194 طعنًا على نتائج الجولة الأولى لانتخابات النواب أمام «الإدارية العليا»    محافظ أسيوط: دراسة إنشاء أول دار أوبرا في صعيد مصر    سرب من 8 مقاتلات إسرائيلية يخترق الأجواء السورية    العراق يصطدم بالفائز من بوليفيا وسورينام في ملحق التأهل لكأس العالم 2026    وزير الرياضة يكشف ملامح منظومة إعداد البطل الأولمبي ومراحل اكتشاف المواهب    وزير الشباب والرياضة يستعرض مستهدفات المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي    إصابة 18 شخصًا في تصادم سيارة نقل مع أتوبيس بالشرقية    محمد أنور يبدأ تصوير مسلسل "بيت بابي"    تطورات جديدة في الحالة الصحية للموسيقار عمر خيرت    رصاصة طائشة تنهي حياة شاب في حفل زفاف بنصر النوبة    رئيس الوزراء: محطة الضبعة النووية توفر لمصر بين 2 ل3 مليار دولار سنويا    النائب محمد إبراهيم موسى: تصنيف الإخوان إرهابية وCAIR خطوة حاسمة لمواجهة التطرف    غدًا.. انطلاق عروض الليلة الكبيرة بالمنيا    مجلس الوزراء يُوافق على إصدار لائحة تنظيم التصوير الأجنبي داخل مصر    ضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك».. أوقاف المنوفية تنظّم ندوة توعوية حول «خطورة الرشوة» بالمدارس    رئيس مياه القناة: تكثيف أعمال تطهير شنايش الأمطار ببورسعيد    الرئيس الكوري الجنوبي يزور مصر لأول مرة لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي    صحة الإسكندرية: 14 وحدة و5 مستشفيات حاصلة على الاعتماد من هيئة الرقابة الصحية    هل يخفض البنك المركزي الفائدة لتهدئة تكاليف التمويل؟.. خبير يكشف    المنيا: توفير 1353 فرصة عمل بالقطاع الخاص واعتماد 499 عقد عمل بالخارج خلال أكتوبر الماضي    يديعوت أحرونوت: محمد بن سلمان يضغط لإقامة دولة فلسطينية في 5 سنوات    حقيقة فسخ عقد حسام حسن تلقائيا حال عدم الوصول لنصف نهائي أمم إفريقيا    محافظ الأقصر يوجه بتحسين الخدمة بوحدة الغسيل الكلوى بمركزى طب أسرة الدير واصفون    الغرفة التجارية بالقاهرة تنعى والدة وزير التموين    الهلال الأحمر المصري يطلق «زاد العزة» ال77 محمّلة بأكثر من 11 ألف طن مساعدات    الداخلية تضبط أموالاً بقيمة 460 مليون جنيه من نشاط إجرامى    بعد فرض رسوم 5 آلاف جنيه على فحص منازعات التأمين.. هل تصبح عبئا على صغار العملاء؟    أسهم الإسكندرية لتداول الحاويات تواصل الصعود وتقفز 7% بعد صفقة موانئ أبوظبي    التضامن: نخطط لتحويل العاصمة الجديدة إلى مدينة صديقة للأطفال    بيتكوين تستقر قرب 92 ألف دولار وسط ضبابية البنك الفيدرالى    حكم صلاة الجنازة والقيام بالدفن فى أوقات الكراهة.. دار الإفتاء توضح    رئيس أزهر سوهاج يتفقد فعاليات التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    أمين الفتوى يوضح حكم غرامات التأخير على الأقساط بين الجواز والتحريم    إيقاف إبراهيم صلاح 8 مباريات    يضيف 3 آلاف برميل يوميًا ويقلل الاستيراد.. كشف بترولي جديد بخليج السويس    تقارير: تعديل مفاجئ في حكم مباراة الأهلي والجيش الملكي    انطلاق مباريات الجولة ال 13 من دوري المحترفين.. اليوم    تأثير الطقس البارد على الصحة النفسية وكيفية التكيف مع الشتاء    استشاري صحة نفسية توضح سبب ارتفاع معدلات الطلاق    تموين القليوبية: جنح ضد سوبر ماركت ومخالفي الأسعار    السبت المقبل.. «التضامن» تعلن أسعار برامج حج الجمعيات الأهلية    التخطيط تبحث تفعيل مذكرة التفاهم مع وزارة التنمية المستدامة البحرينية    محافظ القاهرة وعضو نقابة الصحفيين يبحثان سبل التعاون المشترك    الأرصاد تحذر من طقس الساعات المقبلة: أمطار على هذه المناطق    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا..... