سعر الدولار أمام الجنيه اليوم في البنوك    انخفاض سعر الذهب اليوم وعيار 21 يسجل 4550 جنيها    عاجل- قناة السويس تبدأ تطبيق تخفيض 15% على رسوم عبور سفن الحاويات العملاقة لمدة 90 يومًا    أمير قطر يهدي ترامب قلم "مونت بلانك" خلال توقيع اتفاقيات استراتيجية مع الولايات المتحدة    حسام عاشور.. سعيد بتواصل الخطيب معي وسأعود إلى الأهلي قريبا    الأرصاد: طقس حار اليوم على أغلب الأنحاء ورياح مثيرة للرمال والأتربة غربًا وجنوب سيناء    وزارة العدل الأمريكية: اعتقال عالمة روسية بتهمة "تهريب أجنة الضفادع"    إيران تحدد شروطها للاتفاق النووي مع الولايات المتحدة    إعلام إسرائيلي: مباحثات جادة بين إسرائيل وعدة أطراف لوقف إطلاق النار في غزة    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 15 مايو 2025    بزشكيان ل ترامب: أمريكا تصف من يقاوم احتلال إسرائيل لفلسطين أنه يُهدد أمن المنطقة    وصل سعره ل 6800 يورو.. يسرا تتألق في «كان» بفستان لامع من توقيع إيلي صعب    هانئ مباشر يكتب: بعد عسر يسر    كيف تتخلص من ارتفاع ضغط الدم؟ 3 طرق فعالة دون أدوية    إيران تُحدد شروطها للاتفاق النووي مع أمريكا.. ما هي؟    نائب رئيس جامعة دمنهور تفتتح معرض منتجات الطلاب ضمن مبادرة «إنتاجك إبداعك»    قناة مفتوحة نتقل مباراة مصر والمغرب في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا للشباب اليوم    يبدأ التسجيل اليوم.. المستندات المطلوبة للتقديم بوظيفة معلم رياضيات بالأزهر    الحماية المدنية تسيطر على حريق كورنيش النيل بالمنيل    لايف.. تليفزيون "اليوم السابع" يكشف حقيقة فيديو حريق كورنيش مصر القديمة    نماذج امتحانات الصف الخامس الابتدائي pdf الترم الثاني جميع المواد التعليمية (صور)    مصر.. أمة السينما العربية الناجحة، سميح ساويرس وعمرو منسي في ندوة بمهرجان كان السينمائي    لأول مرة، جيتور تستعد لإطلاق X70 Plus المجمعة محليا بالسوق المصري    تباين آراء الملاك والمستأجرين حول تعديل قانون الإيجار القديم    السيطرة على حريق النخيل بكورنيش مصر القديمة    مصر تتصدر منافسات ثالث أيام بطولة إفريقيا للمضمار.. برصيد 30 ميداليات    لطلبة الشهادة الاعدادية 2025.. موعد امتحانات النقل والشهادة بمحافظة الوادى الجديد    صام "مو" وفاق مبابي، حلم الحذاء الذهبي يتلاشى عن محمد صلاح    أيمن بدرة يكتب: الحرب على المراهنات    الكشف عن نظام المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا 2025-2026    ريهام عبد الحكيم تُحيي تراث كوكب الشرق على المسرح الكبير بدار الأوبرا    مصرع وإصابة 17 شخصاً في حادثي سير بالفيوم    جدول امتحانات الصف الثالث الابتدائي الترم الثاني 2025 في جميع المحافظات    من بينهما برج مليار% كتوم وغامض وحويط.. اعرف نسبة الكتمان في برجك (فيديو)    وزير الخارجية: الرئيس السيسي يقود جهودًا دبلوماسية لوقف العدوان على غزة وإيصال المساعدات    تراجع أسعار الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الخميس 15 مايو 2025    موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    «5 استراحة».. اعثر على القلب في 5 ثوانٍ    سالي عبد السلام ترد على منتقديها: «خلينا نشد بعض على الطاعة والناس غاوية جلد الذات»    تحركات برلمانية لفك حصار الأزمات عن أسوان ومستشفيات الجامعة    كيف قضى قانون الجديد العمل على استغلال الأطفال وظيفيًا؟    