أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ان مصر تولي دائماً أهمية كبري لعلاقاتها مع دولة السودان الشقيقة مؤكداً حرصها علي المشاركة في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني السوداني المنعقد بالخرطوم وفيما يلي نص الكلمة: "بسم الله الرحمن الرحيم" اسمحوا في البداية أن أتوجه لكم جميعا بكل التحية والتقدير والاحترام والحقيقة وأنا حرصت علي تواجدي معكم وإنني أحمل إليكم من أشقائكم في مصر التحية والتهنئة ولابد أن تكونوا متأكدين أننا سعداء بحواركم وبتواصلكم وبالنتائج الايجابية التي تحققت للأشقاء في السودان يجب ان تعلموا ان أشقاءكم في مصر يتمنون لكم كل الخير والسلام والأمن والاستقرار" "فخامة الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان الشقيق.. فخامة إدريس ديبي رئيس جمهورية تشاد ورئيس الاتحاد الافريقي فخامة الرئيس محمد ولد عبدالعزيز رئيس موريتانيا فخامة الرئيس يوري موسيفيني رئيس جمهورية أوغندا السادة أمناء المنظمات الاقليمية الدولية السادة الوزراء السيدات والسادة".. "أود في البداية أن أعرب عن بالغ سعادتي لوجودي اليوم بين أهلي من أبناء السودان لأكون شاهدا علي هذه المحطة الهامة في تاريخ السودان الحديث والتي جاءت بمبادرة كريمة من فخامة الرئيس البشير وبعد جهد كبير بذله كافة الأشقاء في السودان لاجراء حوار وطني يجمع كافة أطياف المجتمع السوداني ملتفين حول زعامة قوية ورؤية ثاقبة وهدف مشترك لاعلاء مصلحة السودان وتحقيق السلام والاستقرار في ربوعه. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته خلال مشاركته في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني السوداني المنعقد بالخرطوم. "أخي الرئيس السيدات والسادة الحضور لقد أولت مصر دوما أهمية كبري لعلاقاتها بالسودان الشقيق وهي الدولة الشقيقة الجارة التي تجمعنا بها حدود مشتركة وترابط ثقافي واندماج بشري فريد من نوعه يضرب بجذوره في أعماق التاريخ وفي هذا الاطار تحرص مصر كل الحرص علي تكثيف التعاون مع السودان والعمل علي ترسيخ المصلحة المشتركة في شتي المجالات بما يسهم في تعزيز مساعينا نحو التنمية والرخاء ويحقق الأمن والاستقرار لشعبينا وشعوب المنطقتين العربية والإفريقية".. "وأود أن أعرب في هذا السياق عن سعادتي وارتياحي إلي نجاح أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي عقدت في المرة الأولي علي المستوي الرئاسي في القاهرة خلال الأسبوع الماضي وصولاً إلي التوقيع علي وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وأثق في أننا سنبني علي ذلك النجاح سويا مزيدا من التعميق لهذا التعاون الوثيق. "فخامة الرئيس لقد دعمت مصر كافة الجهود التي بذلتموها لارساء الاستقرار والسلام في أرجاء بلدكم العزيز وكانت مصر من أولي الدول التي رحبت بدعوتكم لاقامة حوار وطني مجتمعي شامل يجمع كافة الأحزاب والحركات والكيانات السياسية والمجتمعية في السودان ويعمل علي ترسيخ بنية الدولة السودانية الحديثة القائمة علي مباديء المشاركة والديمقراطية بما يكفل الاستمرار في حماية الحقوق والحريات ويسهم في تحقيق الأمن والرخاء لكافة المواطنين السودانيين. "كما رحبت مصر بمبادرتكم الكريمة بالتوقيع علي خارطة الطريق المقدمة من آلية الوساطة الافريقية في مارس الماضي وحرصكم علي الاستجابة للمساعي الاقليمية والدولية الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في كافة أنحاء السودان وتأكيدكم لفتح باب الحوار لكافة القوي والفصائل السودانية. "أخي الرئيس إنني إذ أشيد مجددا بشجاعتكم كرجل دولة في اتخاذ القرارات المصيرية التي يكون من شأنها الحفاظ علي مصالح السودان العليا وإذ انوه بالتقدير بمبادراتكم الوطنية من أجل العمل علي تحقيق وحدة الصف السوداني وأثق بأن حكمتكم المعهودة ستمكنكم مجددا من حيث كل القوي المخلصة لأبناء السودان لاستكمال الطريق في اتجاه تحقيق ما تم التوافق عليه في إطار الحوار الوطني. