إن تركيا لن تسمح بإنشاء ¢ممر للإرهاب ¢عند حدودها الجنوبيةوذلك في إشارة للتنظيمات الإرهابية التي تنشط بالمنطقة الحدودية شمالي سوريا المحاذية للجنوب التركي. ومن هذا المنطلق انطلقت قبل أكثر من عشرة أيام عملية ¢درع الفرات ¢بهدف تطهير مدينة جرابلس السورية والمنطقة الحدودية التركية من المنظمات الإرهابية وخاصة ¢داعش¢..والجدير بالذكر أن تركيا والاتحاد الأوروبي توصلا في الثامن عشر من مارس الماضي في العاصمة البلجيكية بروكسل إلي اتفاق يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر حيث تقوم تركيا بموجب الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في الرابع من أبريل الماضي باستقبال المهاجرين الواصلين إلي جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا. ووافق الاتحاد الأوروبي كذلك علي الإسراع بتقديم ثلاثة مليارات يورو إلي أنقرة دعماً للاجئين الموجودين في تركيا. بالإضافة لثلاثة مليارات أخري بحلول 2018 بعد أن تقدم أنقرة قائمة بمشاريع تستحق مساعدة الاتحاد الأوروبي. وبعد ساعات من الإعلان عن الاتفاق أكدت قوات خفر السواحل والشرطة التركية أنها ألقت القبض علي الف سبعمائة وأربعة وثلاثين مهاجرا وستة عشر مهرباً وذلك في إطار حملة مواسعة لمنع اللاجئين من الوصول إلي جزيرة ليسبوس اليونانية ويطلب الاتحاد الاوروبي اليوم من تركيا بتعديل قانون مكافحة الإرهاب فيما تؤكد أنقرة عدم إمكانية ذلك في الوقت الراهن لا سيما مع استمرار خطر المنظمات الإرهابية. مثل ¢بي كا كا¢ و¢داعش¢ فالعمليات العسكرية التركية المستمرة ضد تنظيمات ¢داعش¢. و¢بي كا كا¢. و¢ي ب ك¢. و¢ب ي د¢ في سوريا والعراق.. حيث إن تركيا أملها في عدم تشكّيل ممر إرهابي في الحدود الجنوبية لها فالجيش التركي يتعاون مع قوات التحالف الدولي للحيلولة دون تشكّيل ذلك الممر.. وفيما يتعلق بالاجراءات التي تتخذها السلطات التركية ضد منظمة ¢فتح الله جولن¢ الكيان الموازي الإرهابي المتهم بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف شهر يوليو الماضي حيث تقوم تركيا بجمع الاجراءات المتواصلة حتي الوقت الراهن في إطار القوانين.وبخصوص تسليم واشنطن زعيم الكيان الموازي ¢فتح الله جولن¢ المقيم بولاية بنسلفانيا الأمريكية.حيث أرسلت تركيا ملفات خاصة إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية عن المنظمة الإرهابية قبل المحاولة الانقلابية. وسيتم فيما بعد تسليم ملفات أخري عن مرحلة ما بعد منتصف يوليو الماضي يوم الانقلاب الفاشل للوفد الأمريكي الذي يواصل أعماله في تركيا منذ فترة وسوف يذهب قريباً وزيرا العدل ¢بكر بوزداغ¢. والداخلية ¢سليمان صويلو¢. سيزوران إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية لاحقًا علي رأس وفد تركي لبحث ملف تسليم زعيم الإرهابيين المتهم بالتخطيط لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا. فالشراكة التركية الأمريكية الممتدة منذ فترة بعيدة تحولت إلي شراكة نموذجية في عهد أوباما. وهي مستمرة حتي اليوم. فضلاً عن أن العلاقات الثنائية بين البلدين هي علاقات خاصة وتزداد قوتها مع مرور الزمن¢ومع أهمية المرحلة والتوقيت الذي شهدت فيه تركيا محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو الماضي بالتزامن مع العمليات الإرهابية في المنطقة كان من الضرورة اتخاذ أنقرةوواشنطن موقفا مشتركًا ضد جميع النشاطات الإرهابية في العالم. كونهما بلدين عضوين في حلف شمال الأطلسي ¢الناتو ¢...والرئيس التركي اردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو الماضي ينادي بعدم الصمت إطلاقًا حيال تلك العمليات الإرهابية. ويؤكد اردوغان علي أن تركيا في حالة اضطرار لاتخاذ موقف واحد ضد جميع التنظيمات الإرهابية لأنه ليس هناك إرهاب جيد وآخر سيء كلهم سيؤون ..والغريب والمثير للدهشة كيف يردد اردوغان ذلك الكلام و تركيا هي أول من قدمت السلاح والدعم اللوجستي لداعش وللجهاديين الذين يقاتلون ضد النظام السوري ناهيك عن الطموح التاريخي لأردوغان وأنصاره من "العثمانيين" الذين أرادوا غزو الشرق الأوسط من جديد ولكن علي حصان الإخوان هذه المرّة. إلا أن اللجام انقطع بهم فتحوّلوا إلي تمويل الإرهاب ..واليوم ينادي العالم كله لمحاربه الكيانات الارهابية ..ويبقي السؤال هل انقلب السحر علي الساحر للاهتمام بمحاربه المنظمات الارهابية؟!!