يري خبراء النفس والاجتماع ان الدراما وقفت ضد الدولة في هذه المرحلة وعملت علي تشويه رموز البلد وهذا من مخططات الجيل الرابع للحروب عندما يجد المنتج الجمهور متجاوبا مع مثل هذه المسلسلات والافلام يتشجع علي انتاج المزيد من هذه الأعمال الرديئة بحجة ان هذا ما يريده الجمهور يجب وضع معايير أخلاقية ليس للدراما فقط بل في مجالات كثيرة تحتاج إلي ضوابط حيث ما يتم بناؤه في عام يتم هدمه في دقائق من خلال العناصر غير المسئولة في المجتمع وأكدوا ان الاعلانات إذا لم يتم الانتباه أيضا من الممكن ان تتسبب في حالة سخط جماهيري عام فالاعلان عن تجمعات سكنية مغلقة أسعارها مرتفعة تؤثر بالسلب علي "نفسية" المواطن وتشعره بالاحباط. قال الدكتور فتحي الشرقاوي أستاذ علم النفس السياسي بجامعة عين شمس: منذ سنوات والنسق اليمي المصري انقلب رأسا علي عقب وقد قمت برصد هذه الظاهرة بعد ثورة 25 يناير مباشرة حيث سادت الفوضي الشارع وتسببت في حالة من عدم التماسك واللامبالاة بين الناس. الشعب المصري تظهر سلبياته هذه الأيام نظرا لسبب علمي معروف هو تحطم ما يسمي بالضبط الاجتماعي وهذه علامة غير مقلقة علي المدي المتوسط والطويل فالبحر يلفظ أسوأ ما فيه في مرحلة معينة وبعدها يهدأ والشعب سيهدأ من تلقاء نفسه بعد فترة علي كل المستويات الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لأن حركة الأمم والمجتمعات تبدأ صغيرة ثم تكبر وتتطور وتصل إلي مرحلة الرشد هذا يحدث في كل بلاد العالم. بالنسبة لمحتوي الدراما خلال رمضان الماضي وما حملته من سلبيات لا يصدقها عقل قال: لو اجتمع صناع الدراما علي قلب رجل واحد حتي يخرجوا اسوأ ما في جوف الشعب المصري لن يستطيعوا اخراجه كما فعلت الدراما في شهر رمضان الماضي فقد كان هناك ما يشبه الخطة الممنهجة لاظهار الشخصية المصرية في صور سلبية تراوحت بين البلطجي والفاسد والخائن والمدمن وكأن أهل الدراما مأجورون وممنهجون لتشويه صورة المجتمع. لا انكر ان العناصر السلبية موجودة في المجتمع لكن تكثيف الصورة الذهنية خطأ كبير. الدراما المصرية قتلت الجزء المتبقي منا. أضاف: لا أبالغ لو قلت ان الدراما وقفت ضد الدولة في هذه المرحلة وعملت علي تشويه رموز البلد وهذا من مخططات الجيل الرابع للحروب. ان صناع الدراما يتحججون بأن الهدف منها اظهار الواقع.. والسؤال: هل لا يوجد في الواقع إلا هذه العناصر السيئة. أين القصص الايجابية؟ واستطرد قائلا: الاعلانات اصبح لديها انفسام حيث يتم اثارة المواطن واستفزازه بطريقة غير عادية لنفاجأ بالاعلان الذي يليه يناشدنا التبرع.. انها الازدواجية بين القول والفعل وان مصر ليست دولة فقيرة. اشار إلي أن ما تفعله الدولة مؤخرا من انتشار سكان العشوائيات من الأماكن غير الآدمية ووضعهم في مساكن مجهزة تحترم آدميتهم سيؤدي علي المدي المتوسط لاكتساب صفات سلوكية راقية مثل الطموح وحب المجتمع والايجابية والولاء والانتماء لكن هذا يحتاج إلي عشر سنين