** بنظرة متعمقة لخريطة العالم الإسلامي وما فيه من صراعات وخلافات مذهبية متعمدة وما تقضي إليه هذه الخلافات من منازعات تؤدي إلي مزيد من الانقسامات والحروب الأهلية مما يجعلنا نتساءل عن سبيل لحل هذه المشكلات والخلافات المذهبية وما تؤدي إليه من فتن في بعض الأحيان وإلي حروب في أحيان أخري بجانب استغلال أمريكا والغرب لهذه الخلافات بتعميقها واستغلالها لإضعاف العرب كل العرب لصالح إسرائيل. لا شك أن أمريكا كانت وراء وجود بعض الفرق المتطرفة كالقاعدة وداعش ولا تدير أمريكا ظهرها لهذه الفرق إلا بعد أن تخرج عن طاعتها ولا تصبح خاتما في يدها.. عندئذ تجند أمريكا ما تستطيع من دول العالم لمحاربة الإرهاب. إننا أمام حرب أمريكية عمياء بلا بوصلة أو رؤية سوي مزيد من تمزيق وتفتيت وكسر إرادة الدول العربية بالإضافة إلي مزيد من الاضطراب والارتباك في المنطقة العربية بأكملها بهدف تحقيق مخطط الشرق الأوسط الكبير والذي يتطلب بالضرورة تفكيك وتفتيت الدول العربية وتحويلها إلي دويلات منقسمة علي نفسها بحيث تصبح اسرائيل هي الكيان الأقوي في المنطقة بعد إعادة رسم الخريطة من جديد وما رأيناه ونراه الآن يتحقق بالفعل علي أرض العراق وسوريا وليبيا واليمن وفلسطين وتونس وكان الدور علي مصر باقتطاع أجزاء من سيناء وتحويلها إلي موطن لجماعات الإرهاب والتطرف داعش والقاعدة وأنصار بيت المقدس وغيرهم من التنظيمات الارهابية المختلفة ولكن الله سلم وتم إفشال المخطط الصهيوني. ** لقد دخل الشعب السوري علي سبيل المثال في دائرة جهنمية من الصراع الدموي وكلما لاحت في الأفق فرصة أو أمل في تجاوز هذا الصراع سرعان ما تحول إلي سراب وتنهار فرص الحل أمام جرائم النظام وجرائم داعش وخطايا المعارضة المدنية المنقسمة علي بعضها. حوالي ربع مليون قتيل وما يقرب من نصف مليون مصاب و4 ملايين لاجئ ومشرد خارج الحدود وبلد تم تدميره بالكامل وتخريبه.. أين حكماء العرب من كل هذا؟! ** والحال كذلك في ليبيا فقد تعمدت أمريكا إضعاف الجيش الليبي وتجهيزاته العسكرية ومنعت توريد السلاح له للدفاع عن بلده في الوقت الذي تسيطر فيه الجماعات الارهابية علي بعض مناطق حقول البترول وأمدتهم بأحدث الأسلحة لمواجهة الجيش الليبي. إن المأساة التي تعاني منها الشعوب العربية من احتلال وسفك للدماء وإرهاب وتشريد وفقر وتدمير في البنية التحتية يتطلب موقفا حاسما من حكماء الدول العربية بتشكيل قوة عربية وتحالف عربي موحد والوقوف صفاً واحداً أمام هذه المؤامرات والمخططات الصهيوأمريكية حتي تعود الدول العربية أكثر أمنا واستقرارا وتوحداً.