أكثر من أربعين كيلو مترا من الاسفلت الذي أهلكته سيارات النقل الثقيلة والدورانات التي تم تنفيذها بلا تخطيط وكباري المشاة التي ارتفعت بعد أن تشبع أسفلت الطريق بدماء الضحايا وبرغم ذلك فلا يستعملها أحد. هذا هو الاوتوستراد قصة أخري لطريق يستحق أن يحمل لافتة خطر ممنوع السير حتي إشعار اخر تفاصيل القصة سنعرفها معا.. علي خريطة الطرق المصرية يعتبر الأوتوستراد أحدي البدايات الحقيقية للطرق المحورية السريعة في مصر فالطريق انشيء منذ أكثر من20 عاما ليربط بين جنوبالقاهرة وشمالها من الجهة الشرقية ويمتد الطريق من منطقة عرب ابوساعد جنوب حلوان وحتي نهاية طريق النصر بمدينة نصر ليصل حلوان والمعادي بطريق المطار, وكذلك طريق صلاح سالم ومصر الجديدة وكان الطريق قد وصل بالفعل لحالة مزرية ومع بداية عام2004 أعلنت وزارة الاسكان عن تطوير طريق الاوتوستراد بتكلفة تصل الي نحو300 مليون جنيه تتضمن توسعة الطريق من المعادي حتي حلوان مرورا بالتبين وحتي الكريمات حيث مدخل الصعيد الشرقي وهو ماتم بشكل غير كامل. أحد رجال المرور علي الطريق أشار إلي ان اكثر من80% من السيارات التي تسير في تلك المسافة من السيارات النقل والمقطورة علي وجه الخصوص سواء الذاهبة أو القادمة من منطقة شق الثعبان وهو مايعني حسب تقارير عدة احدها صادر عن وزارة الداخلية أن من بين كل ثلاث حوادث سيارات هناك حادثتان سببهما سيارات النقل بينما تشير دراسة لهيئة الطرق إلي أن85% من حوادث الطرق تعود لعدم تركيز قائدي السيارات ويشير دكتور أسامة عقيل استاذ هندسة الطرق إلي أن اكثر من30% من سائقي سيارات النقل يتعاطون المخدرات أو المنبهات حتي يتمكنوا من القيادة لساعات طويلة, بينما يؤكد أن97% من نقل البضائع في مصر يتم عبر الطرق بينما أغلب الطرق غير مجهزة لسير النقل الثقيل كماهو في الدول المتقدمة علي طريق الأوتوستراد وبالتحديد في المسافة من مدخل المعادي وحتي حلوان رحلة رعب حقيقي تبدأ من ملف أو يوترن يقع بعد مدخل المعادي بحوالي300 متر وهو أخطر ملف علي الطريق لاينافسه سوي ملف وادي حوف الشهير بملف المعادي والذي يسمح للسيارات القادمة من حلوان بالدوران للعودة مرة أخري وأيضا يسمح للسيارات القادمة من مدينة نصر بالدوران والعودة وهذه المنطقة تكون السيارات في الاتجاهين تسير بأقصي سرعتها مما ينتج عنه حوادث يومية تتحطم فيها السيارات تماما نتيجة لدوران سيارات النقل الثقيلة واستحواذها علي جزء كبير من الطريق مما يعرض السيارات القادمة في الاتجاه المعاكس للاصطدام بها وأصبح من المعتاد لجميع رواد الطريق مشاهدة منظر الحوادث المتكررة في تلك النقطة وهي تقع الآن أمام بوابة القرية الذكية الجديدة بالمعادي بعد تلك النقطة بنحو700 متر تقريبا نقطة أخري كانت حتي وقت قريب عنق زجاجة وصدامات يومية بين السائقين خاصة سائقي سيارات النقل وهو مااستدعي وضع نقطة مرور ثابتة لتنظيم عملية المرور. جنوبا وباتجاه حلوان وفي المنطقة التي لم تطلها يد التطوير علي الطريق تتوزع أكثر من لافتة تحدد السرعة القصوي للطريق ب30 كيلو مترا في الساعة لوجود إصلاحات وتطوير بالطريق كما تشير اللافتة ولكن الواقع لايشير إلي وجود أي معدات علي الاقل الآن. مدخل المعصرة نقطة أخري ساخنة جدا علي الطريق فهي تشهد ازدحاما غريبا من سيارات النقل الثقيل سواء الواقفة علي جانبي الطريق أو التي تمر عبر دوران شد يد الخطورة في منطقة ضيقة من الطريق تستلزم توقف السيارات القادمة من الجانب الآخر تماما وإلا كانت النتيجة حادثة اصطدام مروعة غالبا تشهدها المنطقة ليلا في ظل انقطاع الكهرباء عن أعمدة الإنارة.. قبل أيام قليلة شهدت منطقة مصنع مواسير الخرسانة كما يسميها السائقون هنا حادثة مروعة راح ضحيتها شابان واصيب اربعة آخرون بعد أن حطمت سيارة نقل سيارتين كانتا قادمتين من الاتجاه الآخر عبر دوران وادي حوف أو دوران الموت كما يسميه سائقو الميكروباص علي خط حلوان مدينة نصر.. محمد عبدالسميع أحد سائقي ميكروباصات حلوان يحكي عن دوران وادي حوف قائلا: اذا كانا يقولون علي سائقي الميكروباص عفاريت الاسفلت فإن سائقي النقل والمقطورات هم وحوش الطريق فعلا, يكفي أن يمر بجانبك بسرعة100 كيلو لنشعر أن السيارة ستطير هؤلاء يقودون كأنهم يركبون موتوسيكلات ولا أحد يستطيع أن يقف أمامهم ولو اهتزت السيارة يمكن أن تحدث كارثة ورغم ذلك فإن الدوران الوحيد لسيارات الميكروباص القادمة من حلوان وتريد أن تسير علي طريق الاوتوستراد موجود اسفل كوبري وادي حواف ولايبعد عنه سوي نحو100 متر فقط. سؤال محمد يبدو منطقيا جدا خاصة لو عرفنا أن فاتورة عدم تنظيم طريق الاوتوستراد الذي يمر به كل انواع السيارات صغيرة وكبيرة أن تلك الفاتورة ندفعها جميعا سنويا, فعدد حوادث الطرق بمصر سنويا وصلت الي22 ألفا و793 حادثة عام2009 بزيادة8.9% عن العام السابق وان نحو9 آلاف شخص ماتوا علي تلك الطرق بينما اصيب نحو60 ألفا بقيمة فاتورة إجمالية16 مليار جنيه!