علي الأقل وان كانت من المميزات الذي سيتم اكتسابها علي المدي القريب هو انخفاض معدلات الجريمة والخيانات وتعاطي المخدرات نتيجة عدم وجود الازدحام الذي يؤدي إلي كل هذه الجرائم الموجودة في الأماكن العشوائية. ويؤكد ان الشعب المصري داخل علي مرحلة تسمي "الانامالية" وهي تعني حب الذات وعدم الاهتمام بآخر ما لم تتغير لغة الخطاب الديني والاجتماعي والثقافي والتربوي ونحن نعيش في مرحلة سيئة حيث شبكات التواصل الاجتماعي استطاعت تفتيت التجمعات الإنسانية في المجتمع وهذا ترتب عليه عدم تناقل الخبرات وعدم وجود تنقيح ثقافي فكري من الكبير إلي الصغير. ويؤكد ان رئيس الجمهورية يخوض حربا غير طبيعية حيث ما يتم بناؤه في عام يتم هدمه في دقائق من خلال العناصر غير المسئولة في المجتمع يجب ان يطبق القانون بكل حزم نحن في بلد اعداؤها يتربصون به من جميع الاتجاهات يجب ان يحاسب كل من يخطيء سواء كان وزيراً أو غفيرا لذلك ينبغي ان يكون هناك ضبط قانوني وقضائي سريع المفعول ويجب ان نترك التعاطف جانبا مع المخطيء لكن ينبغي ان يكون المسئول هو الملتزم رقم واحد كرمز من رموز السلطة. أكد الدكتور حسن الخولي أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس ان الدراما في السنوات الأخيرة وخاصة فيشهر رمضان كانت مستواها متدنياً للغاية والمعايير الأخلاقية كانت غائبة وتحتوي علي عنف وأوضح ان تفسير هذه الظاهرة ان المناخ العام في المجتمع يعكس هذه العملية لو عملنا مقارنة بين الدراما الآن وبين الدرما من عشرين عاما سنجد فرقا شاسعا جدا حيث ان الافلام والمسلسلات القديمة نجد المضمون به قيم اخلاقية واجتماعية هدفه تعليم الإنسان وبناء شخصية سوية. الآن لا يوجد هذا اطلاقا لأن المنتجين هدفهم الأول والأخير هو الربح بصرف النظر عن المضمون الاجتماعي أو الثقافي أو تحقيق رسالة الاعلام عموما لأن رسالة الاعلام هو تثقيف المجتمع وخلق شخصية سوية. هذا البعد غائب الآن إلي حد كبير من حساب المنتجين وصناع الدراما. اشار الخولي إلي أن هناك مقولة خطيرة جدا وهي "الجمهور عاوز كده" فلم كان الجمهور يحب العنف والبلطجة والتهريج نصنع لهم دراما تتناسب مع ميولهم المنتج عندما يجد الجمهور متجاوبا مع مثل هذه المسلسلات والافلام يتشجع علي انتاج المزيد من هذه الاعمال الرديئة بحجة ان هذا ما يريده الجمهور. هذه مسألة في غاية الخطورة. ويري أستاذ الاجتماع ان الجمهور شريك اساسي في العمل إذا كان الناس تقبل دون تحفظ ودون ان تعبر عن احتجاجها من عمل ساقط أخلاقيا واجتماعيا مثل مسلسلات الاسطورة الذي عرض في رمضان الماضي سيكون بمثابة رسالة تحذيرية لأن الناس قبلت هذا واشارة خضراء لصناع هذه النوعية من الدراما ان الجمهور يريد هذا لكن إذا رفض هذه النوعية من الدراما بمثابة ردع للمنتج وتحذير له ان يستمر في هذا السلوك يجب ان يكون لدي صناع العمل رقابة ذاتية تضبط عملهم وهذا غير موجود للأسف. ويجد الخولي الحل في اصدار التوجيهات