فاز الفيل علي الحمار.. وتغلب الأحمر علي الأزرق.. في الانتخابات الأمريكية المثيرة للجدل.. والتي جاءت نتائجها عكس أغلب التوقعات والاستطلاعات.. في ليلة توقعوها زرقاء.. فانقلبت إلي حمراء.. حقق الفيل الجمهوري المفاجأة.. سحق الحمار الديمقراطي.. وتربع علي كرسي القطب الأوحد..والمعروف أن الحمار رمز المرشح الديمقراطي.. حيث اتخذه الرئيس الأمريكي السابع الديمقراطي اندرو جاكسون رمزا له خلال حملته الانتخابية عام 1828 تحديا للجمهوريين الذين أطلقوا عليه اسم جاكاس ¢Jackass" وهو اسم من أسماء الحمار في اللغة الإنجليزية.. ولكنه لم يتحول إلي رمز سياسي للحزب الديمقراطي بشكل واسع إلا في عام ..1870 أما الفيل كرمز للمرشح الجمهوري فظهر عام 1860 في دعاية الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الجمهوري ابراهام لنكولن.. ولكنه لم يتحول إلي رمز سياسي للحزب الجمهوري إلا في عام 1870 أيضا.. أما اللونان الأحمر والأزرق.. فهو تقسيم حديث للولايات حسب تأييدها لأحد الحزبين الرئيسيين.. ظهر مع مطلع الألفية الثالثة.. فقد اشتهرت بعض الولايات بتأييد مرشح الحزب الجمهوري.. وهي الولايات الحمراء.. والولايات التي تنحاز إلي مرشح الحزب الديمقراطي.. فيطلق عليها الولايات الزرقاء.. أما الولايات المتأرجحة.. التي لا تميل إلي مرشح حزب بعينه.. فهذه هي التي تحدد الفائز في الانتخابات..جاء فوز الجمهوري دونالد ترامب علي غير المتوقع.. بعد أن أعطتنا وسائل الإعلام الغربية خاصة الأمريكية.. واستطلاعات الرأي.. في الشارع الأمريكي.. إيحاء بأن الديمقراطية هيلاري كلينتون.. ستفوز بسهولة علي منافسها الحديث في عالم السياسة.. فهي كانت سيدة الولاياتالمتحدة الأولي.. في فترة رئاسة زوجها بيل كلينتون.. وعضوا في مجلس الشيوخ.. ثم وزيرة خارجية في عهد باراك أوباما.. أما ترامب فكان مشغولا بإدارة شركاته وممتلكاته.. بجانب تأليفه لبعض الكتب وظهوره كممثل ثانوي في بعض الأفلام. أصاب فوز ترامب الكثيرين بخيبة أمل.. خاصة مؤيدي هيلاري كلينتون.. الذين لا يريدون تصديق ما حدث.. ولم يتقبلوا فوز منافسهم حتي الآن.. ويقوم بعضهم بالتظاهر.. رفضا لنتيجة الانتخابات.. في ظاهرة تعتبر غريبة علي الانتخابات الأمريكية.. ومن المؤكد أن سبب ذلك هو الثقة الزائدة واعتقادهم بسهولة المعركة الانتخابية بالنسبة لمرشحتهم.. بسبب التأييد الإعلامي الكامل واستطلاعات الرأي الخادعة التي سبقت الانتخابات. وأربك تغلب ترامب علي كلينتون حسابات الكثير من الدول والأنظمة والمؤسسات السياسية والاقتصادية.. ونحن في مصر تابع أغلبنا عمليات الفرز والنتائج حتي الصباح.. وكان البعض يتمني فوز هيلاري.. والبعض الآخر يتمني دونالد.. وبعد إعلان النتيجة.. أصيب من يريد هيلاري كلينتون بالإحباط.. وشعر من أيد دونالد ترامب بالسعادة.. مع أنه لا هذه ولا ذاك.. يحملان الخير لنا.. فهدف الفائز منهما أيا كان.. هو أمن إسرائيل في المقام الأول.. كما أن الرئيس الأمريكي ليس سيد قراره.. وإنما ينفذ سياسات وضعها أصحاب القرار.. فهناك مجلس نواب ومجلس شيوخ وحزب معارض قوي وجماعات ضغط. ومنذ متي قدمت الولاياتالمتحدة لنا خيرا؟.. فكم من رؤساء جمهوريين.. وغيرهم ديمقراطيين.. ماذا قدموا لنا؟ سوي ابتزازنا والوقوف ضدنا في المحافل الدولية.. لصالح حليفتهم إسرائيل..دعونا نجلس ونراقب وننتظر.. لا نفرح ولا نحزن.. لا ننغمس في التشاؤم.. ولا نفرط في التفاؤل.. نهتم بأمورنا ونعتني ببلدنا ونحافظ عليها.. في انتظار ما تخبئه الأيام.