق أهدافها وتغيير الواقع للافضل ،وتفاؤل يشوبه بعض الحذر والخوف من المستقبل ،وبين مايرى أن الحال تغير للاسوأ وأن مايحدث ماهو الا تكرار لما كان قبل الثورة مع تغير الوجوه كانت هذه اراء بعض المواطنين حول مصر مابعد الثورة.