مع المتغيرات المناخية زاد الاهتمام العام باحوال الطقس والمناخ.. رياح التغيير تبدو واضحة البشائر.. بحلول الصغري ضيفا علي بعض المدن المصرية.. وربما يتطور الأمر إلي المزيد حين يدخل الشتاء بالتحديد مدينة سانت كاترين مصحوبا بالبهجة لجميع السكان حتي الآن.. يرسم المناخ لوحة للطبيعة.. ابطالها الثلوج والسحب المنعكسة علي الجبال والمناظر الرائعة تنافس جبال موسي وسانت كاترين بحثا عن اصدقاء.. ومبادرات وربما مغامرين بعد أن وصلت درجة الحرارة بالأمس الي اقل من 4 درجات تحت الصفر. مباني وبيوت المدينة مع الجبال المحيطة بها يكسوها اللون الفضي.. وكأنها نحتت في الوادي الصغير بعدما بنيت من صخورها وصارت برداً وسلاماً لاهاليها وضيوفها القادمين لتسجيل تداعيات هذه الظاهرة.. لمدينة تتألق تحت الصفر.. وتتواصل بها الحياة. الصخور ذات الحمرة القاتمة نفسها تتداخل مع الزرع الأخضر اليانع بينهما ينساب الأبيض والذي اصبح يتساقط في يناير وفبراير علي هضبة تعلو 1600 متر عن سطح البحر لتتحول المدينة بحق الي مدينة ل ¢ الثلوج¢ تنتظرها الاساطير في كل عام والعلامة.. تلوح السحب في الأفق ذات صباح محتضنة قمم الجبال قبل أن تطليها بالثلوج لتصير المكان الأشد برودة والأكثر بياضا في مصر يتواءم أهلها طوال الشتاء مع حرارة تحت ¢الصفر¢ في الجو.. ولكن تظل القلوب واقفة.. والعقول يقظة.. ومنتبهة. ورغم الظروف المعيشية الصعبة التي يسببها قلة المواصلات بين المدن والمحافظات الأخري وكثرة استهلاك الكهرباء وعدم وجود افران ومخبوزات. يتسابق الأهالي والضيوف في التقاط صور الغيوم والسحب التي تنبئ بسقوط الأمطار والثلوج خاصة وقت الصباح عندما تشق ضوء الشمس الغيوم والسحب من فوق الجبال. ويؤمن الرجل بأن البرد يأتي ومعه الخير وهو الثلوج. فبسببه يزداد السياح: ¢الجمال والدليل وكله يعمل¢. ¢الجمهورية¢ بحثت عن اجابة لسؤال.. كيف تمضي الحياة تحت الصفر.. تحت سيطرة الطقس شديد البرودة. يقول الشيخ محمد عودة شيخ قبيلة الجبالية بسانت كاترين إن فصل الشتاء يجمل سانت كاترين وخاصة عند تساقط الثلوج وتلون الغيوم والسحب قمم الجبال. نلاحظ أن السياح يصعدون لقمة جبل موسي ليقتربوا من السحب والغيوم ويشاهدون شروق الشمس. وأضاف الشيخ أحمد راشد قاضي عرفي نعم سانت كاترين الأجمل في الشتاء حيث ترسم السحب والغيوم المناظر الخلابة علي خلفية الجبال يتوج الحياة مغامرة الصعود لقمم الجبال في الشتاء لرؤية شروق الشمس يكون الأجمل. ودعا سلمان الجبالي من قبيلة ¢الجبالية¢ المصريين بقضاء إجازاتهم الاسبوعية في طقس يختلف كثيرا عن الطقس الذي يعيشون فيه حيث يشاهدون تساقط الثلوج والأمطار التي تصنع سيولاً وشلالات وبحيرات طبيعية وشروق الشمس وتصاعد السحب من أعلي قمم جبلية في مصر. ويقول الخبير السياحي عاطف عبداللطيف وكأن ¢سانت كاترين¢ تنتظر تساقط الثلوج بين آن وآخر ومعها يعد أهل