رغم الظروف الاقتصادية الصعبة تنتشر في مصر العديد من البدع والتقاليع الغريبة علي مجتمعنا وقد ساهم الإنترنت بشكل مباشر في نشرها ليلتقطها البعض ويبدأ في تقليدها ومن أبرز ما يتم التسويق له مؤخراً الاحتفال "بالهالوين" أو عيد الرعب الأمريكي والذي يتم الاحتفال به آخر ليالي شهر اكتوبر في الولاياتالمتحدةالأمريكية بارتداء الملابس التنكرية المرعبة والوجوه الدموية لبعض الشخصيات الأسطورية في عالم الرعب وفي مصر بدأ المتآمركون في عمل بعض النماذج لبيوت الرعب في المولات مستخدمين أعلي التقنيات التكنولوجية والمؤثرات الصوتية والبصرية كما تقوم بعض المدارس الدولية ودور الحضانة الخاصة في طلب ملابس تنكرية من التلاميذ للاحتفال بالهالوين بالتزامن مع الاحتفال به بأمريكا. يقول وليد محمد مهندس بدأت احتفل مع أصدقائي بعيد الهالوين أو عيد الهلع من حوالي 3 أعوام خاصة بعد انتشار سينما الثري دي ومؤخراً ظهر نوع جديد من الرعب وهو بيوت الرعب التي تحتوي علي شخصيات شهيرة من أفلام الرعب الأمريكية وليست عرائس تماثيل وهذا النوع أول مرة يتواجد في مصر فالبيت عبارة عن حجرات بها هذه الشخصيات التي تطاردنا ومن المفروض القيام بمهمة ما داخل المنزل نعرفها من البداية مثل فك قيود أحد الأشخاص والبحث عن المفاتيح هو المغامرة فنبحث عنها وسط الدماء والأشباح وغيرها وعلينا اكمال المهمة للنهاية أو الخروج في حالة عدم القدرة علي إتمامها ويبلغ سعر التذكرة في الأيام العادية 100 جنيه وبالهالوين 200 جنيه والحجز مسبقاً والموضوع كله نوع من تغيير الروتين والمغامرة. ويتفق معه عمرو محسن طالب مؤكداً أن الاحتفال بالهالوين نوع من كسر الملل لا أكثر حيث تقوم بعمل المقالب المرعبة للاصدقاء باستخدام أدوات معينة نشتريها من محال معروفة ببيع هذا النوع من الخدع والتي نراها في البرامج التليفزيونية مثل أجزاء الجسم كالأيدي والأرجل المقطعة والمدممة وماسكات من الجلد لشخصيات مرعبة وغيرها من الخدع القديمة كالحشرات والزواحف ولكن الآن يتم عملها بطرق تبدو وكأنها طبيعية وأسعارها تبدأ من 100 جنيه. ويلتقط مصطفي حسن طالب طرف الحديث ساخراً سأتنكر هذا العام في زي كيس سكر فهو الأكثر رعبا هذه الأيام مؤكداً أن المصريين لا ترعبهم هذه التصرفات فغلاء أسعار السلع والدروس والثانوية العامة أكبر رعب يواجه الأسر المصرية باختلاف شرائحها قائلاً : "مفيش رعب أكثر من وجود 640 طالباً في درس خصوصي هو ده الهلع فعلاً". يؤكد هاني أحمد أن سينما الثري دي والمجسمة تستعد للهالوين من نصف شهر أكتوبر بمجموعة من أقوي أفلام الرعب والإقبال يتزايد خلال هذا الشهر لاحتفال الشباب بالهالوين وتم الآن تحديث دور السينما لتصبح سينما 360 درجة والتي تتمير بوجود تقنيات أعلي في الصورة تحيط بالمشاهد من جميع الجوانب وليست علي شاشة أمامية فقط والكرسي يتحرك 360 درجة وعن طريق النظارة تشعر كأن الرعب حولك من كل الجهات والوحوش والشخصيات المرعبة تمر بجوارك. ويشير محمد مجدي مهندس إلي أن المدارس خاصة الدولية تحتفل بالهالوين ويتم طلب شراء الملابس التنكرية للأطفال فالبعض يعتبر هذا اليوم "Fun day" لا أكثر مجرد حفل لاسعاد الأطفال وارتدائهم أزياء للشخصيات المفضلة لديهم والمحلات التي تقوم ببيع هذه النوعية من الملابس أصبحت منتشرة بصورة كبيرة ويتم عرض ملابس الشخصيات بداية من أول اكتوبر حتي آخره. تقول مريم حسن صيدلانية ابنتي تبلغ من العمر 4 سنوات وتذهب إلي حضانة عادية بمنطقة شبرا وفوجئت بأنها تخبرني عن الحفل التنكري والمدرسون تركوا لهم حرية اختيار الشخصية وبالفعل أحضرت لها زي الساحرة الشريرة بناء علي رغبتها وسمعت عن العديد من المدارس التي تقيم هذا الحفل وأري أنه يجب توعية أبنائنا أن هذا اليوم ليس عيداً لدينا لأنه يوجد اتجاه ببعض المدارس نحو تغريب الأطفال وضياع هويتهم. ويقول هشام مكي صاحب محل نستعد ليوم الهالوين من بداية أكتوبر بمجموعة من الماسكات المرعبة والخدع والأزياء والتي تلقي إقبالاً شديداً من طلبة المدارس والشباب فالهالوين أصبح يوماً خارج عن المألوف والاحتفال به للمغامرة والإثارة مشيراً إلي اتجاه بعض خبراء الماكياج إلي احتراف عمل مكياج الهالوين ويلقي إقبالاً كبيراً من الفتيات خاصة في هذا اليوم. غياب الثقافة يعلق علي ذلك د. جمال فرويز استشاري الطب النفسي قائلاً إن غياب دور وزارة الثقافة بمفهومها الصحيح أدي لظهور عادات وتقاليع غريبة عن مجتمعنا وأصولنا وبعد الاحتفال بالهالوين أو عيد الرعب احدي هذه الظواهر حيث ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا علي تقريب المسافات بين البلدان وإطلاع كل بلد علي ثقافة الأخري والتأثر بها لكن يتوقف هذا التأثر علي قدرة ثقافة كل منها في الوقوف كحائط صد لهذه العادات الدخيلة مشيراً إلي أنه خلال 30 عاماً فترة حكم مبارك تم تجريف الثقافة والقضاء علي دورها التنموي والابداعي فبعد أن كانت لدينا ثقافة جماهيرية ومسرحيات ودراما وموسيقي ترتقي بالذوق وترفع الوعي وتنمي الفكر لدي الكبار والصغار أصبحنا نستمد من الغرب كل شيء فالمدارس الأجنبية تنشر الثقافة الاجنبية للاطفال بينما مدارسنا أهملت هذا الدور وانتشرت ظاهرة التقليد للمجتمعات الغريبة من باب الإثارة والمغامرة مؤكداً علي ضرورة عودة دور وزارة الثقافة فالأمن وحده لا يكفي لإقامة دولة قوية.