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته "وأثق بأن حكمتكم المعهودة ستمكنكم مجددا من حيث كل القوي المخلصة لأبناء السودان من استكمال الطريق في اتجاه تحقيق ما تم التوافق عليه في إطار الحوار الوطني من العمل علي تشكيل حكومة وحدة وطنية تستأنف جهود تطوير الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاشراف علي عملية الاصلاح الدستوري بما يضمن تحقيق آمال الشعب السوداني في الاستقرار والسلام. "أخي الرئيس السيدات والسادة الحضور يطيب لي في ذلك السياق أن أنوه بالجهود الإقليمية والدولية المبذولة لدعم السودان لاستعادة استقراره وأنا أؤكد دعم مصر التام للجهود التي تقوم بها الآلية الإفريقية رفيعة المستوي برئاسة الرئيس "ثابو مبيكي كما أضم صوتي إليكم فخامة الرئيس في دعوتكم لكافة القوي المخلصة من أبناء السودان لدعم جهودكم لايجاد مجال سياسي أرحب ومظلة سياسية متفق عليها يتحرك في إطارها كل وطني يبتغي تحقيق آمال أبناء السودان. كما أن دعوتكم لكافة الحركات للالتحاق بهذه الجهود يتيح لأشقائنا السودانيين في دارفور وفي النيل الأزرق وجنوب كردفان وفي كافة ربوع السودان أن ينعموا بالسلام والرخاء ليكون أهل السودان جميعا علي قلب رجل واحد متجهين معا لتحقيق ما تم التوافق عليه من إعلاء لمباديء المواطنة باعتبارها أساساً للحقوق والواجبات المتساوية لكل السودانيين واحترام حقوق الانسان وحمايته والفصل بين السلطات حتي يلتف الشعب كله حول جيشه بما يتيح لكل الأشقاء في السودان أينما كانوا أن يعيشوا في كنف وطن موحد تعلو فيه الهوية الوطنية السودانية علي ما عداها في ظل استقرار سياسي وفي ظل الحفاظ علي الشرعية الدستورية الجامعة التي تنبع من إرادة الشعب "وأود أن أشدد في هذا السياق علي استعداد مصر لبذل كل جهد بهدف دعم كافة السودانيين بالمضي في هذا الطريق.. "أخي الرئيس اسمحوا لي الختام أن أهنئكم مجددا علي هذه الخطوة الهامة في سبيل تعزيز استقرار السودان ورخائه وأنا أؤكد لكم دعم مصر الكامل للسودان الشقيق العزيز علي قلب كل مصري وحرصها الدائم علي تحقيق السلام والتنمية والازدهار في ربوعه. جلسة مباحثات وكان الرئيس السيسي قد عقد فور وصوله الي العاصمة السودانية "الخرطوم" اجتماعاً مع الرئيس السوداني عمر البشير تم خلاله التأكيد علي عمق العلاقات التي تربط بين البلدين وأهمية متابعة نتائج اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي عقدت علي المستوي الرئاسي لأول مرة في القاهرة الاسبوع الماضي من أجل الوصول بعلاقات التعاون المشترك الي الآفاق التي تلبي طموحات الشعبين وتحقق المصلحة المشتركة للبلدين وفقاً لوثيقة الشراكة الاستراتيجية التي تم التوقيع عليها في ختام أعمال اللجنة المشتركة وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الجمهورية إنه تمت أيضاً مناقشة نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوداني حيث أكد الرئيس السيسي دعم مصر ومُساندتها لكافة الجهود التي يقوم بها الرئيس عمر البشير لتعزيز وحدة الصف وتحقيق السلام والاستقرار في كافة أنحاء السودان. وقد انضم الي الاجتماع في وقت لاحق الرئيس الشادي ادريس ديبي والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني حيث تمت مناقشة آخر التطورات علي الساحة الافريقية وسبل دعم جهود إحلال السلام والاستقرار في ربوع القارة.. كما تم تناول عدد من القضايا والتحديات التي تواجه الدول الافريقية حيث تم الاتفاق علي زيادة التنسيق والتشاور خلال المرحلة المقبلة من أجل تعزيز الجهود الافريقية الرامية الي التصدي للتحديات المختلفة ومواصلة عملية التنمية. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد وصل صباح اليوم الي الخرطوم للمشاركة في ختام أعمال مؤتمر الحوار الوطني السوداني وكان في استقباله في مطار الخرطوم الرئيس عمر البشير حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمية. وعقدت أعمال الجلسة الختامية للموتمر بقاعة الصداقة بالخرطوم بحضور الرؤساء عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز والتشادي إدريس ديبي والأوغندي يوري موسيفيني وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط وأمين عام الشئون السياسية بمنظمة التعاون الاسلامي عبدالله العالم ويشارك في أعمال المؤتمر- الذي يمثل ختام أعمال الحوار الوطني بالسودان- 87 حزبا سياسيا و34 حركة و66 شخصية عامة بالسودان بجانب وزراء الحكومة السودانية وأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي المعتمدين لدي الخرطوم. اليونان: القمة الثلاثية في القاهرة اليوم تبحث الأوضاع بالمنطقة والتعاون المشترك أكدت الحكومة اليونانية أهمية خاصة للقمة الثلاثية التي عقدت بالقاهرة اليوم بين مصر واليونان وقبرص وهي الرابعة من نوعها بين زعماء الدول الثلاث في إطار آلية التعاون الثلاثي. مما يدل علي استمراريتها ومدي الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها علي المستوي الاقليمي ولذلك ليس من قبيل المبالغة اعتبار هذا التعاون نموذجاً يحتذي به في مجال التنمية وفي تكوين شراكات مماثلة في المنطقة.. وفي هذا الإطار. أكدت الحكومة اليونانية في بيان وزعته سفارتها بالقاهرة أمس الالتزام بمبادئ الدبلوماسية والحوار لحل جميع القضايا العالقة علي المستوي الاقليمي. وهذا ما تم التأكيد عليه في كل القمم السابقة. وهو أن آلية التعاون بين مصر واليونان وقبرص ليست موجهة ضد أي أطراف أخري. ولكن الهدف الرئيسي منها هو تطوير العلاقات والتعاون بين الدول الثلاث في العديد من المجالات ومنها مجالات الاقتصاد والطاقة والتجارة والسياحة والبيئة وصولا إلي الهدف النهائي وهو تحقيق الأمن والرخاء في هذه المنطقة من العالم. والتي تحيط بها بؤر التوتر من كل جانب ومن المنتظر أن تتركز محادثات القمة الثلاثية علي القضايا الأمنية في المنطقة وخاصة مكافحة التطرف والإرهاب وكذلك مناقشة التطورات في جميع بؤر التوتر بالمنطقة مع التركيز علي الوضع المقلق في سوريا. كما يبحث قادة الدول الثلاث سبل توسيع التعاون فيما بينها في المجالات الاقتصادية وفي مقدمتها مجال الطاقة ومن المنتظر أيضاً أن يتم التأكيد علي الأجواء الإيجابية التي تحققت علي مدار السنوات السابقة من خلال توقيع علي عدة بيانات مشتركة حول موضوعات محددة من قبل الوزراء المعنيين. وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين مصر واليونان تؤكد أثينا حرصها علي مواصلة تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين والعمل علي توسيع هذا التعاون ليشمل أكبر عدد ممكن من المجالات في ضوء الجذور التاريخية العميقة للعلاقات بين الشعبين وإمكانيات التعاون التي تطورت في السنوات الأخيرة. وشدد الجانب اليوناني في العديد من المحافل أن مصر تمثل ركيزة رئيسية للأمن والاستقرار في المنطقة مؤكداً ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي جميع الإجراءات اللازمة لدعم مصر ودورها المحوري علي المستوي الاقليمي.