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    وزير الصحة يوجه بتشكيل لجنة للإعداد المبكر للنسخة الرابعة من المؤتمر العالمي للسكان    نصائح هامة لرفع مناعة الأطفال ومجابهة نزلات البرد    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    براتب 9000 جنيه.. العمل تعلن عن 300 وظيفة مراقب أمن    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين للحياة
يقدمها : فريد إبراهيم
نشر في الجمهورية يوم 13 - 01 - 2017


كتب - عمر عبدالجواد:
دعا الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية جميع الأطراف بتحمل مسئوليتها بجدية لمواجهة خطر الإرهاب الذي يهدد الجميع.. جاء ذلك خلال استقبال المفتي وفد لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الهولندي برئاسة انجيلينا آيسنيك وبحضور سفير هولندا لورنز ويستهوف قدم المفتي للشكر للوفد لدعمه لمصر قيادة وشعبا وشدد علي ان تحقيق السلام والاستقرار في المجتمعات والعالم أجمع يعود بالخير علي الجميع واهتمام الدار بتحقيق الاستقرار في المجتمع المصري والعالم أجمع والتأكيد الدائم علي نبذالعنف.
أشار المفتي إلي اختصاص دار الافتاء بتقديم الردود الشرعية ومعالجة قضايا الناس وفق منهجية علمية تسعي لتحقيق الاستقرار المجتمعي ومراعاة الأعراف التي لا تخالف الشرع وكذلك مراعاة حال السائل.
تصدر يوميا ما يزيد علي 2000 فتوي عبر اقسامها المختلفة ويعد مؤشرا علي ثقة الناس في مؤسسة دار الافتاء ومنهجها الازهري الوسطي كما انها عند اصدارها للحكم الشرعي تعمل وفق منهجية علمية تعتمد علي فهم السؤال جيدا والبحث عن الحكم الشرعي في النصوص الشرعية وانزاله علي الواقع مع مراعاة حال السائل وتغير الزمان والمكان والاشخاص بواسطة علماء الدار المؤهلين والمدربين ليس علي العلوم الشرعية فقط بل علي العلوم الأخري لتساعدهم علي ادراك الواقع واصدار الحكم وقد تستعين الدار أحيانا ببعض المتخصصين في المجالات الأخري مثل الأطباء والاقتصاديين وغيرهم حتي يصلوا إلي الحكم السليم.
أشار إلي تأكيده خلال مهامه بالخارج لنبذ العنف وضرورة الاستعانة بالمتخصصين عند الاستفسار عما يخص الدين الإسلامي وأضاف ان سيادة القانون من الأمور التي تعين علي تحقيق الاستقرار في المجتمعات كما استعرض مجهودات دار الافتاء في مواجهة التطرف والارهاب عبر آلياتها المتعددة مثل انشاء مرصد لرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة لتفكيك هذا الفكر المتطرف والمجلة الالكترونية بالانجليزية التي ترد علي مجلة "دابق" التي يصدرها داعش فضلا عن صفحات التواصل الاجتماعي باللغات المختلفة تفتح ابوابها لأئمة مساجد الأقليات في الغرب لتدريبهم علي مهارات الفتوي وعلاج الإسلاموفوبيا لأن تأهيل من يتصدر للدعوة هو أفضل طريق للمواجهة وبالنسبة لنظرة الإسلام للمرأة أكد المفتي ان الاسلام ينظر للمرأة علي انها جزء أساسي ومهم من مكونات المجتمع وشقيقة وشريكة للرجل في بناء المجتمع وعمارة الأرض مشيرا إلي أن جميع النصوص الشرعية تقول ان الرجل والمرأة متساويان في التكليفات الشرعية ولا يختلفان الا فيما يخص طبيعة خلقة كل واحد منهما كما ان العادات والتقاليد هي التي خرجت بالمرأة من حيز المساواة إلي حيز الاضطهاد أما النصوص الشرعية الإسلامية فقد حسمت الأمر وأقرت المساواة فيما بينهما.
