عدة تساؤلات طرأت علي ذهني وأنا أقرأ عدة تقارير حول رصيدنا المتواضع من الذهب. عقب خبر تداولته وسائل الصحف عن قيام لجنة الصناعة بمجلس النواب إلي السفر إلي منجم السكري لمتابعة سير العمل به والوقوف علي حقيقة ما يثار حول سيطرة شركات بعينها علي إنتاجه وأن الدولة لا تستفيد منه إلا بالقدر اليسير. ومطالبة اللجنة بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق. وكشف أوجه القصور التي جعلت مصر أم الذهب في المرتبة السابعة عربيا باحتياطي 75.6 طن فقط. في حين أن السعودية تحتل المرتبة الأولي عربيا باحتياطي 323 طنا تقريبا. أما عالميا فحدث ولا حرج فهي تقع تقريبا في القوائم الأخيرة بينما تحتل ماما أمريكا المرتبة الأولي باحتياطي 81 ألفا و333 طنا من مجموع 155 ألفا و244 طنا حصيلة الإنتاج العالمي من الأصفر. من بين التساؤلات.. كيف تحتل مصر هذه المرتبة المتدنية وهي ترقد علي حوالي 120 منجما؟ وكيف لا يستغل من هذا العدد الهائل سوي 3 مناجم فقط أشهرها السكري بالصحراء الشرقية عند البحر الأحمر؟ وكيف لا نقوم بتنقية ما يتم استخراجه في معاملنا بدلا من السفر بها جوا إلي بلاد العم سام مقابل عمولات؟ ولماذا لم تقم شركات مصرية خالصة مائة في المائة بأعمال التنقيب؟.. خاصة وأن الفراعنة كانوا يقومون بذلك بأنفسهم ولم يلجأوا إلي بلاد أخري لتستخرج وتنقي لهم. والدليل مجموعة توت عنخ آمون الذهبية التي لا مثيل لها في العالم ولا تقدر بثمن سواء في النقاء أو التطويع أو الإبداع لخام الذهب مع تلوينه وتطعيمه بالجواهر النفسية. وهذا الفرعون واحد من مائة فرعون تقريبا حكموا خلال ال 30 أسرة فرعونية كانوا يدفنون بأجمل وأعظم الجواهر من هذا الفرعون الشاب الذي مات فجأة. فتم دفنه وتذهيب قناعه وتابوته وما كان يستخدمه لتودعه معه في مقبرته. ولكنها للأسف تم سرقتها عبر العصور ولم يتبق لنا إلا قطع هذا الفرعون الصغير. وأتساءل.. كيف ونحن في القرن ال 21 نترك كل هذه المناجم دون استغلال. ولم نتعب في البحث عن مناجم أخري عل وعسي؟.. ولماذا لم نطور من أدواتنا في كيفية البحث والتنقية مثلما كان الفراعنة يفعلون وبأدوات أعتقد ليست متطورة تكنولوجيا كعصرنا هذا؟.. خاصة وأن هذا المعدن النفيس موجود بكثرة علي أرضنا ولم نستورده وكذلك لأنه هام وضروري للخروج من أزمتنا الاقتصادية الطاحنة. وبه يمكن بيعه بمليارات المليارات من الدولارات ونكون من أغني الدول ولا نحتاج "للي يسوي وما يسواش". وأتساءل بل وأتعجب لماذا لم نستغل كل كنوزنا خاصة في هذا الزمن؟! كنز واحد وهو الذهب ممكن أن يحل مشاكلنا. فما بال غيرها من الثروات وهي بالعشرات إذا ما أعملنا العقل وفكرنا وأجهدنا أنفسنا ونعيد تاريخ الأجداد. فلا يجوز أن يكون إنتاجنا من الذهب لوحده طوال القرن الماضي 7 أطنان مع أن الجرام الواحد يباع حاليا ب 532 جنيها لعيار "21" فقط. ولو ضربنا هذا الرقم في الإجمالي تخيل كم يكون الناتج بالجنيه. وهذا بالنسبة لما تم إنتاجه. فما بال لو كان أضعاف ذلك لو سعينا إليه! أتمني من اللجنة البرلمانية أن تكون أثناء الزيارة تحققت من كل شيء يجري في منجم السكري وإطلاعنا بالنتائج بشفافية وبسرعة ودون مجاملة. ومحاسبة أعتقد من المسئولين في الثروة المعدنية التابعة لوزارة البترول الذين غضبوا مني عندما فتحت هذا الملف منذ 10 سنوات تقريبا ودعوني لزيارة هذا المنجم الذي يعد ثالث منجم في العالم تقريبا ولكني رفضت والدعوة مازلت أحتفظ بها. وأتمني من الحكومة الاهتمام بكافة المناجم والعمل علي تطويرها. واستيراد المعدات والأدوات اللازمة للذهب. لأنه بصراحة عيب أن نكون أحفاد الفراعنة الذين كانوا أول من اكتشف هذا المعدن الثمين واستخرجه وطوعه وتفنن فيه. ونحن مازلنا في غفلة وفي غاية التخلف نبحث عن شركات ودول تقضي لنا مصالحنا وتنعم بخيراتنا وتترك لنا الفتات.. وفي النهاية يبقي السؤال الأهم وهو.. أين ذهب الذهب؟! .. وأخيراً: * يوجد في مصر 90 منجما من أيام الفراعنة ومنجم الفواخير المنسي تم اكتشافه واستغلاله في عهد سيتي الأول 1200 سنة ق. م. * أغلب المناجم بلا حراسة.. مما يعرضها للسرقة من قبل الباحثين عنه بجهاز الكشف عن الذهب وما أكثرهم. * سمعنا أن هناك نية لبيع جزء من رصيد الذهب الذي يساهم في الاحتياطي النقدي ب 3.2 مليار دولار! * هل إقرار قانون الهجرة غير الشرعية.. سيحد من الظاهرة؟! * عقبال قانون الإعلام الموحد. * مبادرة التجار والشعب.. إيد واحدة.. هل تنجح؟! * التسعيرة الجبرية.. الحل! وبلاش نضحك علي نفسنا. * تأكيد اليونسكو علي الحقوق العربية في القدس.. أفقد صواب الصهاينة.