لي حفيد يدرس في إحدي الجامعات الكندية بمدينة تورنتو.. ووقع اختياره علي الدراسة في كلية الهندسة.. ولا مانع لدي الكلية أو اساتذتها في مناقشة الطلاب إذا لم يعجبهم تقدير درجات الإجابة.. فهذا من حق الطالب الجامعي في الكليات بكندا. وقد تخصص حفيدي في دراسة الكمبيوتر ونظم المعلومات.. ومدة الدراسة الجامعية في الهندسة 5 سنوات.. يقضي الطالب السنوات الثلاث الأولي في دراسته بالتخصص الذي اختاره.. أما في السنة الرابعة فترشح له الكلية إحدي الشركات المتخصصة في مجاله.. يقوم خلالها الطالب بالتدريب العملي.. ويظهر من خلال هذا التدريب ما إذا كان الطالب عاديا أو مبتكرا في مجال تخصصه. والشركة ترسل للكلية مسيرة هذا الطالب بها خلال فترة تدريبه.. وهو يقوم أيضا بتقديم تقرير عن عمله والفائدة التي عادت عليه.. ثم يعود إلي كليته في السنة الخامسة ليستكمل دراسته بها.. تمهيدا للتخرج. والشركة التي تدرب فيها الطالب ترحب به إذا أثبت جدارته في التدريب ليكون أحد العاملين فيها للاستفادة من مهاراته. تذكرت هذه المقارنة بين حياة الطالب الجامعي في كندا وحياته في جامعات مصر التي مازالت تقوم علي الدراسة التقليدية في التعليم.. والتي تعتمد علي دراسة ما تحويه الكتب الجامعية والمذكرات التي يتاجر بها الاساتذة من خلال شرائها من المكتبات.. وتعتمد علي الحفظ والتلقين.. وحتي في الكليات العملية فإنها لا تخرج عن ذلك. وقد قرأت تقريرا نشرته ¢البوابة نيوز¢ عن الدراسة في الجامعات الخاصة المصرية.. وعقدت مقارنة بينها وبين سندويتش الهامبورجر المفخخ.. فكلاهما واحد.. حشو بلا قيمة أو نفع.. إنها مجرد وجبة لسد الجوع القاتل بالنسبة للهامبورجر. وشهادة بالنسبة للتعليم الخاص.. وكلاهما أيضا لا يقدر عليهما إلا من يملك المال لشرائهما. وأكد التقرير أن واقع الجامعات الخاصة تلخصه مصاريف مرتفعة وخريجون غير مؤهلين لسوق العمل.. لدرجة أن هناك جامعات زادت مصاريفها عن 150 ألف جنيه سنويا.. وهذا يعني أن هذه الجامعات هدفها الوحيد هو ¢الربح¢ وأصحابها صاروا ينافسون تجار ¢السلاح¢!! وأقول من وجهة نظري: كم تمنينا أن تكون هذه الجامعات الخاصة في مصر تسير علي نهج الجامعات في كندا وفي الدول الأوروبية.. بحيث توفر لطلابها فرص التدريب العملي في الشركات والمصانع ليكونوا مؤهلين للحياة العملية.. علي أن تقوم هذه الشركات والمصانع بإعطاء تقرير عن الطالب يرسل للجامعة ومدون به كل ما يتعلق بخطة تدريبه. ونعود للتقرير الذي كتبته ¢البوابة نيوز¢ حيث يقول إن أولياء الأمور يتكالبون علي الحجز لأولادهم في هذه الجامعات رغم عيوبها وارتفاع مصروفاتها عن قدرتهم المالية.. والسبب في ذلك يرجع إلي ارتفاع درجات التنسيق وسهولة الدراسة في تلك الجامعات الخاصة وضمان التخرج دون معاناة. من هنا.. كان رد الفعل الأجرأ الذي أصدرته نقابة المهندسين منذ شهور بمنع قيد خريجي كليات الهندسة الخاصة في النقابة ما لم يكونوا قد حصلوا علي درجات تقل بحد أدني عن 5 في المائة مما قبلته نظيرتها في الجامعات الحكومية. وكشف الدكتور ضياء الدين زاهر استاذ التخطيط التربوي والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس أن كل جامعة من الجامعات الخاصة تضع نسبة للنجاح بحيث لا تقل عنها حتي وإن كانت لا تعبر عن مستوي الطالب.. فهناك نوع من التساهل لجذب مزيد من الطلاب ولتحقيق أكبر قدر من الأموال. وقال إنه يجب تدخل المجلس الأعلي للجامعات لتقنين وضع الجامعات الخاصة نظرا لاحتياج المجتمع لكوادر ومؤهلين وليس لأعداد متزايدة من الخريجين لا يصلحون لسوق العمل. بقيت نقطة هامة عن الالتحاق بالجامعات في كندا.. فالتعليم ما قبل الجامعي كله بالمجان وهناك مدارس تخصص للطلبة والطالبات أتوبيسات لغدوهم ورواحهم.. أما التعليم الجامعي فهو بمصروفات عالية نسبيا. ولكي تشجع الحكومة الكندية علي التعليم الجامعي فإنها قررت أن تسدد مصروفات الطالب الجامعي كقرض منها إليه.. علي أن يسدده علي أقساط طويلة من عمله بعد التخرج وبنسبة لا تضر بدخله من عمله.