ينفرد مسئولينا الجدد بخاصية لا توجد لدي أي مسئول في دول العالم المتحضر والمتخلف معاً فما أن يتولي المسئول موقعه التنفيذي الجديد حتي تنهمر علينا تصريحاته اليومية وربما في اليوم الواحد عدة تصريحات مرة واحدة.. ليؤكد عبر وسائل الإعلام المختلفة من تليفزيون وإذاعة وصحف وربما علي صفحته الشخصية في شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك بأنه سيفعل وسيفعل وسيفعل ولن يسمح ولن يترك ولن يهدأ ولن يتسامح.. ولن.. ولن.. سأعاقب وسأمنع و.. و.. وهكذا تتواصل التصريحات الوردية والتي كان الناس يفرحون بها زمان ويستبشرون بها خيراً واصلاحاً للحال الذي بلغ من السوء مداه.. ثم.. ثم يجدون شيئاً يتحقق علي أرض الواقع فتظل المشاكل والأزمات لاتراوح مكانها وربما تزداد تعقيداً وصعوبة علي يد المسئول الجديد والذي يواصل تصريحاته العنترية حتي وهو يحقق فشلاً ذريعاً يوماً بعد يوم. والغريب ان لعبة التصريحات التي طالما شبعنا منها وعانينا منها كثيراً لا تزال مستمرة بنجاح عظيم حتي يومنا هذا رغم ان أغلب المسئولين السابقين والحاليين وربما الجدد والقادمون لنا قد فقدوا مصداقيتهم لدي الناس ولم يعد يصدقهم أحد. ويبدو ان ذلك احدي سمات المسئول الجديد وهو أن يطلق سيلاً من التصريحات الرنانة ثم لا نسمع عنه أو عن تصريحاته شيئاً بعد ذلك.. لأن شيئاً لم يتحقق مما قاله أو وعد به نفسه والمواطنين وعادة يحدث ذلك لانه لا يوجد في مصر جهة ما تحاسبه عما قاله ووعد به الناس ولم يتحقق بل حتي الإعلام نفسه ينسي ولا يحاسب المسئول ولكن الناس لا تنسي أبداً. اقرأ يا سيدي عناوين صحف هذه الأيام واستمع إلي نشرات الأخبار وتصريحات المسئولين الجديدة والذين تم تعيينهم مؤخراً وهم وزير التموين و7 محافظين جدد.. ستري العجب العجاب من وعود وتطمينات خصوصاً وزير التموين الذي بدأ عمله يهدد ويتوعد التجار الجشعين والفاسدين والمتلاعبين بقوت الشعب ووعد بحملات تموينية مكثفة علي الأسواق ومحطات البنزين ومنافذ بيع اللحوم والسلع الغذائية وألغي اجازات مفتشي التموين وأكد وجود عقوبات رادعة للغشاشين. واطلق المحافظون الجدد سيل آخر من التصريحات من عينة الاولوية للشارع وإعلان الحرب علي الفساد واستعادة الثقة مع المواطن والتعهد بالتخلص من قمامة الاسكندرية التي ملئت شوارعها وحولتها إلي أكوام من القمامة تفوح منها القذارة والروائح الكريهة وشوهت وجه العروس. أما محافظ القليوبية فهو يبحث عن ضربة البداية بالمحافظة ليطلق حولها مزيداً من التصريحات العنترية.. والناس في كل الأحوال لا تهم الوعود والتهديدات والتصريحات بقدر ما يهم التنفيذ الفعلي وأن تتحسن الأحوال المعيشية ويتم التحكم والسيطرة علي الأسعار ومحاربة الجشع بكل صوره.. فليس من المعقول مثلاً ان يقول لنا وزير التموين ان هناك حملات مكثفة لضبط أسعار السجائر واليوم وبعد مرور عدة أيام علي توليه المنصب لا تزال السجائر تباع بأزيد من ثمنها الرسمي الذي حددته الدولة يوم الخميس الماضي بنحو جنيهين في كل علبة.. وعلي ذلك فإن أغلب السلع لا تزال حتي الآن تباع بأزيد من سعرها الحقيقي.. ويبدو ان التجار والبائعين تعودوا علي تصريحات التهديد بالعقوبات ولا يتم تنفيذ أي شيء ضدهم لهذا واصلوا جشعهم واستغلالهم للناس دون خوف. نقطة نظام * ضريبة القيمة المضافة: أكدت الجريدة الرسمية انه تم تطبيقها يوم الخميس الماضي.. بالرغم من ان وزير المالية وعد بتطبيقها أول أكتوبر القادم.. أين الحقيقة ولماذا نخفي عن الناس الحقيقة ونجعلهم يبحثون عنا؟!! * قانون بناء الكنائس في مصر: والذي أقره مجلس النواب مؤخراً كان حلماً لاشقائنا المسيحيين وتحقق بالفعل إلا ان بعض الأشقاء لا يعجبهم القانون الجديد.. فماذا تريدون؟! * أنبوبة البوتاجاز: أصبحت أزمة تخنق الناس في العديد من المدن والقري بالمحافظات.. تحرك يا وزير التموين وأرم بياضك لنري انجازاتك التي وعدتنا بها في تصريحاتك!! * انتهي شهر العسل أو سنوات العسل بين السعودية وأمريكا بعد قرار الكونجرس الأمريكي بالسماح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة السعودية.. هذا القرار ستكون له تداعيات خطيرة علي العلاقات بين البلدين إن لم يتم احتواؤه قبل ان تسحب السعودية استثماراتها من الولاياتالمتحدة وان كنت أتوقع أنها لن تفعل ذلك أبداً لأسباب عديدة!!