إلي أطراف كثر مثل المنتجين والكتاب ومخرجين الدراما لاتباع المعايير الأخلاقية والاجتماعية واشار إلي أنه يجب وضع هذه المعايير الأخلاقية ليس في مجال الدراما فقط بل في مجالات كثيرة تحتاج إلي ضوابط. انتقد الخولي الاعلانات التي تعرض علي الشاشة ووصفها بالاستفزازية وانها مخربة للوجدان المصري والعربي والاجتماعي ويتساءل إلي من توجه هذه الاعلانات وأغلب الشباب لا يجد وظيفة ولا حتي شقة متواضعة يسكن بها؟ يري ان تشريح المجتمع المصري جغرافيا طبقا للعقار أو السكن يكثر الفوارق الطبقية التي كانت موجودة في السابق. الآن تعود مرة أخري هذه النغمة حيث اصبح الفقراء يشعرون بالفقر الشديد والأغنياء يزدادوا ويتباهوا انهم يعيشون في قصور وفيلات ومجتمع مغلق عليهم فقط بعيدا عن الأغلبية العظمي من الشعب ويؤكد ان مثل هذه الاعلانات عندما تعرض ويراها المشاهد تجعله لا يصدق ان هناك أزمة اقتصادية في البلد وتجعله ايضا غير متعاطف مع الاعلانات التي تدعو المشاهد إلي التبرع لصالح جهة معينةلأنه سيقول: كيف تطلب التبرع وأنا فقير وهناك أغنياء لديهم قدرة علي شراء فيلا يصل سعرها إلي 10 ملايين جنيه. الاعلانات ايضا في حاجة إلي ترشيد ووضع معايير وهي يحكمها ايضا المكسب والخسارة. صاحب الاعلان يدفع مبالغ قد تصل إلي ملايين الجنيهات حتي يروج لسلعة يعلم انه سيربح منها المليارات المنظومة بها خلل شديد سابقا كان يتم الاعلان عن المنتجات بأسلوب راقي ولا يوجد بها استفزاز للمواطن تشعر الناس ان هناك فوارق اجتماعية كبيرة. قالت الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع ان الاعلانات هذا العام كثيرة جدا ومعظمها عليها مآخذ هناك عدد من الاعلانات علي سبيل المثال تعرض الآن في في غاية الاستفزاز للمواطن الفقير. وتري الساعاتي اننا لكي نعرف لماذا وصلنا إلي هذه المرحلة يجب ان نعلم من وراء هذه الاعلانات ومن المسئول عن صلاحيتها للعرض علي الجمهور بالتأكيد تلعب المادة دورا كبيرا وآخر شيء يهتمون به هو المواطن. تري الساعاتي ان الاعلان عن تجمعات سكنية مغلقة اسعارها مرتفعة جدا تؤثر بالسلب علي نفسيةالمواطن لأنه لا يتحمل في ظل الغلاء الذي نعيش به وعدم مقدرته علي سد احتياجاته الاساسية ان يتم "زغللة" عينه بأشياء لا يستطيع امتلاكها. هذه الاعلانات يشاهدها القلة القادرة والغالبية غير القادرة تتحدث بلغة لا يفهمها هؤلاء البسطاء لكنها تثير السخط علي المجتمع أوضحت انه مع زيادة عدد القنوات الفضائية التي لا ينقطع ارسالها ازداد عدد الاعلانات والكم علي حساب الكيف. تؤكد اننا نعيش في تناقض نفسي واجتماعي شديد وهذا يسبب ازدواجية ما بين القدرة والفعل هذا بالتالي سيسبب مرضا نفسيا لمن يري هذا ولا يمتلك القدرة علي الفعل حيث يتم الاعلان في نفس الدقيقة عن فيلا بثلاث حدائق ويتبعه اعلان آخر تدعو المواطن إلي التبرع لكن علي المواطن المقتدر ان لا ينتظر طلب التبرع منه بل يجب عليه ان يفعل ذلك في هدوء.