ايمان سيد طريق الكريمات يبدأ من حلوان إلي أسيوط بطول 209كم وبعرض 5.14 لكل اتجاه أطلق عليه "طريق الموت" فما كاد يمر أسبوع إلا يقع حادث تصادم مروع يروح ضحيته كثيرون بين قتيل وجريح فالحوادث تتكرر بنفس الطريقة وتقع بنفس الأماكن ودائما يكون العامل البشري هو القاسم المشترك فيها.. "الجمهورية" رصدت مشاكل المواطنين الذين يسافرون علي الطريق يوميا والذين أكدوا أن السبب وراء وقوع هذه الحوادث السائقين الذين يتعاطون المواد المخدرة ويسيرون بسرعات جنونية ولا يهتمون بأعمال الصيانة الدورية للمركبات النقل الثقيل والحمولة المضاعفة. إلي جانب وجود مشاكل تتعلق بالطريق كعدم وجود إشارات مرورية. ودرجات ميل الملفات علي الطريق سيئة للغاية. وتهالك بعض أجزاء بطول الطريق. وعدم وجود أماكن لانتظار عليه.. في حين طالب خبراء الطرق بضرورة تعديل منظومة النقل علي أن يتم تنويع مصادر النقل ما بين السكة الحديد والنقل البحري والجوي باستخدام طائرات الهليكوبتر وذلك لتخفيف الضغط علي الطرق السريعة. يقول رجب حامد - سائق ميكروباص علي خط مغاغا - المنيب النقل الثقيل والمقطورات هي السبب الرئيسي في كل المشاكل والحوادث علي طريق الكريمات فدائما ما يحمل السائقون أضعاف أضعاف الحمولة المسموح بها والتي تتراوح ما بين 22 الي 25 طناً وقد تصل الحمولة الي 60 طنا مما يؤثر سلبا علي اطارات السيارة التي قد تنفجر أو تخرج من مكانها وينتج عن ذلك حادث مروع تتحطم فيه سيارتين علي الأقل وتزهق أرواح ضحايا كثر أبرياء. السرعة الجنونية محمد عبدالعزيز - سائق طريق الكريمات يبدأ من مدينة حلوان فالكارته علي بعد 3 كيلو مترات من بوابة حلوان فنقوم بدفع الكارته علي طريق حلوان الكريمات أسيوط وبينما الطريق الغربي يبدأ من نادي الرماية وحتي أسوان وعلي الرغم من أن هيئة الطرق حددت السرعة ووضعت تعليمات في بداية الطريق تشدد علي ضرورة الالتزام بالسرعة للسيارات الملاكي و100 الاتوبيسات و80 للنقل الثقيل وذلك حرصا علي سلامة الجميع إلا أن الكثيرين لا يلتزم بالسرعات المحددة لهم ويغريهم الطريق ويندفعون كالطائرة. ويضيف كل من سعيد عبدالظاهر وابراهيم السيد - سائقان تنتشر المنحنيات والمطبات الهوائية علي الطريق بشكل كبير وهذا يتطلب من سائقي النقل الثقيل السير وفقا للسرعة المقررة المراقبة بالرادار والابتعاد عن السرعة الجنونية ولكننا نجد أن معظم السائقين لا يلتزمون بالسرعة والتعليمات ويتعاملون مع السيارات المجاورة لهم من الملاكي والأجرة علي انهم عصافير من حولهم ولابد أن تفسح العصافير الطريق للديناصور حتي يعبر. ويتفق معهم محمود علي - سائق غالبية سائقي المقطورات يسير بفوضي وعشوائية علي الطريق ولا يلتزم بالأماكن المخصصة للنقل فنجد السائق يسير علي اليمين ثم يتجه لليسار بشكل مفاجئ ومن لا ينتبه من سائقي السيارات خلفه ويبتعد عن السير بجواره يكون مصيره الموت فدائما لا يلتزمون بالحارة اليمني بالطريق ويسيرون دائما علي اليسار. حظر سير النقل ويشير كل من جمعة مهدي وشعبان محمد سائقان - إلي وجود سيارات النقل علي طريق الكريمات علي مدار 24 ساعة مما يتسبب في تكدس السيارات وشلل مروري تام علي الطريق من المنيا الي شرق الصحراوي وهذه مشكلة مستمرة تعطل مصالح المسافرين لساعات فحظر السير خلال ساعات