قطر: إسرائيل غير مهتمة بالتفاوض على وقف إطلاق النار في غزة    عدد أيام إجازات المرأة وفقًا لقانون العمل الجديد    "أول واحدة آمنت بيا".. محمد رمضان يكشف أهم مكالمة هاتفية في حياته    وفاة الفنان السوري أديب قدورة بطل فيلم "الفهد"    بريمونتادا +90 أمام مايوركا.. ريال مدريد يؤجل احتفالات برشلونة في الدوري الإسباني    وصول حسام البدري والفوج الأول من الرياضيين المصريين إلى القاهرة    مصرع بطل مصر في كمال الأجسام إثر حادث تصادم بالتجمع الخامس.. ماذا حدث ؟    مصرع رجل وزوجته في حادث تصادم سيارتين أجرة ونقل على طريق طنطا- كفرالشيخ    حكم الأذان والإقامة للمنفرد.. الإفتاء توضح هل هو واجب أم مستحب شرعًا    خالد بيبو: حمزة علاء تهرب من تجديد عقده مع الأهلي    الكويت: سرطان القولون يحتل المركز الأول بين الرجال والثاني بين الإناث    وكيل صحة الدقهلية يشيد بجهود الآطقم الطبية والإدارية في شربين    الخارجية الأمريكية: ترامب يريد تحسن الوضع الإنسانى المتفاقم فى قطاع غزة    توسعات ل«إيجاس وهاربور إنرجي» في استكشاف الغاز ب«حقل دسوق»    الرئيس يتابع تنفيذ المشروع القومي لبناء الإنسان    ب«3 دعامات».. إنقاذ مريض مصاب بجلطة متكاملة بالشريان التاجى في مستشفى شرق المدينة بالإسكندرية (صور)    «الرقابة الصحية» تشارك بالنسخة الأولى من المعرض العربي للاستدامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين للحياة
يقدمها : فريد إبراهيم
نشر في الجمهورية يوم 11 - 11 - 2016

هذا الحوار الذي يترأسه شيخ الأزهر وزعماء الكنائس في الشرق والغرب يمكن ان يكون من أهم الحوارات التي شهدها العالم.. حوار الأديان هو حوار المؤمنين بإله قوي مدبر لهذا العالم ضد كل محاولات الإلحاد واستعباد الناس لغير خالقهم والاستهزاء بالعبادات وتسخير العالم لعبادة المادة وإبعادهم من السجود لله الواحد القهار.
الحوار الإسلامي المسيحي يتجدد في وقت يشهد فيه العالم المزيد من الاستعلاء علي جميع القواعد الإيمانية التي فطر الله عليها البشرية.. وتزداد فيه الفتن وينتج عنها العديد من الحروب التي تشهد فيها البشرية عمليات سفك للدماء بشكل غير مسبوق بعدما تطورت آلات الحرب والدمار.
إن الشيطان الذي أقسم بعزة رب العالمين ليغوين بني ادم أجمعين يحقق نجاحا هائلاً في هذا الصدد تشهد عليه أسلحة الدمار الشامل والمواجهات الدامية التي تشهدها البلاد والأقطار الإسلامية وعمليات الإرهاب التي يتعرض لها العالم كله والصراعات بين الشرق والغرب ومحاولات سيطرة الدول القوية علي كل موارد وثروات الدول الصغيرة.
إن الحوار يتجدد في وقت تتصاعد فيه نبرة التشدد من اطراف متعددة ومحاولات للاعتداء علي المقدسات وخاصة الإسلامية منها إعلاميا وعسكريا والمظاهرات والتفاعلات المنددة بهذه الافعال والتي من شأنها توسيع دائرة الخلاف وتأجيج النيران وإشعال الحرائق التي تتوعد بالثأر والانتقام.
ولكن ما هو رأي علماء الدين الإسلامي والمسيحي في هذا الحوار.. وهل اشتمل علي نقاط مهمة حقيقية ام هو مجرد عقد جلسات تنتهي بوصايا لا يشهد الواقع منها شيئاً.