العلماء:
الضجة حول كلام الإمام بمؤتمر ميانمار.. إنشغال بالتوافه
عندما كان الرسول صلي الله عليه وسلم يبرم اتفاقية صلح الحديبية مع مشركي مكة عبدة الأصنام أراد أن يبدأ كتابة الاتفاقية بالبسملة "بسم الله الرحمن الرحيم" ولكن سهيل بن عمرو الذي تزعم فريق التفاوض للمشركين اعترض علي البسملة وقال نحن لا نعترف بذلك بل اكتب "باسمك اللهم".. وإذا بالرسول صلي الله عليه وسلم يستجيب لسهيل ويتنازل عن البسملة ليواصل "علي رضي الله عنه" الكتابة كما قال زعيم التفاوض لكفار مكة.. بدأ بعدها الرسول يملي "عليا" صيغة الاتفاقية والفريق الآخر متحفز فيملي الرسول "عليا" اكتب "هذا عقد بين رسول الله وقريش" فإذا بسهيل يقاطعه مرة أخري نحن لا نعترف بذلك ولو ان اعترفنا بك رسولاً ما قاتلناك فيستجيب الرسول صلي الله عليه وسلم وينزل علي رأي سهيل زعيم فريق التفاوض لمشركي مكة ويكتب "هذا عقد بين محمد بن عبدالله وقريش".
وبهذه الواقعة التاريخية المهمة بدأ الدكتور عبدالفتاح إدريس استاذ الفقه بجامعة الأزهر حديثه عن كيفية التفاوض مع الآخرين أو من يخالفوننا في العقيدة والدين أو الحديث عنهم.. ويواصل بقية الواقعة فيقول انها تسببت في وقوع خلاف بين المسلمين كان يمكن ان يتصاعد لولا حكمة الرسول صلي الله عليه وسلم حيث قاد عمر بن الخطاب فريق المعارضة للاتفاقية متسائلاً وموجهاً خطابه للرسول: "ألسنا علي الحق" فيجيبه الرسول بلي فيرد عمر بن الخطاب فلماذا نرضي الدنية في ديننا.. وقد وعدتنا أن ندخل مكة ونعتمر.. فيرد الرسول وقد اشتدت حدة المناقشة والمواجهة واشتد معها غضب بعض الصحابة يسأله الرسول صلي الله عليه وسلم عمر "هل وعدتك بأن تعتمر هذا العام فيجيبه عمر بن الخطاب بالنفي "كلا" فيقول الرسول وأنا عند وعدي لك وسوف تحج وتعتمر وتدخل البيت الحرام.
لم ينته الأمر عند هذا الحد بل اعترض بعض الصحابة علي عدد من البنود في الاتفاقية وبينها الشرط الذي رأوه مجحفاً بالمسلمين ودولتهم وهو أن من ذهب من المشركين إلي المسلمين مسلماً فيجب ان يرده المسلمون إلي المشركين.. أما من ذهب إلي المشركين من المسلمين مشركاً فلا يرده المشركون إلي دولة الإسلام وقد رأي العديد من الصحابة عدم توازن رهيب في هذا الشرط الذي يخل بمبدأ المساواة.. ومع ذلك ارتضاه الرسول صلي الله عليه وسلم ووقع عليه ليبرم الاتفاقية ويتضح ان كل مواقف النبي كانت صحيحة لأنه لم يمر سنتان علي إبرام الاتفاقية إلا وكان الرسول صلي الله عليه وسلم علي رأس جيش المسلمين يفتحون مكة بعد ان نقض المشركون الاتفاقية وتحولت الظروف إلي صالح المسلمين وازدادت قوتهم فدخل الرسول مكة وحطم الأصنام وهو يهتف مع الصحابة "قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا".
