شهدت مدينة سانت كاترين، منذ الجمعة الماضية، عواصف ثلجية لم يسبق لها مثيل منذ عام 1994، حيث سقطت الثلوج على المدينة الهادئة، التى تقع على ارتفاع 1500 متر فوق مستوى سطح البحر، وغطت الثلوج كل الجبال المحيطة بالمدينة كذلك غطت الثلوج كل شوارع وأحياء المدينة. وبلغ ارتفاع الثلوج الذى تساقط على سانت كاترين على مدار يومين متتاليين نحو 40 سم، وانخفضت درجات الحرارة إلى 10 درجات تحت الصفر، وأصيبت المدينة بكل مرافقها الحيوية بالشلل التام. بالرغم من درجات الحرارة المنخفضة والثلوج الكثيفة خرج الشباب للاستمتاع بمنظر الجليد الذى غاب عن «كاترين» منذ تسعينات القرن الماضي، وقاموا بالتقاط الصور، الأطفال اعتلوا أسطح المنازل لمشاهدة المدينة البيضاء ولم يمنع الجليد بعض الشباب من الخروج لمتابعة الموقف عن كثب. حظر التجوال فرض على كل المواطنين وكل الأحياء بقرار من الطبيعة، فقد خلت الشوارع بالكامل من المارة وأغلقت المحال التجارية، وتوقفت حركة السياحة الوافدة إلى دير سانت كاترين وجبل نبى الله موسى. خرج شباب المدينة إلى الشوارع البيضاء؛ للتصوير والمشاركة فى إزالة الثلوج من الشوارع الرئيسية حتى تعود مظاهر الحياة مرة أخرى. ومن جانبها استطلعت «الشروق»، آراء أهل المدنية، فقال سليمان محمود الجبالى من قبيلة الجبالية، إن «الثلج سقط على مدار يومين والأهالى تراقب المنظر البديع من خلف النوافذ ومن فوق الأسطح؛ لأن درجات الحرارة كانت تحت الصفر». وأضاف الجبالى، أن «يوم الجمعة خلت المساجد بالكامل من المصلين؛ لأن الجميع فضل المكوث فى البيت رغما عنه ومعظم السكان اختفوا تماما والمدينة أصبحت خالية مع حلول العصر مع ازدياد تساقط الثلج وانخفاض الحرارة». وتابع، «جميع المواطنين مكثوا على الأقل 24 ساعة فى منازلهم إلا أن بعض الشباب الصغير آثر التواجد والتقاط الصور التذكارية ومقاطع الفيديو وبثها عبر فيس بوك ويوتيوب». سليمان قال «لم نجد فى السلع التموينية أى صعوبة لأن المدينة مستعدة منذ فترة لهذا الموقف، لكن كانت معدات مجلس المدينة غير كافية لإزالة الثلوج؛ ما دفع الأهالى للمشاركة باللوادر والجرافات لإعادة فتح الشوارع». وفى سياق متصل، قال حميد أبو غلبة، من أهالى المدينة، إن «الجميع رفع شعار البطانية واللحاف هما الحل منذ بداية تساقط الثلج، خاصة النساء والشيوخ والأطفال؛ لأن البرد قاسٍ جدا ولم نعتاد عليه منذ فترة وأشعلنا النيران والدفايات للاستمتاع بالدفء بالرغم من الجليد الذى غطى المدينة كاملة». وأضاف حميد، «لم نخرج لأى رحلات سفارى فى الجبال، ولم يخرج السياح أيضا من شدة البرودة وأثرنا البقاء لحين انتهاء موجة الصقيع وقمنا بعمل مأكولات الشتاء الساخنة مثل (المعدوس وشوربة الجريشة، والقمح) حتى نقاوم البرد؛ لأن سيارات الخضروات انقطعت عن المدينة، كما تعطلت كل المصالح واختفى المواطنون فى المنازل ورجال الشرطة وموظفو مجلس المدينة والبائعون، وفضلوا البقاء فى منازلهم حتى تحسن الطقس». ومن جانبه، قال اللواء أحمد فوزي، سكرتير عام المحافظة، إنه «قبيل موجة الصقيع تم تزويد المدينة بكل ما يلزمها من سلع تموينية ووقود لتفادى أى أزمات؛ كما تم تزويد محطة الكهرباء نحو 14 طنا من الوقود لعدم قطع التيار الكهربائى»، مضيفًا أن الثلوج مازالت تغطى بعض قمم الجبال وتم إزالتها من معظم الأحياء. طفل يلهو بالثلوج بين البيوت الشباب في منطقة الشامية يحتفلون برجل الثلج طفلة تلهو بكرة الثلج على سطح المنزل بركة من الثلوج الذائبة بجوار مبنى مجلس المدينة إزالة الثلوج المتراكمة على عتبات البيوت موظفون بقطاع المحميات بشارع المدينة الرئيسي في طرقهم إلى العمل اللعب بالثلوج أمام محلات الحي التجاري طفل بين المساكن بعد «حمام ثلجي» سائق سيارة أجرة على خط الطور سانت كاترين يزيل الثلوج قبل إدارة المحرك سالم مسعود المترجم في دير سانت كاترين