هل تعرضت هذه الحوارات للمشاكل الحقيقية والتحدي الموجه للرسالات السماوية سواء في الشرق أو الغرب؟.. سألت احد الاقطاب العلمية في الأزهر الشريف وأحد كهنة كنيسة مار جرجس عضو المجلس الملي العام للأقباط الارثوذكس.. هل تعرض الحوار لعمليات الاعتداء علي الأديان خاصة في الغرب وتقنين تشريعات تبيح الزنا واللواط الذي يسمونه المثلية والعري والزنا والالحاد بزعم الحرية وماهو رأي المسيحية والإسلام في هذا الشأن؟
القمص صليب متي ساويرس كاهن كنيسة مار جرجس وعضو المجلس الملي العام للأقباط الارثوذكس يقول إن للمسيحية عندنا اخلاقا عليا نتمسك بها حث عليها المسيح والكتاب المقدس.. إن لدينا كمصريين بصفة عامة ثوابت دينية ووطنية تمثل أرضية مشتركة لنا جميعاً وتحمل معها كل الفضائل والقيم الأخلاقية التي حثت عليها رسالات السماء.. وهي قيم مشتركة لا يختلف فيها اي دين مثل الصدق والأمانة والعدل والحرية والتسامح وغيرها.. إن المسيحية كما ان الإسلام ايضا لا يحض اي منهما علي اي رذيلة او فاحشة كما ان الكتاب المقدس يحذر من ذلك وليس لنا اي علاقة بما يفعله الغرب في هذا الخصوص.. وما يفعلونه ليس تراثا مسيحيا سواء وافقت عليه الكنائس هناك ام لم توافق.. ليس تراثا مسيحيا.. بل ان المسيح برئ من هذه الأفعال التي تجعل اللواط والزنا شيئاً عاديا وليس أمرا مستهجنا. "التراث الكنسي"
سألته أليس هؤلاء الكهنة والقساوسة في الغرب يعتمدون في ذلك ايضا علي تراثهم الكنسي المسيحي؟
أجاب.. كلا هذا يعتمد علي تراث خاص بهم لاشأن له بالمسيحية ولا الكنيسة.. هذا تراث اخترعوه من عندهم يسمونه حقوق الإنسان يدوس علي القيم والفضائل ويعلي الرذائل.. والمسيح برئ منهم ومن أفعالهم.. إننا نقول بصوت عال ان الكنيسة في مصر ترفض كل هذه الممارسات وتعتبر ان كل من ينادي بها خارج علي تعاليم المسيحية والكتاب المقدس.. والدليل علي ذلك ايضاً لما عرضت قوانين الشواذ علي ملكة انجلترا رفضت التصديق عليه وقالت هذا يخالف الديانة المسيحية.
سألته ولماذا لم يتناول الحوار الإسلامي المسيحي هذه المسائل الشائكة ليضع حدا لها باعتبارها تمثل اعتداء صارخا علي الرسالات السماوية؟
أجاب.. بصراحة انا لا أعرف ولكن اسأل الذين يتحاورون هذا السؤال لما تجاهلتم هذه الأشياء المهمة جدا في حواراتكم؟ ولماذا لم تواجهوا هؤلاء بما يفعلونه من أشياء حرمتها المسيحية ثم يجعلون منها قانوناً عاديا في أوروبا؟. إن نصوص الكتاب المقدس تؤكد علي انه لا مضاجعين ذكور ولا اناث ولا قتلة يدخلون ملكوت السموات.