يضيف الدكتور عبدالفتاح إدريس إن ما حدث في هذه الواقعة يبين إلي أي حد كان للرسول مرناً أثناء التفاوض مع الكفار.. ولم يفعل ذلك إلا ليعلم المسلمين كيف تكون المعاملة مع الآخرين أيما كانت دياناتهم أو معتقداتهم.
أشار الدكتور إلي ما أكده القرآن الكريم من ضرورة انتقاء الألفاظ عند الحديث مع الناس.. كل الناس فقال تعالي "وقولوا للناس حسنا" والتعبير بلفظ الناس يؤكد أن هذا لا يقتصر علي المؤمنين فقط بل يشمل كل الناس بجميع معتقداتهم.. اليهودي والمسيحي وحتي الديانات الأرضية كالبوذية والهندوسية وغيرها.. ولم يذكر التاريخ واقعة واحدة سخر فيها الرسول من ديانات الآخرين.. بل إن القرآن يقول للجميع.. لجميع المعتقدين والمؤمنين بشرائعهم المختلفة "لكم دينكم ولي دين".
إن صلح الحديبية وما حدث فيه من وقائع خطيرة يدل علي دبلوماسية متفردة للرسول صلي الله عليه وسلم نهايتها انتصار المسلمين نصراً مؤزراً تصديقاً لما نزل به جبريل عليه السلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم أثناء العودة من صلح الحديبية إلي مكة يبشره بالنصر والفتح المبين "إنا فتحنا لك فتحاً مبينا" لذا فإن كل من يعترض علي أن فضيلة الامام الأكبر مدح الدين البوذي وتحدث عن الأخلاقيات والفضائل التي دعا إليها بوذا لا يعرف الطريقة الإسلامية الصحيحة في مخاطبة الآخرين والتفاوض معهم.. وهذا تطرق من نوع آخر أساسه الجهل بالدين.
أضاف الدكتور عبدالفتاح إدريس ان الرسول صلي الله عليه وسلم عندما كان يرسل خطاباته إلي الملوك في المنطقة من حوله.. كانوا يستقبلون مبعوثه بالود ويرسلون معه الهدايا.. ولم يشذ عن ذلك إلا كسري.
ولا يمكن ان يستقبل هؤلاء مبعوثي الرسول بهذه الحفاوة ثم يردونه بهدايا دون أن تبهرهم دعوة الرسول وأسلوبه في التخاطب.
إن حسن التعامل مع الناس لم يكن يوصي به الرسول وقت السلم فقط بل وقت الحرب ايضا فيقول للجيش قبل ان يتحرك مخاطباً القيادات العسكرية "لا تقتلوا شيخاً ولا تقطعوا زرعاً" فإين هذا مما يحدث في حروب اليوم من الاعتداء علي الآمنين والمدنيين وتخريب بيوتهم وهدمها عليهم وتهجيرهم من مساكنهم في عالم يتصور أنه وصل إلي قمة الحضارة.
ومن هنا فإن من يتحدث عن أن شيخ الأزهر ذكر البوذية ثم يقيمون الدنيا علي ذلك يهرفون بما لا يعرفون فشيخ الأزهر لم يدع إلي البوذية ولم يقل إنه دين سماوي.. بل تحدث عن القواسم المشتركة بين هذا الدين والأديان السماوية الأخري وبينها الإسلام ليقول لهؤلاء الذين يقتلون المسلمين ويؤذونهم ويعذبونهم في بلادهم إن دينكم لا يدعوكم إلي هذا بل إن دينكم يدين ويجرم ما تقومون به.
