وضع العلماء والمفكرون العرب والدوليون المشاركون في منتدي تعزيز السلم بالمجتمعات الإسلامية والذي استضافته العاصمة الإماراتيةأبوظبي خلال اليومين الماضيين تحت شعار "مفهوم الدولة الوطنية" أياديهم علي العديد من التقاط والموضوعات الشائكة والتي تتعلق بحماية الدول العربية والإسلامية بل والعالم أجمع من مخاطر الإرهاب والتطرف ولعل أهم هذه النقاط ما يتعلق بضرورة الاهتمام بالشباب والعمل علي احتوائهم وتوضيح المفاهيم الدينية والفكرية لديهم حتي لا نتركهم فريسة لدعاة التطرف والافكار الهدامة. فعلي مدي يومين ومن خلال العشرات من الجلسات والندوات وأوراق العمل البحثية التي قدمها وناقشها أكثر من 400 عالم ومفكر عربي ودولي كشف المشاركون في المنتدي عن العديد من الافكار والمعلومات التي يصل بعضها لحد المفاجآت بالنسبة لي شخصياً وفي مقدمتها ما ذكره فضيلة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس المنتدي فيما يتعلق بمفهوم الدولة الوطنية في الإسلام مشيراً إلي أنه تم في عهد الرسول الكريم السماح بوجود ملك مسلم يحكم دولته بشكل مستقل وهو النجاشي ملك الحبشة أو إثيوبيا الآن وهو ما يرد علي مزاعم البعض حاليا ممن يطالبون بعودة دولة الخلافة وأن الإسلام لا يعترف بمفهوم الدولة المدنية أو الوطنية. الشيء الآخر المهم والذي جاء أيضاً علي لسان بن بيه خلال جلسة افتتاح المنتدي هو ما ذكره بأن الغرب يعمل علي علاج الإرهاب والافكار المتطرفة باعتبارها عرضا في حين نسعي ونعمل نحن كعلماء ومفكرين مسلمين ومن خلال هذا المنتدي لعلاج هذه الظاهرة الخطيرة باعتبارها مرضا أصاب بعض العقول علي اختلاف الانتماءات والديانات والبلدان. وهذا من وجهة نظري المتواضعة مربط الفرس كما يقولون فالارهاب والافكار المتطرفة مرض وخلل نفسي وفكري أصاب البعض في عالمنا الإسلامي وكذلك في الديانات والعقائد الأخري ولابد من مواجهته بشكل علمي وعملي ومن خلال تضافر كافة الجهود الدولية بعيداً عن أي مصالح أو اعتبارات أخري وتفرقة لما يحدث في دولة ووصفه بالإرهاب في حين يوصف نفس الشيء أو التصرف في دولة أخري أو موقف مغاير بأنه دفاع عن النفس أو جهاد!! في النهاية أؤكد انني استفدت كثيراً علي المستويين الشخصي والمهني من خلال مشاركتي في هذا المنتدي الفكري والثقافي المهم وما دار به من مناقشات وأبحاث كانت في مجملها بمثابة دق ناقوس الخطر حول هذه الهجمة الشرسة من الافكار المتطرفة الدخيلة علي الإسلام والمسلمين وما يصاحبها من اتهامات وشائعات لا تقل تطرفاً وخطراً من قبل هؤلاء من مدعي الحرية في الدول الغربية ممن يرون بهتانا وافتراء أن الإرهاب ظاهرة قاصرة فقط علي الإسلام والمسلمين رغم ماتعانيه العديد من الدول المسلمة من ويلات هذا الخطر خاصة في السنوات الخمس الأخيرة. بقي أن نقدم الشكر والتحية لدولة الإمارات العربية الشقيقة قيادة وحكومة وشعباً علي استضافتهم وتنظيمهم لهذا المنتدي الدولي المهم واتمني تعميم الفكرة والتجربة في دول أخري وفي مقدمتها مصر بلد الأزهر صاحب المنهج والفكر الوسطي المعتدل لديننا الحنيف. ولا مانع من دعوة عدد من رجال ومفكري الديانات الأخري للمشاركة في مثل هذه المنتديات والمبادرات لتبادل الرؤي والافكار وكشف الحقائق التي تمثل أقصر الطرق لمواجهة هذه الافكار الهدامة وعلاج هذا المرض العضال الذي بات يهدد الجميع..!!