سألت الدكتور إبراهيم شعيب أستاذ مقارنة الأديان بكلية الدعوة بجامعة الأزهر ماذا يعني حوار الأديان اذا لم يتناول المسائل الشائكة التي قننها الغرب واباح فيها ممارسة الشذوذ والزنا والدعوة للإلحاد بزعم الحرية.. وهي أشياء تتعارض مع كل رسالات السماء وتناقض اي حوار ينادي بإعلاء قيم الكتب السماوية؟
أجاب ان الكنيسة حاربت في الثمانينيات الإلحاد وحربا لا هوادة فيها حتي سقط الاتحاد السوفيتي.. ومعه الشيوعية كما ان المسلمين ايضا حاربوا الماركسية والشيوعية التي تنكر وجود الإله ونحن جميعا نتفق في محاربة الإلحاد هنا في الشرق.. كما ان المسيحية تدين الشذوذ وتدعو الناس الي الصفاء الروحي وان المملكة الإلهية في الآخرة وليست في الدنيا.. وإذا كانت هناك نصوص تبيح الشذوذ فليأتوا لنا بها.. ولكن الله قال عن بعض من يتحدثون بالدين بحديث لا علاقة له بالدين "وان منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب.. ويقولون هو من عند الله وماهو من عند الله ويقولون علي الله الكذب وهم يعلمون" وهذا ما يفعله بالضبط بعض كهنة وقساوسة الغرب الآن.. فالحبر الأعظم للكاثوليك فرنسيس الأول له تصريحات مخيفة في هذا الشأن ويقول ان الشواذ لهم مكان في الكنيسة والجنة سيدخلها كل الطوائف. ولذلك فإن الكنيسة في أوروبا الآن انعتقت من سلطة الكتاب المقدس واصبح القديس يعقد للرجل علي الرجل.
أضاف ان الحوار الإسلامي المسيحي لابد ان يواجه هؤلاء بهذا الخروج الرهيب عن كل الرسالات السماوية.. وإلا فكيف تتحاور عن دين انت لا تؤمن اساسا بأركانه الاساسية ولا تحترم مقدساته وتفسر نصوص الكتاب المقدس علي هواك وتبيح الزنا واللواط وكافة أنواع الشذوذ.. ثم تقول حوار إسلامي مسيحي؟.. اين المسيحية في كل ذلك.. واين كلام المسيح.
ذكر ان الحوار الإسلامي المسيحي لابد ان يضع النقاط فوق الحروف في هذا الخصوص لتصدر الكنائس في الغرب قرارات وبيانات تندد بهذه الممارسات التي تتعارض مع المسيحية وتبين للشعوب الغربية أن هذه التشريعات التي تم تقنينها في الغرب تخالف المسيحية وتعليمات المسيح والكتاب المقدس.
اما حديث الإمام الأكبر أمام حكماء المسلمين المسيحيين فإنه وصف للواقع.. ولاشك ان الإسلام قد توعد كل من أعرض عن ذكر الله بأنه له معيشة ضنكا فقال "ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمي" وبالنظر الي خطيئة آدم الأولي فإنه ترتب عليها أشياء خطيرة فقد ظهرت عورته ووصفت الآيات الكريمة هذا المشهد فقالت: "فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة".. إن الانحرافات هي عدو المجتمع والبشرية وهي الطريق الممهدة للبعد عن منهج الله.
كما قال الإمام الشيخ الشعراوي رحمه الله انه يجب علينا ان نتغير من أجل الله لأن الله لا يتغير من أجلنا.
أضاف الدكتور إبراهيم شعيب إننا لابد ان نعلم هذا النشء بشكل جيد بحيث يتغلغل الدين في قلوب الناشئة حتي لا تؤثر عليه هذه الترهات القادمة إلينا من الغرب.. كما ان الخطاب الديني المستنير لابد ان يتبع منهج الأولويات ليعرف اي قضية يقدمها ولماذا؟.. واي قضية يؤخرها وان يتناول القضايا الجديدة التي تملأ الشارع الإسلامي ويضع لها حلولاً بحيث يجيب علي كل تساؤلات الشباب..
اضافة الي كل ذلك فإن هناك من القيم محل اتفاق بين كل الرسالات السماوية مثل الحرية والتسامح والعدل والصدق والعدالة الاجتماعية وغيرها.. لابد ان يتناولها اي حوار واي خطاب ديني.. ولابد للحوار الاسلامي المسيحي ان يسأل كنائس الغرب سؤالاً مهما لماذا تركتم اعداء الرسائل السماوية يفترون علي الكتاب المقدس ويشرعون بما لا يقوله المسيح ولا يشرعه الكتاب المقدس؟
الحضارات القديمة قامت علي أساس ديني.. وانهارت بانحرافها عنه
الاقتتال العالمي وليد حضارات بلا أخلاق لا تؤمن بدين
عبدالعزيز السيد
لقد أقامت الإنسانية أعظم الحضارات علي أساس الدين الذي سبقها ومنها ما ذكره القرآن الكريم من عاد وارم وثمود والفرعونية وغيرها ولكن فكر الإنسان الجامد المتطرف المنحرف المدعوم من الغرب ظهر مؤخراً ليهدمها علي نفس الفكر الديني ولكن بحجة أنها تماثيل وأصنام.