يتفق في هذا الرأي الدكتور إبراهيم الخولي استاذ الشريعة الإسلامية بجامعة حلوان ويقول ان الإسلام يحثنا علي ان نكون محسنين في تعاملنا مع الآخرين.. بل إن هذا يصل إلي درجة الفرض... لأن الفحش في القول ينفر كل الناس منك ويجعلك تقدم صورة للدين الإسلامي بعيدة كل البعد عن أي شريعة سماوية أو دين فتكون قدوة سيئة تنفر الناس من الإسلام بل تكون في هذه الحالة فتنة للآخرين من أصحاب الشرائع الأخري.. لذلك كانت آية سورة الممتحنة تحذر من هذا السلوك من طريق الدعاء فتقول "ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا". وأما شريعة بوجه عام أرضية أو سماوية تلتقي مع الشرائع الأخري في الدعوة إلي الفضائل والخير والأخلاق الحسنة وليس معني حديثك عن هذه الفضائل انك تركت الإسلام وأصبحت بوذياً بل انها دعوة إلي الآخرين إلي الالتزام لما يدعون إليه وان يتوقفوا عن الإبادة والاضطهاد للمسلمين في بلادهم.
إنك تقيم الحجة عليهم من شرائعهم هم ومبادئهم التي يؤمنون بها. و إذا كان الدين عند الله الإسلام فإن الشريعة الإسلامية لم تأمر بنبذ الآخرين بل تعتبر الإنسانية كلها أخوة لدرجة أن القرآن سمي سورة بأكملها باسم سورة الإنسان واعتبر ان الاحسان إلي الأسير الذي أسر في الحرب وكان عدواً للمسلمين يقاتلهم مطلب شرعي وقرآني "ويطعمون الطعام علي حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً. إنما نطعمكم لوجه الله" فكيف افعل ذلك مع أسير كان يقاتلني من لحظات ويقتل من جيش المسلمين أفراداً أو ارفضه مع آخر جاء يفاوضني لإقامة سلام في بلاده مع المسلمين.
ومن هنا فإن ثناء شيخ الأزهر علي البوذية لا يتعارض مع الإسلام ولا يسيء للدين بل انه أسلوب حسن طلبه الدين ووصي عليه الرسول. ومن هنا.. كان الهجوم علي الأزهر إما أنه جهل أو طريقة لافشال مفاوضات ووقف سفك دماء المسلمين.
مبادئ الأديان لا تدعو للعنف
استغلال العقائد.. يشعل الصراعات ويغري المتحمسين
كثيراً ما تحدث خلافات بين الدول إما بسبب العرق أو السياسة أو الاقتصاد أو مشاكل حدودية فتزج هذه الدول بالدين كشماعة لهذا الصراع.. فتزهق الأرواح وتضيع مقدرات الشعوب عدواناً وظلماً.
الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية واستاذ الشريعة بكلية الحقوق جامعة حلوان يقول: إن الخلاف قد يكون سياسياً وقد يكون علي مصالح وقد يكون في الغالب الأعم ستاراً دينياً حتي يمكن تبديل موقف دولة ما من قضية ما وادعاء الموضوعية بأنه موقف والحفاظ علي قيم المجتمع الدولي ونظامه العام.
لذلك فإن مثل هذه التبريرات لا تؤدي في الواقع إلي حل مرض وإلي تحقيق المصالح المشتركة لهذه الدول التي يوجد بينها هذا الخلاف.
وأضاف د.الجندي ان القاعدة الفقهية تقول: أن نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه والقاعدة الأصولية تقول: "درء المفسدة مقدم علي جلب المصلحة" ويترتب علي ذلك ان مثل هذه الخلافات السياسية أو الاقتصادية أو الحدودية إن كانت ينبغي ان يستند حلها إلي ايجاد تسوية لها بناء علي قاعدة العدل والانصاف وهي قاعدة مكررة في الشرع وفي القانون الدولي ومن شأن الاحتكام إلي ذلك انه يمكن ان نقدم حلولاً قابلة للتطبيق علي أرض الواقع وتعد ايضا حلولاً مرضية لأنها تحتكم إلي العدل الذي قام عليه نظام السماء والأرض.
