سقطت اللقمة من يدي.. كنت أتناول طعام الإفطار وأقرأ الصحف ووقعت عيني علي خبر بالصفحة الأولي بعنوان "معركة بالمشارط بين طبيبين أثناء إجراء عملية جراحية لمريض". جاء في تفاصيل الخبر.. شهد مستشفي كفر الدوار العام حادثا مؤسفا حيث تطورت مشادة كلامية بين طبيبين إلي مشاجرة بالمشارط الطبية أثناء إجرائهما عملية جراحية لمريض لاستئصال الزائدة الدودية له وتطورت إلي مشاجرة تركا علي إثرها المريض وبطنه مفتوحة دون استكمال العملية الجراحية له!!! يا عيني علي العلم.. يا عيني علي الأدب.. يا عيني علي الأخلاق.. يا عيني علي البلطجة والإجرام.. يا عيني علي الطب.. يا عيني علي مهنة الأخلاق.. يا عيني علي ملائكة الرحمة. أخطأ من وصف الأطباء ب "ملائكة الرحمة"!! هل هناك ملاك بلطجي؟ هل هناك ملاك مجرم؟! قد تحدث مشاجرة في الشارع.. أو علي مقهي بسبب لعب القمار.. أو في سوق الخضار علي قفص طماطم.. أو في المدبح علي الكرشة ولحمة الرأس.. أما أن تحدث بين طبيبين؟ وفين؟ داخل غرفة العمليات والمريض نائم علي السرير تحت البنج وبطنه مفتوحة.. ومن مرتكبو الجريمة؟ اثنان من الأطباء ممن يطلق عليهم مجازا ملائكة الرحمة.. أي رحمة أيها المجرمون الأشرار؟.. وأين؟ في مستشفي كفر الدوار العام بمحافظة البحيرة. ومن المريض؟ فلاح غلبان من إحدي قري كفر الدوار. لم يقل لنا الخبر هل أجريت له العملية الجراحية أم لا وهل تمت إفاقته من البنج بعد خياطة الجرح أو ترك وحده بين الحوائط الأربعة في غرفة العمليات. ماذا سيفعل معهما وزير الصحة؟ وماذا فعل معهما وكيل وزارة الصحة بالبحيرة؟ وماذا ستفعل معهما نقابة الأطباء؟ هل يكفي إيقافهما عن العمل وإحالتهما للنيابة الإدارية والنيابة العامة؟ هل هذا يكفي؟ لا وألف لا.. بل يجب إجراء محاكمة سريعة لهما ولا قبول للصلح بينهما ومن يتدخل للصلح فهو مثلهما آثم ويستحق العقاب.. يجب منعهما من ممارسة المهنة لمدة عام وإغلاق العيادة الخاصة بكل منهما إذا كانت له عيادة خاصة "تغلق بالشمع الأحمر" وبعد انتهاء فترة العقوبة يتم نقل أحدهما إلي مستشفي شلاتين العام.. والآخر ينقل إلي مستشفي في العريش. لقد التقيت بالعالم الجليل الكبير مجدي يعقوب "84 عاما" متعه الله بالصحة والعافية وقال لي إنه ولد في بلبيس بمحافظة الشرقية حيث كلف والده بالعمل طبيبا بمستشفي بلبيس لمدة أربعة أعوام وهم أصلا من الصعيد ويعيشون في القاهرة حيث عمل الأب أستاذا بكلية الطب والتحق ابنه "مجدي يعقوب" بطب قصر العيني وأنه كان تلميذا للعالم الكبير كريستان برنارد الجراح البريطاني أول من نقل قلب إنسان ميت لقلب إنسان حي في كيب تاون بجنوب أفريقيا عام 1967 وأنه "أي مجدي يعقوب" تزوج من الممرضة الألمانية التي تعمل معه لأنه وجد إخلاصها ورعايتها للمرضي بكل اهتمام.