هل وقعنا في فخ صندوق النقد الدولي؟.. هل خدعنا الصندوق.. أم نحن الذين خدعنا أنفسنا؟.. هل أوهمنا الصندوق.. أم نحن الذين توهمنا.. وصدقنا أنفسنا.. واقتنعنا ببراءة الصندوق.. وقلنا للعالم كله أن قرضنا من الصندوق بلا شروط..؟ هل أخفي الصندوق شروطه عنا.. ثم فجأة أظهرها حينما دخلت "الفأس في الرأس"..؟!.. لقد عدنا من جديد نسمع عن وصفات ذلك الصندوق سيئ السمعة.. ومع الحديث عن تعويم الجنيه كشرط ملزم بعد أن قلنا أنه لا شروط مع القرض ومع كل القلق الذي ينتاب البعض.. رغم ترحيب البعض الآخر بالتعويم.. ومع كل السلبيات التي ستعاني الغالبية آثارها.. أخذ حديث الوصفات سيئة السمعة لهذا الصندوق يتسرب إلينا مرة.. نسمع الآن عن الخصخصة.. الاجبارية مرة أخري.. نسمع الآن عن وصفة قاتلة أخري بالغاء دعم المنتجات البترولية.. ولابد أن هناك أشياء أخري.. سوف تسربها الأيام.. في حديث "القرض غير المشروط".. والذي أسفر عن شروط "مجربة".. أدت إلي اشعال الحرائق.. عند كل من جربها.. ومطلوب منا الآن أن نبتلعها.. وأن ندعو الله ألا نلحق بمن جربها. هل سنعود مرة أخري إلي الخصخصة فتفقد مصر ما بقي من أصول نجت من خصخصة مبارك وعاطف عبيد؟ أليس بنك القاهرة الذي يتردد الآن مرة أخري أنه سيطرح للبيع.. أو في أقوال أخري: نسبة منه.. أليس هذا البنك هو الذي أوقف المشير طنطاوي بيعه؟ في مجلس وزراء مبارك؟.. هل يباع هذا البنك أو نسبة منه.. والبنك أعلن عن أرباح.. بملياري جنيه؟.. لماذا نفقد الدولة هذا الربح؟.. ألا تكفينا نماذج الخصخصة السيئة في عهد مبارك؟ وقد وعدت الحكومة بألا ترفع أسعار الوقود.. اكتفاء بما رفعته بالفعل من ماء وكهرباء وضرائب وغيرها.. ولكن الناس لم تصدق الحكومة.. وعادت الحكومة تؤكد مرة أخري لا رفع لأسعار البنزين.. ولكن أخيراً سيتضح أن الناس كانت أصدق من الحكومة.. وأن الناس بخبرتها عرفت ما يدور في رأس الحكومة.. حتي وأن أنكرته.. الآن يتضح أن رفع الدعم عن المنتجات البترولية هو أحد شروط الصندوق.. في القرض الذي قالوا أنه بلا شروط. ومع موجات الغلاء المتتالية التي لا تتوقف.. مع أزمة الدولار.. ومع قانون القيمة المضافة.. ومع أزمات متكررة لألبان الأطفال ثم الأرز والسكر.. سوف يكون رفع أسعار البنزين والسولار وغيرها كارثة أخري من وصفات الصندوق تؤدي إلي اشتعال كل شيء من مواصلات.. وسلع وخدمات.. فهل ترضخ الحكومة لهذا الشرط. فتؤدي في هذا الوقت الحرج التي تزداد فيه معاناة الجميع. إلي اشتعال الشارع غضباً مع كل عمليات التحريض المتواصلة..؟! لماذا لا تصارح الحكومة الشعب بأن القرض كان في البداية بلا شروط. ثم أصبح مكبلاً بالشروط. إن كان الأمر كذلك بالفعل. أو أن تقول أن البنك انضم إلي خطة حصار مصر التي تقودها أمريكا.. وأنه خضع لتعليمات جديدة من أمريكا.. لفرض هذه الشروط..!! المصارحة هنا واجبة.. وإن كنا نأمل ألا تقبل الحكومة بشروط الخصخصة.. أو بشروط رفع الدعم في هذه المرحلة. إن الحكومة مطالبة أولاً وقبل أن تقدم علي خطوات تؤدي إلي المزيد من الأعباء.. وتسبب المزيد من صعوبة الحياة لغالبية مواطنيها.. أن تولي أمر الأزمات المتتالية اهتمامها.. أن تبحث تشريعياً وإدارياً كيف تواجه انحرافات المحتكرين من التجار.. وأن تضبط الحلقات التي تتحكم في زيادات غير مبررة وغير مقبولة للأسعار.. أن تتصدي لهؤلاء الذين يرفعون الأسعار كل يوم وكل ساعة.. وهي مهمة ليست هينة.. ولكن انجازها لا مفر منه.. وهي معركة طويلة وممتدة.. لأنها تواجه سلوكيات بشرية منحرفة في المقام الأول. ** آخر الكلام : * نسمع كل يوم عن المصانع المعطلة.. لماذا لا يتكلم وزير الصناعة عن جهد الحكومة في اعادتها إلي العمل؟! * أتوقع الآن مع كل مناسبة قومية.. خطاب للرئيس.. أو احتفال وطني أو قومي.. أن أشهد كوارث وأخطاء في تنفيذه.. سواء من جانب التليفزيون الذي يسكت عما يحدث من تشويه للصوت أثناء الاذاعة أو التسجيل.. أو من جانب منظمي الحدث نفسه.. هذه المرة كان الخطأ فقط في عدم اذاعة السلام الوطني.. بسيطة..!!.. الأمر يستدعي اعدام المتسبب.. فعلاً اعدام علي طريقة رئيس كوريا الشمالية.. عندئذ لن يتكرر الخطأ.