وقال د.الجندي انه بالعدل والتفاهم والرغبة الجادة في الوصول إلي تسوية سلمية للنزاعات أياً كان نوعها في الحفاظ علي الهوية ووفقا للنية والعزيمة الصادقة علي إيجاد حل تصالحي أو سلمي أو ودي يقوم علي معطيات موضوعية وواقعية لا يفرض الطرف القوي علي الطرف الضعيف ارادته وينتقص سيادته لأن هذا الحل وفقا لهذه الخلافات بين الدول ولأن هذا الحل الذي يسوي الخلافات بين الدول سيكون حلاً مؤقتاً ولن يتمتع بالدوام والاستمرارية وستعود الأمور مرة أخري إلي الانفجار بسبب عدم الارتكاز علي أسس عادلة وموضوعية يقدر فيها كل طرف متنازع مع الطرف الآخر حقه مع ابداء قدر من المرونة والتنازل حتي يمكن ان يصل الطرفان إلي حل دائم للنزاع وهذا هو ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالي: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله إنه هو السميع العليم".
وقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "والله لا تدعوني قريش إلي خطة رشد إلا واستجبت لها".. فهذا برهان ناصع علي أن هناك حلولاً للمشكلات إذا ما عزم الطرفان علي التسوية والصلح وكان ارادتهما ونواياهما جادة لإنهاء النزاع أو الخلاف بينهما دون التزرع بالخلافات الدينية أو المذهبية لأن الدين جاء ليوحد علي ما فيه الخير والمصلحة ولم يأت للفرقة والنزاع.
أما الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الاسبق وعضو هيئة كبار العلماء يقول: إن الدين أصبح شماعة لكل من هب ودب ووراؤه أناس مسلمون يشاركون في اشعال مثل هذه الموضوعات من أجل احداث صراعاً هدفه هوية الدين الإسلامي.. والمشكلة في اتخاذ الأمور العقائدية شماعة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين وهذا أمر لا يقره الإسلام ولا أي قانون وضعي ولا أي أحد من خلق الله لأن العالم يشاهد صباح مساء مذابح ودماء تراق وأنفس تزهق ظلماً وعدواناً وكلها مشاهد مأسوية وما كان هذا يصح ضد الإسلام والمسلمين ولا حياة لمن تنادي.
وطالب د.هاشم منظمات العالم الإسلامي والمنظمات العالمية للقيام بدورها وواجبها من أجل حقن الدماء ووقف الإرهاب والعمل علي تجفيف منابعه والذي استشري في العالم شرقاً وغرباً.. وطالب الحكام في العالم أجمع وبالخصوص في العالم الإسلامي بالوحدة والتكاتف من أجل وقف نزيف الدماء التي تسيل والتي يروح ضحاياها من المسلمين علي وجه الخصوص كونهم مسلمين وفي نهاية الأمر يتهمون بالإرهاب.
وأضاف د.هاشم أنه يجب عقد مؤتمر دولي لمنع الإرهاب وتجريم تمويله سواء من الشرق أو الغرب والعمل علي قطع جذوره حتي لا يصاب العالم بحرب عالمية أخري لا تبقي ولا تذر.. ويقع عاتق هذا الأمر علي رؤساء وملوك الدول ورؤساء المنظمات العالمية بنية صادقة واخلاص من أجل انقاذ البشرية جمعاء من هذا الإرهاب الأعمي.
ودعا هاشم العلماء في كل مكان ان يضاعفوا جهودهم في الدعوة إلي الله تعالي من أجل نشر السلام بين سائر البشر مسلمهم وكافرهم وأن يحضوا الناس علي التوادد والتحاب ونبذ العنف وتصفية القلوب من الضغائن والشحناء حتي تستقيم الحياة والاستقرار ويعش الجميع في أمن وأمان وأن يبتعد حكام الدول عن زج السياسة بالدين وجعل الخلافات السياسية والاقتصادية والخلاص منها من خلال الدين والمذهبية والطائفية هي الواجهة والشماعة وهذا قد يكون منتشراً في معظم بلاد الدنيا.
وقال د.هاشم: ان المسئولية تقتضي ان تقوم وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة في الداخل والخارج بمسئوليتها وان تبذل كل جهد في توصيل الحقائق إلي العالم الآخر وان توضح لغير المسلمين سماحة الإسلام وان تبين لهم الحقائق بصدق وموضوعية لأن الإسلام متهم أمام الآخر وما من مجيب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.