الدكتور عبدالغفار هلال عميد كلية اللغة العربية الأسبق جامعة الأزهر يقول: إن الدين ركيزة وفطرة عند الإنسان. ولا يوجد إنسان علي ظهر الأرض غير مدتين بفطرته فهو مخلوق يعلم أن هذا الكون له إله يدبره.. وإن كانت الأفكار قد اختلفت وتغيرت الآن وخضعت للعقل. ومن هنا أخطأ الناس في فهم الدين فمنهم من عبد الأصنام ومنهم من عبد الحيوانات ومنهم من عبد الكواكب والنجوم وكل هذا من ضعف العقل الذي عجز عن أن يصل إلي حقيقة الأولهية. لأن الألوهية يعرفها الناس عن طريق الرسل لأنها المعرفة الحقيقية الكاملة لقول الله "وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علي الله حجة" والاعتقاد ينشئ عنه السلوك. فالسلوك الإنساني يقوم علي أساس الدين. والدين يوجه الإنسان إلي الصلاح والخير والفلاح.
وأضاف د. هلال: أن القدماء المصريين آمنوا بالبعث والحساب وكانوا يضعون مع الميت الاطعمة اعتقاداً منهم أن الميت يبعث ويقوم ليأكل ويشرب وعلي أساس هذا الدين بنوا الأهرمات كمقابر لهم وبنوا المعابد من أجل العبادة وبذلك قامت الحضارة الفرعونية علي اساس الدين وجدنا عندهم الميزان الذي يرمز إلي الحساب بعد البعث وكذلك الحضارة الاغريقية كانت قائمة علي أساس ديني حيث كانوا يؤمنون بآله للشر وإله للخير.
كما قامت الحضارة الإسلامية والتي قامت علي أساس الدين الصحيح الذي صحح مسيرة البشرية وجاءت لتؤكد ما جاءت به الرسلات السماوية وأن كل الرسالات جاءت بالحق والعدل لأن ما يصلح الإنسان الاخلاق والقيم وحفظ الحقوق القيام بالواجبات واتقان العمل الذي هو أساس الحضارات والذي يعد ركيزة من ركائز الدين لقول رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" وقال كلما كان الدين نقيا بلا اعوجاج في فكرة استطاع أن يعد إنساناً صالحاً لإعمار هذه الأرض وإقامة الحضارة فيهاالتي تتشكل حسب قيم هذا الدين ويبدو أثره في إنجازاتها وكذلك الآثار تأخذ الشكل الاسلامي كما كانت الحضارة الفرعونية تأخذ شكل الحياة أو الدين في العصر الفرعوني وظهر هذا الشكل واضحاً جليا في مظهر المساجد والمدارس وكذلك الحضارة المسيحية فإذا انحرف هذا الدين في فكره وقيمه وانحرف اتباعه فجعلوا جوهره هشاً وهامشه جوهرا وحرفوا في معتقداتهم في الله وصار الحاكم إلها أو نصف إله أو ظل إله سقطت الحضارة ولو طال بها الزمن.
وقال د. هلال إن الانحراف في الاعتقاد بتضخيم الهامشي وتقزيم الجواهر والاساس والتركيز علي الشكل وإهمال المضمون هو أس البلاء وظهور الانفلات الاخلاقي والغش والخداع والاستيلاء علي ما ليس من حق الإنسان وكذلك ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ليبدأ العد التنازلي للانهيار الحضاري.