المدينة العدة فيعيش الغالبية منهم علي مهنة ¢دليل لمتسلقي الجبال¢ الذين يتوافدون علي جبال سانت كاترين حين تتساقط الثلوج كل عام لمشاهدتها في القمم فيما يقبع أهل المدينة من أصحاب البيوت المتاخمة الجبل تحت رحمة الثلوج التي تجمد أجسادهم من شدة البرد رغم الأغطية الكثيرة التي تتأثر بها اجسادهم. ويشير كمال كامل مدير احد الفنادق بالمدينة إلي ان المواطنين هنا يعانون من كثرة استهلاك الكهرباء في ظل ظروف البرودة الشديدة التي لم يتعود عليها المصريون وساكني المدينة لا يستطيعون استخدام المياه مباشرة بسبب البرودة الشديدة ويضطرون لوضعها في جراكن ويحتفظون بها في غرفهم بجوار وسائل التدفئة لاستخدامها في اليوم التالي خاصة ان المياه تتجمد من الساعة العاشرة مساء حتي الساعة الحادية عشرة من اليوم الثاني بالاضافة الي تجمد خزانات المياه اعلي اسطح المنازل واحيانا تنفجر المواسير من تجمد المياه. ويضيف مختار محمد حسين أعمال حرة نعيش ظروفاً صعبة واهمها ارتفاع اسعار المواد الغذائية وعدم توافر افران المخبوزات وحتي وسائل المواصلات لا يوجد سوي اتوبيس واحد للقاهرة ويطالب المحافظ بتعويضنا بحافز خاص لاهالي سانت كاترين عن المعاناة وارتفاع فواتير الكهرباء وشراء معظم احتياجاتنا من مدينة طور سيناء التي تبعد 160 كيلو. يضيف عطية مضغان مع كثافة الثلوج تتجمد المياه داخل مواسير الشرب وقد تقطع الكهرباء وقت السيل والثلوج ومن الممكن أن تقطع لمدة سبع ساعات يوميا لزيادة الضغط عليها: لان البيوت برادنة طبعا وكل واحد مشغل له دفاية ورغم ذلك فإن الثلج خير للكل ونطالب المحافظ والمسئولين بالكهرباء بمراعاتنا في فواتير الاستهلاك بسبب ظروفنا الصعبة. وصف هشام كامل مدير العلاقات العامة سانت كاترين بالعروس وسط الثلوج التي تكسوها ينتظرها الأهالي بفرح ويعتبر تساقط الجليد عليها حدثا سنويا ويجذب السائحين لان هذا المنظر الطبيعي الخلاب لم يعتد المصريون علي مشاهدته. كما اكد الجيولوجي محمد قطب مدير عام محمية سانت كاترين أن المدينة تشهد حالة من البرودة الشديدة حيث وصلت درجة الحرارة إلي أقل من 4 درجات تحت الصفر ويصفه بالحدث السعيد تنتظره المدينة كل عام وتنفرد به باعتبارها الوحيدة علي مستوي الجمهورية حتي الان التي ترتدي الثوب الابيض خلال الشتاء لافتا إلي أن هذا الحدث ينتظره المواطن أملا في زيادة كميات المياه الجوفية حيث تغذي الآبار أكثر من مياه السيول ذلك لأنها تذوب ببطء فتتسرب المياه الي باطن الأرض وتغذي الخزانات الجوفية التي تعتمد عليها المدينة بشكل كبير. مما يحدث انتعاشا كبيرا في المراعي وتوفير مياه الشرب الصالحة للاستهلاك بالاضافة إلي الطابع الخاص لسهرات البرد.. التي تستضيف السياح والزوار.. ويلتقي فيها متعة الثلج الابيض.. بالاستقبال الحار.. هكذا يري الأهالي ويأملون ان يعود صفر المناخ عليهم بمزيد من السياحة والازدهار.