النهار يطبق داخل المدن فقط وغير مطبق علي الطرق السريعة. ويقول بدر محمد اسماعيل - سائق أمين صندوق بني مزار لسائقي سيارات النقل بتجميل قوالب الحجارة والرخام الكبيرة من الأقصروأسوان لنقلها الي مدينة حلوان لمنطقة شق الثعبان التي تنتشر بها مصانع تصنيع الرخام وتحميلهم لهذه الأطنان الضخمة والسير بها علي الطريق يوميا تسبب في تهالك الطريق و"تعويم" درجات ميل الملفات سيئة للغاية ينتج عنها حوادث مستمرة فنحن نجد صعوبة بالغة في السير علي الطريق بداية من مطلع بني مزار وبامتداده لذا نناشد المسئولون بالاهتمام بالصيانة المستمرة لطريق الكريمات "طريق الصعيد" الذي يروح ضحيته عشرات الضحايا سنويا. ويطالب أحمد جابر - سائق علي خط السويس المنيب بضرورة وضع لجان علي طريق السويس من أول الكيلو 61 وحتي الكيلو 109 حيث أن سيارات النقل تخرج من المحاجر علي الطريق بسرعة جنونية مما يتسبب في وقوع حوادث يومية. الدكتور حمدي برغوث - خبير النقل الدولي منظومة النقل في مصر اصبحت تعتمد بشكل كامل علي النقل بالسيارات في حين أن وسائل النقل مختلفة كالنقل بالسكة الحديد والنقل النهري وبالطائرات الهليكوبتر لذا لابد أن ينتقل جزء كبير من البضائع لتنقل عبر الوسائل الأخري للنقل وذلك لتخفيف الضغط علي الطرق وتخفيض نسبة الحوادث فقد أعلنت آخر إحصائية لعام 2015 أن عدد ضحايا الطرق بلغ 400.14 ألف شخص سنويا وفيما يسمي بحرب الطريق وأن هذا الرقم يفوق عدد الضحايا الناتج عن الحروب. ويضيف برغوث لا نستطيع أن نحمل سائق النقل الثقيل وحده المسئولية كاملة فالمنظومة تتكون من عدة عوامل منها "السائق - السيارة - الطريق" فالسائق هو القاسم المشترك في كل الحوادث التي تقع فالشخص الذي يقود سيارة ويسير لأكثر من 500 كيلو قادما من أحد الموانئ وأخر يسافر لأسوان ويعود في نفس اليوم بدون راحة. كل هؤلاء لابد أن تقوم الجهات المسئولة باصدار قرار يمنع سير السائق علي الطريق لأكثر من 500 كيلو متواصلة ويسجل هذا علي بوليصة النقل الخاصة به وذلك حتي يستريح السائق في الطريق وينام ويقوم زميل له بمواصلة الرحلة بينما نحن الأن السائق يشرب المواد المخدرة حتي يستطيع مواصلة السير وبالتالي تؤثر علي استجابته ورؤيته علي الطريق مما يتسبب في حدوث حوادث شبه يومية. ثانيا الطريق فطريق الكريمات غير مجهز لانتظار أي سيارة عليه. كما لاتوجد أي علامات مرورية. كما لاتوجد كاميرات مراقبة بطول الطريق فيجب وضع كاميرات للمراقبة كل 100 كيلو ثالثا السيارة فنجد أن معظم السيارات لا يتم صيانتها بشكل مستمر مع زيادة الحمولة قد ينفجر الإطار أو أي جزء أخر وينتج عن ذلك حادث مروع يتحطم فيه علي الأقل 3 سيارات فقد شاهدت بنفسي سائق مقطورة وهو يضرب سيارة نصف نقل ويخرجها تماما من الطريق وعندما أبلغت المرور أكد لي الشرطي أن هذه الحادثة تتكرر بشكل دائم. وأما عن القرارات التي تصدر من المرور بشأن حظر سير النقل علي الطرق في ساعات النهار أو بداية من الساعات المتأخرة بالليل لابد قبل أن يتم اصدارها أن تكون خاضعة لدراسة جيدة تعتمد فيها علي تسجيل حقيقي لحركة السيارات علي مدار اسبوع تسجل فيه حركة السيارات كل ساعة وذلك من خلال وضع كاميرات للمراقبة تسجل الساعات التي تسير سيارات النقل بكثافة مقارنة بالملاكي والأجرة.