أما الدكتور شاكر موسي الاستاذ بجامعة الأزهر يقول: التاريخ يؤكد أن الدين دائماً يسبق الحضارة فعندما أهبط الله تعالي أبا البشر آدم عليه السلام أعطاه العلم كما جاء في قوله تعالي "وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم علي الملائكة" إذن فالحق تبارك وتعالي علم آدم العلم ليعمر الارض ويقيم الحضارة كما بني سيدنا نوح سفينته علي العلم لتستطيع القيام بمهمتها التي جهزت لها.
هذا العلم قام علي فكرة دينية وهي الإيمان بالله وتنفيذ أوامره في الابداع والإعمار.
وأضاف د. شاكر أن حضارات الأمم السابقة مثل عاد وثمود وفرعون وأصحاب الرس كلها قامت بعد إرسال الرسل إلي أقوامهم ليعلموهم التوحيد وأن يسيروا علي طريق الخير والصلاح والبعد عن الشر والفساد وفي الارض وعلي سبيل المثال بناء الإهرامات والمعابد الفرعونية تمت لإيمانهم باليوم الآخر والحساب فكانت تمثل مقابر لكن عندما انحرفت الحضارة عن أصل الدين تتجه إلي نهايتها وهو ما أشار إليه القرآن الكريم في انجراف فرعون حيث قال لقومه "أليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي أفلا تبصرون" ثم قال لهم كما حكي القرآن الكريم "ما علمت لكم من إله غيري" ثم قال لهم "أنا ربكم الاعلي".
وأشار د. شاكر إلي أن انهيار الحضارات يحدث دائما عندما تسقط الفكرة الدينية وتنحرف أو عندما يتحلل الناس من الدين فصير حاضرة عرجاء ما تلبث أن تسقط.
الشيخ أنا محمد إبراهيم يجيب عن السؤال
إخراج زكاة المال لتزويج الشباب .. جائز
جمال حمزة
يسأل محمد خليل الديب مدير عام من البحيرة: هل يجوز إخراج زكاة المال لتزويج شاب أو شابة حتي لو كان ابن أو ابنة المزكي؟
يجيب الشيخ أنا محمد ابراهيم من علماء الأزهر الشريف:
الزكاة هي الركن الثالث من اركان الإسلام وقد شرعت من أجل نشر الألفة والحب بين افراد المجتمع الواحد غنية وفقيرة صحيحة وسقيمة وكذلك علاج الفروق الاجتماعية فضلا عن التدريب علي البذل والشعور بالمسئولية فقد اخرج البخاري عن ابي موسي رضي الله عنه "إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعض وشبك أصابعه".
وفي الحديث الصحيح "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد بدون لفظ الواحد فهذه لفظة مدركة" - اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي".. وقال تعالي: "إنما المؤمنون إخوة" وقال تعالي: "رحماء بينهم".
وقد شرعت كذلك تطهيراً للإنسان من الذنوب والمعاصي والآثام.
قال تعالي: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" وعن المستحقين للزكاة قال تعالي: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم". هذه الآية الشريفة حددت مصارف الزكاة للمستحقين لها ومن التفسيرات الطيبة لكلمة في سبيل الله انها تشمل كل وجوه الخير والبر وليست مقصورة علي الجهاد في سبيل الله حيث تشمل بناء المستشفيات ودور العلم وتزويج الشباب المستحق اي صاحب الظروف الصعبة والفتيات المستحقة كذلك كاليتيمات الفقيرات قال صلي الله عليه وسلم: "انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطي وفرج بينهما وفي البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة. ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة".
ونقول للسائل لا مانع من الناحية الشرعية من إخراج الزكاة للمستحقين الذين يريدون العفاف والبعد عن الفواحش قال صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي اخرجه الترمذي عن ابي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال: "ثلاثة حق علي الله اعانتهم الناكح يريد العفاف والمكاتب يريد الأداء والغازي في سبيل الله" فمعية الله للمتزوجين تكمن في تأليف قلوب عباده القادرين لمساعدة من يريد العفة والبعد عن الحرام علي الا يكون ذلك للابن والابنة والزكاة لا تعطي للأصول ولا للفروع كالأب وان علا والابن وان نزل لأن هؤلاء يجب عليك نفقتهم.
والله تعالي أعلي وأعلم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.