لا يستطيع أحد انكار الارتفاع الفاحش في الاسعار.. واختفاء وندرة بعض السلع.. وانخفاض قيمة الجنيه المصري.. الذي اصبح لا قيمة له.. فهل بحثنا عن اسباب كل ذلك؟ من المؤكد ان هناك اسبابا داخلية وخارجية..الاسباب الخارجية تاتي في اطار المخطط العربي لحصار مصر وتجويعها وتركيعها.. اما الاسباب الداخلية فمتعددة ومنها.. التناول الاعلامي.. وغياب الضمير.. وجشع وطمع التجار. فالاعلام يساهم في صنع الازمات.. اما عن عمد واما عن جهل.. فكثرة تناول ازمة الدولار والتوقعات غير المدروسة وغير المسئولة بارتفاعه مقابل الجنيه.. يؤدي الي زيادة الطلب عليه لاكتنازه مع اختفائه من السوق.. وبالتالي يحدث ارتفاع غير مبرر في سعره.. والاعلان عن وجود ازمة في السكر او الارز او غير ذلك من السلع الاساسية.. تدفع التجار الجشعين واصحاب الضمائر الغائبة او الميتة.. الي تخزين كميات كبيرة من هذه السلع.. لتعطيش السوق.. مما يؤدي الي ازمة في توافر هذه السلع.. وارتفاع اسعارها بشكل مبالغ فيه.. ويجعل الجميع يشتكون مر الشكوي من الغلاء وصعوبة المعيشة. وحدوث مثل هذه الافعال.. في مثل هذه الاحوال.. التي تعاني منها مصر.. يعتبر غباء من البعض وخيانة من البعض الاخر.. غباء من الطماعين.. وخيانة من المتآمرين.. ففي الوقت الذي يمضي فيه المخطط الغربي لحصارنا.. بضرب السياحة.. ووقف الاستيراد من مصر.. واختلاق الازمات.. وانخفاض عائدات القناة بسبب تدهور اسعار البترول.. وتعنت صندوق النقد الدولي.. وتوقف الدعم العربي.. وغير ذلك من اوجه التآمر.. بتصرفاتهم التي تخنق المجتمع.. وتفقده الثقة في قدرة حكومته علي مواجهة هذه الازمات. الحل ليس في تغيير السياسات.. فالسياسات تغيرت وتبدلت وظل الوضع علي ما كان عليه بل اسوأ مما كان.. فهي مجرد سياسات نظرية.. لا تطبق او لايمكن تطبيقها علي ارض الواقع.. انما الحل بسن القوانين المشددة والعقوبات الرادعة.. والضرب بيد من حديد.. علي ايدي المتآمرين والمتاجرين والمتلاعبين بقوت الشعب. لايجب ان نركن الي التوعية.. ونعول علي الضمير والانتماء والمبادئ.. فقد ماتت هذه القيم وانعدمت.. ماذا ننتظر ممن يذبحون الحمير والحيوانات النافقة ويبيعونها كلحوم صالحة للاستهلاك الادمي؟.. وماذا ننتظر من مصنعي اللحوم الذين يغشون كل شئ لمجرد جشعهم وطمعهم في تحقيق مكاسب خرافية؟.. ومن يخزن السلع الاساسية؟.. لترتفع اسعارها اكثر مما هي مرتفعة.. بسبب انخفاض قيمة الجنيه.. وزيادة الضرائب. لن يرتدع هؤلاء الا اذا كانت قبضة الدولة قوية.. لا ترحم هؤلاء ولا تأخذهم بهم شفقة.. ولا تستثني احدا منهم.. ولا تصادر المضبوطات فقط.. بل تصادر اموالهم كلها.. وتوقع عليهم اقصي واقسي العقوبات.. ليكونوا عبرة لغيرهم.. لانهم لم يرحموا الطبقة الكادحة.. التي تمثل اغلبية سكان مصر.. وحاربوهم في قوتهم ومعيشتهم.. ومن لايرحم لا يرحم.. ومن امن العقاب .. اساء الادب والتصرف.