*لم يمهلنا العام الجديد 2017 إلا وفاجأنا برحيل "ماما نونا" من بيننا.. فدائماً كل عام جديد في حياتنا نفاجأ في أيامه الأولي بوداع إنسان عزيز لدينا.. وكانت "ماما نونا" الشهيرة ب "كريمة مختار" احدي الشخصيات التي أثرت فينا جميعاً بشخصيتها المحترمة وفنها الرفيع فأحبها جمهورها خاصة مشاهدي الشاشة الصغيرة الذي ارتبط بمشاهدة اعمالها السينمائية والمسرحية والدرامية!!. *في كل زمن تجد فنانة قديرة تلعب دور الأم باقتدار.. فلا أحد ينسي الفنانة فردوس محمد أو القديرة أمينة رزق أو الرائعة آمال زايد.. فكلا منهن لعبت دور الأم باقتدار.. وكل منهن تألقت في زمنها.. ففي الوقت التي كانت تبرع كل من فردوس وأمينة وآمال في أدوار الأم.. كانت كريمة مختار مازالت في بداية الطريق..وعندما وصلت لمرحلة أدوار الأمومة نجحت في تقديمها علي فترات.. ولا ننسي دور أم سعاد حسني في فيلم "أميرة حبي أنا" أو أم ميرفت أمين في فيلم "الحفيد". أو أم العيال الراحلين أحمد زكي ويونس شلبي وسعيد صالح في مسرحية "العيال كبرت"!!. 1⁄4..واستمرت كريمة مختار في تقديم دور الأم في الأعمال التالية والتي امتدت للمسلسلات والسهرات الإذاعية.. ولكن دور أم حمادة أو "ماما نونا" في مسلسل "يتربي في عزو" هو الدور الذي لا ينسي عند كافة جمهور الشاشة الصغيرة ومحبي تلك الفنانة القديرة.. فقدمت لنا الأم التي لا تري في حياتها سوي ابنها الوحيد المدلل "حمادة" والذي يكبر في سنوات عمره وهو مازال أمامها الطفل الصغير!!. *قدمت كريمة مختار شخصية "ماما نونا" الأم المحبة العطوفة لكل الناس والتي لا يغفل لها جفن إلا بعد الاطمئنان علي ابنها حمادة الرجل المزواج والتي لا تعترض علي حياته بل تفسر وتحلل سلوكياته الخاطئة لحبها الشديد له. ولعل المشهد الأخير لها في المسلسل وهي راقدة علي سريرها وقد فارقت الحياة من المشاهد المؤثرة التي ابكتنا جميعاً وجعلتنا نذرف الدمع عليها قبل رحيلها بعشر سنوات!!. *كانت "ماما نونا" مثالا لأمهات مثلها في منازل عديدة.. واذكر أن جدتي "نينا" رحمها الله كانت تشبه ماما نونا في حبها لابنها ايضا.. وكانت لا تهتم بشئ في الحياة مثل اهتمامها بابنها المستشار "عبدالمنعم الشوربجي".. فقد كانت تعكف علي شراء الطعام والفاكهة المحببة له.. وتحرص علي أن تكون حجرات البيت نظيفة وجو المنزل هادئاً.. وتنتظر وصوله من عمله عند الظهيرة بفارغ الصبر.. تقف في "البلكونة" تحدق للشارع لتري خياله من بعيد.. وهو نفس المشهد في الصباح عندما يذهب لعمله تقف في نفس المكان تراقبه بعينها وهو يسير أمامها حتي يختفي من الطريق وعندما كان يسافر تعد الأيام والساعات حتي عودته سالماً أمامها !!. *لقد كانت "ماما نونا" صورة حية لجدتي في حبها لابنها.. فقد كان خالي لا يري في حياته غير أمه.. وكانت هي تحب ابنها اكثر من أمي.. وكنا نعلم ذلك ونضحك مبتسمين ولا نعترض لأنها عاطفة حتي بعدما تزوج وأنجب احفاداً لها.. كان ابنها هو الحب الأول لها.. وهو ما كانت تفعله "ماما نونا".. مع ابنها "حمادة عزو".. لقد برعت كريمة مختار وتمكنت من أن تعيد ذكرياتي البعيدة اثناء ادائها بالمسلسل.. وعندما توفيت "ماما نونا" بكينا مرتين. الأولي في المسلسل.. والثانية عندما توفيت بحق وحقيقي.. رحمها الله.. كانت فنانة وشخصية محترمة ولم تخل حياتها من الصدق مع نفسها وفنها وجمهورها!!.