أعرب الكاتب الصحفي خالد البلشي، نقيب الصحفيين، عن تقديره لدار الإفتاء المصرية على تنظيم البرنامج التدريبي المتخصص في تغطية القضايا الدينية والإفتائية، مؤكدًا أن هذه المبادرة تمثل خطوة استراتيجية نحو بناء شراكة حقيقية بين الصحافة والمؤسسات الدينية، تقوم على المهنية والشفافية، وتُعزز من وعي المجتمع في ظل التحديات الراهنة. جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح البرنامج، بحضور فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، ونخبة من العلماء والصحفيين.
الإعلام الديني بين الفهم العميق والحساسية المهنية وقال البلشي إن أهمية البرنامج لا تقتصر على كونه تدريبًا مهنيًا، بل هو بداية لصياغة وعي مشترك حول التعامل الإعلامي مع القضايا الدينية، التي تتطلب فهمًا دقيقًا وحساسية عالية في التناول، لما لها من تأثيرات مجتمعية عميقة. وأضاف: "نحن بحاجة إلى صحافة تحرس الحقيقة، وتفسر الخبر وتضعه في سياقه، لا تكتفي بنقله فقط".
3 محاور رئيسية لتأهيل الصحفيين دينيًا وأشار نقيب الصحفيين إلى أن البرنامج يمثل فرصة لتأهيل جيل من الصحفيين المتخصصين، القادرين على التفرقة بين الفتوى الرسمية والآراء الفردية، وتقديم المنهج الوسطي دون إقصاء للاجتها ونقل المعرفة الدينية بدقة، بعيدًا عن التضخيم أو التبسيط المُخلّ ومواجهة الفكر المتطرف بخطاب إعلامي متزن يجمع بين حرية التعبير والمسؤولية المجتمعية. وأكد البلشي أن حرية الإعلام لا تتعارض مع حماية المجتمع من التطرف، بل تتكامل معها، موضحًا أن النقابة تتمسك بالحق في التناول الحر، في إطار الدستور والقانون، مع ضرورة مراعاة الضوابط المهنية والحكمة في التعامل مع القضايا الحساسة. وتابع: "المعادلة الصعبة بين الحرية والمسؤولية يمكن تحقيقها من خلال ثلاث ركائز: الشفافية بالاعتماد على مصادر موثوقة مثل الأزهر ودار الإفتاء، والتعاون المستمر بين الصحفيين والعلماء، ثم الإبداع في تقديم المضامين بأساليب تواكب العصر دون المساس بالثوابت". وشدد نقيب الصحفيين على أن الإعلام مطالب اليوم بأن يكون قوة للبناء لا للهدم، وأن يضيء العقول بدلاً من أن يتركها نهبًا للفوضى. وختم كلمته بالتأكيد على استعداد النقابة، من خلال مركز التدريب التابع لها، لدعم هذه الجهود واستمرار التعاون مع المؤسسات الدينية، من أجل إعلام حرّ ومسؤول يحترم عقول الجمهور ويخدم المصلحة العامة.